“من الحب ما قتل”.. التراث الروائي الباقي عبر العصور

بين الغيرة والشك والتضحية، برزت أساطير حب عظيمة عبر التاريخ، تناولتها روايات ومسرحيات وأساطير كثيرة، التي خلدت أصحابها عبر التاريخ، لتبقى مقولة “من الحب ما قتل” باقية عبر عصور طويلة.

في مسرحية “ميديا “، وهي مسرحية من التراث الإغريقي، كتبها “يوريبيديس” عام 431 ق.م، تصور الخيانة وإحساس المرأة بالهجر سببًا رئيسيا ومبرر لـ”ميديا” بطلة المسرحية الإغريقية للانتقام الدامي.

ميديا وجاسون

تدور أحداث المسرحية حول حب ميديا لجاسون، ما يدفعها إلى ترك أهلها ومعاداتهم، تاركة وطنها، وبعد عدة  تضحيات من أجل حبيبها أنجبت منه طفلين، لتفاجأ أنه قرر الزواج من ابنة الملك كريون، ما جعلها تفكر في الانتقام منه، ويدور بينهما الحوار الآتي:

ميديا:
أنت الذي سبَّب لي الألم
أكثرَ من أيِّ شيءٍ في الوجود
لن أرتاح ويهدأ لي بال إلا إذا ذقتَ طعم

الإهانة والعذاب الذي ذقتُهُ أنا منك

Untitled1_001

قررت ميديا قتل ولديها حتى تحرق قلبه عليهما، وتنتقم منه خاصة أن الملك كريون أمر بنفيها خارج البلاد.

“ميديا” ذهبت إلى لملك في محاولة لإيقاف زواج جايسون من ابنته مترجية إياه:

ميديا: ويحك وويح نفسي إنك أيها الحب أعظم الشرور لبني البشر.

بعد حوار مع الملك قرر طردها من البلاد، فبعثت وصيفتين بمعطف مسموم هدية إلى الملك وعندما ارتدته ابنته ماتت ومن بعدها مات الملك بعد أن احتضنها، وعندما علم جاسون ذهب إلى ميديا ليجدها قتلت أطفاله ومنعته من دفنهما.

وتعد هذه المسرحية من النصوص التراثية الثرية، التي يُستعان بها في فنون المسرح حتى يومنا هذا في كل أنحاء العالم. لتحميل المسرحية

شمشون ودليلة “عليّ وعلى أعدائي”

هي قصة أسطورية يقال إنها موجودة في أسفار العهد القديم، وقد أنتجت السينما الأمريكية عام 1949 فيلم بعنوان “شمشون ودليلة” عن هذه القصة الأسطورية، والتي أحيانا كانت تستغل بشكل سياسي

رابط للفيلم على يوتيوب:

https://www.youtube.com/watch?v=1Zct3qDGYpM

إلا أن ما نشير إليه هنا هو ما حدث في قصة الحب بين شمشمون الجبار ودليلة، التي دارت أحدثها في فلسطين، إذ كان شمشون من بني إسرائيل وكان قويا جبارا، يقتل ويبطش ويحرق الزرع في فلسطين، بحسب ما تذكر الأسطورة، إلى أن قابل دليلة وأحبها.

كان لشمشون شعرة تنمو في رأسه هي سر قوته، ولما علمت دليلة هذا السر أخبرت أهلها، بعد أن أوهمته بحبها، واقتيد مكبلا بالحديد إلى المعبد وهناك حبسوه، وقصوا الشعرة التي في رأسه، حتى لا تكون لديه قوة، وبعد فترة نمت هذه الشعره مرة أخرى واستعاد شمشون قوته وهدم المعبد على الجميع، ومن هنا جاءت مقولة “علي وعلى أعدائي”.

الشك يضيع حب عطيل وديدمونة

“عطيل” إحدى مسرحيات وليام شكسبير، التي ترجع إلى عصر النهضة، وتتناول قصة حب عطيل العربي المغربي الأصل لديدمونة، وكيف أنه كان محاطًا بأشخاص في عمله منهم من أصدقاء أوفياء مثل كاسيو، الذي ساهم في التوفيق بين عطيل وديدمونة، وهناك من كانوا حول عطيل مثل “اياجو” الندل المنافق و”رودريجو”، وقد لعبا دورا كبيرا في محاولات التفرقة بينه وبين حبيبته من ناحية وبينه وبين صديقه “كاسيو” من ناحية أخرى.

على الرغم من الوقيعة التي قام بها “ايجو” المنافق لوالد ديدمونة، هربت ديدمونة لتتزوج عطيل بعد رفض أسرتها، ورغم نجاحها بعد ذلك في إقناع والدها بعطيل وتتزوجه وتعيش حياة مستقرة.

يظهر “إيجو” الندل مرة أخرى ليزرع الشك في قلب عطيل، ويوهمه أن ديدمونة تخونه مع صديقه “كاسيو”، ولاعتقاد عطيل أن إيجو صديق وفيّ، قدم له دليل على خيانة ديدمونة، كان هو منديلها الذي وقع حقيقة منها في منزله عندما زارت زوجته، والدليل الثاني كان دفاع ديدمونة عن كاسيو، لكنها فعلت ذلك لأنه كان سببا في زواجها من حبيبها عطيل.

يجن عقل عطيل ويصدق خيانة زوجته، فيقتل صديقه “كاسيو” و”زوجته “إميليا” وحبيبته “ديدمونة”، وعندما يكتشف عطيل الحقيقة يقتل نفسه، لتنتهي قصة الحب بنهاية مأساوية.

 

فيلم عن قصة “عطيل”

https://www.youtube.com/watch?v=aOG_Cc-DKZI

دياجو ضحى بنفسه من أجل فيكتوريا

في رواية “الطاعون” الشهيرة لألبير كامو، أحد كُتّاب العصر الحديث، التي استُلهمت منها “مسرحية حالة طوارىء”، تدور قصة حب فيكتوريا ودياجو، ورغم أن كامو كتب النص المكون من ثلاثة فصول حول فكرة الحرية والثورة على الظلم، إلا أنه خلق داخلها قصة حب قوية بين البطل دياجو، الذي عرف سر الطاعون وقهره في النهاية.

كان شرط الطاعون لكي يرحل من البلاد أن يموت دياجو البطل، ورغم عذاب فيكتوريا وآلامها،  إلا أن دياجو فضل  أن يضحي بنفسه من أجل أن تعيش أرضه حره، وتألمت وبكت  فيكتوريا لفراق دياجو، لتصرخ  في آخر النص “أحبك يا دياجو”.

الحب والموت في السينما

في العصر الحديث تنوعت القصص السينمائية الشهيرة حول هذا المفهوم “من الحب ماقتل”

فيلم “عفوًا أيها القانون” إخراج إيناس الدغيدي  بطولة نجلاء فتحي ومحمود عبدالعزيز، إنتاج 1985 قصة الحب بين هدى أستاذة الجامعة والدكتور علي.

تحملت هدى ما كان يعاني منه علي  من عقد نفسية أثرت على علاقتهما، وبعد أن تحسنت حالته النفسيه خانها مع زوجة صديقه، وبالمصادفة اكتشفت هدى ما حدث وأطلقت النار عليهما دون قصد القتل، لكن مات علي في النهاية.

كانت هدى حملت من علي فانتقم منها الجد “فريد شوقي، لقتل ابنه وأخذ ابنها بعد ولادته وسجنت لأن القانون لا يعطي حق القتل من أجل الشرف للمرأة.

فيلم “غرام الأفاعي” الذي انتج عام 1988 إخراج حسام الدين مصطفى، وبطولة ليلى علوي وهشام عبدالحميد، وكيف أن البطلين لعبا بسلاح الخيانة والشك وانتهت القصة بموت الاثنين

فيلم القلب الشجاع بطولة ميل جيبسون انتج عام 1995، والذي انتقم البطل لقتل حبيبته حتى مات في النهاية صارخا “الحرية”، وهو يرى طيف حبيبته قبل أن تصعد روحه أثناء إعدامه.

المشهد الأخير من فيلم القلب الشجاع:

الفيلم الأشهر الذي أحدث أعلى إيرادات في السينما العالمية حين عرضه هو “تيتانك”، إنتاج 1997.

تدور أحداثه حول قصة حب جاك الذي لعب دوره الممثل الأمريكي ليناردو ديكابريو وروز ولعبت الدور الممثله الأمريكية كات وينسلت، حول قصة حب نشأت بين جاك الفقير وروز من الطبقة الأرستقراطية على متن السفينة تيتانك، وكيف أنها تحدت أهلها لتبقى معه حتى غرق السفينة، ليضحي جاك بنفسه وينقذ روز، التي تعده أن تقاوم لتبقى حية:

المشهد غرق السفينة وإنقاذ روز:

https://www.youtube.com/watch?v=Pqno7nrkGbM

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر