أشعار في حب "القطايف"

القطايف من أشهر المأكولات التي تقترن بشهر رمضان، وهي حلوى خفيفة محشوة بالمكسرات والزبيب، وتسقى بـ”شربات السكر”.

وعلى مدار مئات السنين كانت القطايف من أشهر المأكولات الرمضانية في مصر  وقيلت فيها الأشعار والأغاني .
تضاربت المصادر التاريخية في أصل القطايف، واعتمد أكثرها على روايات غير موثقة، ودلت  بعض المصادر على أن القطايف عرفت في العصر المملوكي، وأن سبب تسميتها يعود إلى أنها تشبه القطيفة أو المخمل في ملمسها.

وقيل إنها سميت بذلك الاسم لأن المماليك اعتادوا وضعها في أطباق فكان الناس يقتطفونها، لكن اختلفت بعض المصادر مع ذلك التأصيل واعتبرت أن القطايف عرفت في أواخر العصر الأموي، وبدايات العصر العباسي.

يدعم الرأي الأخير وجود أشعار لابن الرومي يتحدث فيه عن القطايف، ويذكر ابن إياس في كتابه  بدائع الزهور نقلا عن المسعودي أن القطايف اتخذت شهرتها في عصر قنصوه الغوري، بسبب أزمة السكر التي ضربت مصر في ذلك الوقت، ليتجه الأهالي إلى تناول القطايف بديلا عن الكنافة.

ويرى آخر أن القطايف اختراع فاطمي، ومن خلال تحليل الآراء السابقة يمكننا القول أن القطايف قد عرفت في أواخر العصر الأموي وبدايات العصر العباسي على نطاق محدود، لكنها اكتسبت شهرتها الواسعة في العصرين المملوكي والفاطمي، والدليل على ذلك كم الأشعار التي قيلت في الكنافة والقطايف سواء أشعار السيوطي أو أبو الحسن الجزار وغيرهم .
طريقة صنع القطايف
ويشرح كريم بيومي، صانع قطايف، طريقة إعداد القطايف، لافتا إلى أن المراحل هي إعداد العجين بإضافة الخميرة والفانيليا وكربونات الصوديوم، ومن المهم جدا تقليب العجين لمدة  ربع ساعة للحصول على القوام المناسب للعجين وهو قوام غير كثيف ويميل أكثر إلى القوام السائل.

بعد ذلك تُملأ أقماع القطايف، وهي مصممة بطريقة معينة لإعطاء قطعة القطايف شكلها المميز بالحواف المتعرجة.
ويتابع بيومي أن درجة الحرارة يجب أن تكون مرتفعة جدا تحت الصاج أو اللوح، إذ تصب العجينة على اللوح ويكمن التحكم في الحجم حسب الرغبة وتترك فوق النار لمدة من 5 إلى 10 دقائق، وبعدها ترفع من فوق اللوح بواسطة سكين الحلويات.
ويذكر أن الطريقة الشائعة في إعداد القطايف تكون بحشوها بالمكسرات والزبيب وقليها في الزيت ثم  تسقى بشربات السكر،  إلا أنه من الممكن أن تكون القطايف وجبة حاذقة بحشوها باللحم المفري أو الجبن.
وهناك ثلاث طرق لطي القطايف، أولها الطريقة التقليدية على شكل نصف دائرة أو على شكل هلال والطريقة الثانية على شكل نجمة أما الطريقة الثالثة فعلى شكل قمع.

ويوضح أن القطايف من الحلويات الخفيفة وسهلة التحضير بالنسبة لربات البيوت، وتتميز بشكلها الجذاب حين توضع بطريقة معينة على أطباق أو صواني لافتا إلى انه من الممكن أن تعد ربة المنزل القطايف بالمنزل  باستخدام فرن البوتاجاز بشرط توزيع الحرارة بشكل متناسب على أركان الصاج .
أشعار قيلت في القطايف
أفرد الإمام جلال الدين السيوطي رسالة أسماها “منهل الطائف في الكنافة والقطايف” جمع فيها معظم الأشعار التي قيلت في القطايف، وعرج على العلاقة بين القطايف والكنافة، ومنها أشعار اعتمدت على وصف طريقة وضع القطايف وتقديمها للضيوف ومنها قول الشاعر:
لله در قطائف محشوة / من فستق دعت النواظر واليدا
شبهتها لما بدت في صحنها / بحقاق عاج قد حشين زبرجدا
هنا يشبه الشاعر حلوى القطايف بعد وضعها في الصحن  كأنها علب من العاج محشوة بالزبرجدز
وقال آخر :
وقطائف رقت جسوما مثل ما / غلظت قلوبت فهي لي أحساب
تحلو فما ثعلو ويشهد قطرها الـ /  فياض أن ندى علي سحاب
ومنهم من قرنها بالكنافة فقال:
وقطائف مقرونة بكنافة / من فوقهن السكر المدرور
هاتيك تطربني بنظم رائق / ويروقني من هذه المنثور


الموضوع اعتمد على:
مخطوطة منهل الطائف في الكنافة والقطائف للإمام جلال الدين السيوطي، نسخة PDF
الباحث سيد الكيلاني، بحث بعنوان “شهر الكنافة والقطايف”، مجلة  الرسالة العدد 888، 1950

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر