الكاريكاتير في مصر القديمة (2)| كيف عبر القدماء عن مقولة «حاميها حراميها»؟

عبر الفنان المصري عن انتقاداته لحال المجتمع إبان فترات الاضطراب برسوم اتخذت الطابع الساخر، إذ رصد الناقد المصري أن الأمور وسدت لغير أهلها ، فأصبح اللصوص هم المكلفون بحماية الممتلكات والقائمون على خدمة المواطنين، أو كما يقول المثل الشعبي الشائع “حاميها حراميها”، حسب ما أشار إليه الدكتور عبدالعزيز صالح، في كتابه “الفكاهة والكاريكاتير في مصر القديمة”.

واستشهد صالح ببعض الرسوم التي يظهر فيها القط وهو يقوم برعاية الأوز، أو أن نرى الثعالب تقوم على خدمة الأبقار، ملمحًا إلى أن اللهجة الانتقادية بلغت ذروتها في رسم صور فيه الذئب كراع للأغنام.

سلموا القط مفتاح الكرار

على غرار المثل المصري الشائع “سلموا القط مفتاح الكرار”.. يلفت الدكتور صالح إلى قطعة من الاوستراكا “شقف الفخار”. وهي محفوظة بالمتحف المصري، يعود تاريخها إلى عصر الرعامسة (1292-1077 ق.م).. وتصور قطا وقد أمسك في يده عصا ويقوم برعاية بعض الأوز.

مشيرًا إلى ملاحظة غاية في الأهمية، وهي أن القط يظهر في المشهد منتفخ البطن.. كما أن الفنان جسد في ملامح وجهه الجشع.

ويعتبر صالح أن هذه اللوحة تشير إلى غياب الأمان في المجتمع في تلك الفترة.. وذلك في إسقاط يشير إلى أن مصير الشعب أصبح في أيدي الفاسدين.

مكر الثعالب.. الكاريكاتير في مصر القديمة

في البردية رقم 31199 والمحفوظة بالمتحف المصري والتي تعود إلى عصر الدولة الحديثة (1570-1070ق.م).. نشاهد منظرا غريبا لثعلب يقوم على سقيا بقرة.. بينما نلاحظ على يساره منظرا مهشما لثعلب آخر يحمل جرار الماء على أكتافه.

ويفسر صالح ذلك الرسم الكاريكاتيري على أنه نوع من المكر والخداع.. إذ أن طبيعة الثعالب لا تستقيم مع تقديم الشراب وخدمة الأبقار.

الذئاب ترعى الأغنام

أيضا في بردية أخرى من برديات المتحف المصري، نلاحظ رسما لذئبين يتوسطهما قطيع من الماعز.. يلمح الدكتور صالح إلى أن الذئب الذي في المؤخرة يظهر وهو يعزف من ناي مزدوج.

في النهاية يشير إلى أنه يقوم بتخدير أعصاب الأغنام، بينما الذئب الذي في المقدمة يحمل عصا الراعي.. وكلاهما يحمل صرة طعامه على كتفه، ويعبر صالح عن ذلك المشهد.. بقوله: ” كأنما الأغنام  تسير إلى حتفها مسحورة بأنغام الذئب”.

هوامش
1- الفكاهة والكاريكاتير في مصر القديمة “بي دي إف” – تأليف الدكتور عبدالعزيز صالح – مكتبة الدكتور عبدالعزيز صالح – من ص 7 الى ص 10.
2- الصفحة الرسمية للمتحف المصري على فيسبوك.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر