«أرشيف بدوي».. صور فوتوغرافية للإسكندرية قبل 80 عاما
ضمن فعاليات «أسبوع إسكندرية للصورة» تختتم اليوم بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية فعاليات معرض «أرشيف بدوي»، وهو معرض لأرشيف المصور الفوتوغرافي الراحل أحمد بدوي، ويتضمن توثيقا بصريا يؤرخ لصور الأشخاص وتفاصيل الحياة في الإسكندرية خلال الفترة من خمسينيات القرن الماضي إلى أواخر التسعينيات. يضم المعرض نحو 350 صورة وفيلم وقطعة أصلية من الاستديو الخاص بالمصور في منطقة وسط البلد بالإسكندرية.
أرشيف بدوي
وُلد أحمد بدوي في كوم الدكة في عشرينيات القرن الماضي، وبدأ التصوير عام 1939. حيث تعلم وطور أدواته بالعمل مع المصورين الأجانب والمصريين، حتى افتتح الاستديو الخاص به في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية.
تغطى مجموعة الصور الخاصة به عددا من المناسبات والمناظر التي التقطها داخل أو خارج الاستديو لتوثيق أحداث اجتماعية ورياضية وفنية. عمل المصور الراحل أحمد بدوي مع بعض الجرائد المصرية كالأهرام والأخبار، وشغل منصب المصور الرسمي لمحافظة الإسكندرية، واستمر في عمله لمدة 60 عاما قبل تقاعده ووفاته عام 2013.
ويحتوي أرشيف صوره على العديد من الوثائق البصرية لشخصيات مصرية بعضها مشهور كفنانين ورياضيين وأشخاص معروفين من الوسط السكندري، لكن أكثرهم مجهولون.
مؤسسو المشروع
مؤسسو مشروع “بدوي” هم 3 مصورين شباب قادتهم الصدفة قبل 3 سنوات للعثور على تركة الجد في قبو الاستديو القديم الذي عمل به قبل 80 عاما، وقام الثلاثة بتقديم المعرض، وهم: عبدالعزيز بدوي؛ مصور فوتوغرافي وحفيد المصور أحمد بدوي، اشتغل بالصحافة لمدة 13 عاما في جرائد ومجلات عدة كالمصري اليوم وأكتوبر. والفنان البصري والمصور حازم جودة، وهو مصور صحفي عمل لمدى 15 عاما في الجرائد والمجلات. والمصور أحمد ناجي دراز؛ مصور صحفي وفنان بصري مهتم بقضايا التغيرات المدنية والتصوير التجريبي.
هناك بعض معارض للصور يقيمها بعض المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي عن تاريخ عائلة أو مجموعة من العائلات، وتشمل الصور تاريخا اجتماعيا للعائلة.. للحظات الميلاد والأفراح وزيارة الحدائق والشواطئ. لكن ما يميز أرشيف بدوي أنه ليس مقتصرا على مجموعة صور لعائلة واحدة أو مجموعة من العائلات والأشخاص، لكنه يشمل ربما مدينة كاملة بكل الأشخاص الذين تم تصويرهم في الاستديو. يحتوي المعرض على مجموعة كبيرة من الصور معظمها بالأبيض والأسود، والقليل منها بالألوان.
معدات وأدوات
ويعرض قسم من المعرض بعض الكاميرات ومعدات التصوير وأدوات التحميض الخاصة بالمصور أحمد بدوي من الاستديو الخاص به. والتي كان يستخدمها في عملية التصوير. ويضم قسم آخر من المعرض صورا شخصية للمصور أحمد بدوي في الاستديو الخاص به. ومن الصور الجميلة في هذه المجموعة صورة له وهو يقف على باب الاستديو الخاص به وكأنه يراقب المدينة ويبتسم لها. وصور أحمد بدوي الشخصية حجمها كبير وكأنها تفصل بين المجموعات الأخرى من الصور.
توجد العديد من الصور لمعالم الإسكندرية مثل قلعة قايتباي والكورنيش وشوارع وسط البلد والحركة والناس بها. بالإضافة إلى صور الزفاف والفتيات الجميلات من فترة الستينيات والسبعينيات، وصور مجموعة من الأحداث الرياضية والفنية التي جرت في المدينة وسجلها أحمد بدوي بكاميرته.
ومن مجموعات الصور المتميزة في أرشيف بدوي الصور الصغيرة من مقاس 6 في 9. والتي يحتاجها الأشخاص لأنها ضرورية لاستخراج أوراق رسمية كالبطاقة أو جواز السفر. ما يميز –في رأيي- هذه المجموعة عن المجموعات الأخرى من الصور كصور الشواطئ والأفراح هو أن طيفا أكبر وعددا أكبر من الأشخاص نجدهم موجودين في هذه الصور. فنجد الجنود والضباط والعمال والسيدات الشعبيات والريفيات يتجاورون في مجموعة واحدة من الصور الصغيرة. كأنها لوحة فسيفساء، بنظرات عيونهم التي تأتي من الماضي في لحظات قليلة تم تسجيل وجودهم وحفظهم من النسيان.
اقرأ أيضا:
