“رادوبي”.. سندريلا المصرية في أحداث فرعونية بمسرح سيد درويش
تصوير: أميرة محمد
“رادوبي” هذه الفتاة التي عاشت فى مدينة منف بمصر القديمة، عرفت بجمالها وطيبة قلبها، فهي صديقة الجميع، والأقرب لقلب والدها سنفرو، خاصة بعد وفاة والدتها وهى في سن صغير، وفي يوم ما قرر الأب الزواج من سيدة لم تكن هي الاختيار الأفضل بالسبة لردوبي، إذ أنها تحولت من سيدة منزلها المدللة لدي والدها إلى خادمه لها وابنتيها، لتتحول الوردة البيضاء الرقيقة إلى وردة صفراء ذبلت أوراقها، إلى أن تغير القدر في يوم وليلة، بحذاء رادوبي الفضي.
هذه الحكاية والتى تشبه في أحداثها حكاية “سندريلا” جاءت على لسان “محمد” الشاب الكفيف، الذي يسرد بتلقائية وبراعة أحداث مسرحية “سندريلا المصرية” راودبي الجميلة بمسرح سيد درويش، ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الثانية عشر، والمستمرة حتى 30 أغسطس، برئاسة الفنان الكبير أحمد عبدالعزيز.
رادوبي السندريلا
لم يكن اختيار “محمد” ذو الـ18 عامًا تقريبًا، بمحض الصدفة، بل إن العرض جاء من منطلق الاهتمام بدمج متحدي الإعاقة مع الأصحاء ثقافيا وفنيا، هذا ما تحدث عنه محمد فؤاد مخرج العرض، مضيفا أنه باعتبار متحدي الإعاقة جزء لا يتجزأ من المجتمع قادرا على الإنجاز والمشاركة في تنمية المجتمع والكشف عن قدراتهم ومواهبهم، وجاء العرض مشاركتهم الأدوار وخاصة البطولة في العرض.
أحداث القصة
“رادوبي” تظهر على المسرح مرتدية الزي الفرعوني البسيط وغير النظيف نظرًا لقيامها بأعمال المنزل التى تفرضها عليها زوجة والدها، والذي سافر فترة من الزمن لتستغل هي الفرصة وتجعل ردوبي خادمة لها.
وتمثل شخصية “رادوبي” فتاة فاقدة البصر، إلا أنها حافظة لكل جزء من تفاصيل الرؤية والتى تمثلها بصدق وببصيرة قوية، وتظل “رادوبي” على هذه الحالة وحيدة دون والدها، إلا أن أصدقائها الحيوانات البرية لم يتروكها لحظة، فهي عطوفة على الحيوانات الأمر الذي خلق بينها وبينهم صداقة قوية، إذ تجلس معهم كل ليلة فى حفلة سمر تتخللها فضفضة لما تعانيه من مشقة طوال اليوم، مقدمين لها العون والدعم المعنوي بكلماتهم ومدحهم الشديد لشخصيتها الودودة المبهجة.
وفي هذا الوقت كان ملك منفي يستعد للزواج، ولم يعرف طريقة الاختيار، ففكر في تنظيم حفلة تضم جميع فتيات المدينة، لينظر ويري ويتأمل من منهم تكون هى أميرته وملكة قلبه وبيته.
“يا أهل منف ابن فرعون مصر هيعمل حفلة ليختار أجمل جميلات المدينة لتكون شريكة حياته والدعوة عامة لكل جميلات المدينة ومتتاخروش بعد غروب الشمس 3 يوم من النهاردة”، هكذا ينادي المنادي في البلدة وتتجمع جميع الفتيات وتتشكل وتتزين بجميع ألوان الزينة لحضور الحفلة، ومن ضمنها أخوات رادوبي، والتي جهزتهم والدتها وجعلتهم على أجمل وجه، وحكمت على رادوبي الجلوس في المنزل بحجة مراعاتها في غيابهم.
أصدقاء رادوبي
تحزن رادوبي وتغرق دموعها وجهها الجميل، ليظهر هنا أصدقائها فى محاولة للتخفيف عنها، إلا أنها مازالت حزينة ولجأت إلى صندوق والدتها القديم، والتي تحتفظ فيه بحذاء جميل كان هدية والدتها لها.
هنا حاول النسر صديقها مساعدتها وفكر في خطف فردة من حذائها وألقي به فى يد الملك، والذي أصابته الدهشة بسبب الصدفة العجيبة التي أوقعت هذا الحذاء في حجره وزاد من تعجبه شكل وتصميم الحذاء الرقيق.
فأرسل الملك والذي يمثل دوره “محمد” باختيار الجمهور، إلى كل البلاد من يبحث عن صاحبة ذلك الحذاء المدهش، ويعثر على “رادوبي” في مدينة ناوكراتيس – مكان قديم بالقرب من فرع رشيد-، وبمجرد أن وقعت عليها عين الملك، فتن بجمالها ووقع في حبها وتزوجها وصارت الزوجة الملكية الأولى.
جاء في كتاب حواديت فرعونية لمحمد أبو رحمة، أن هناك نص عن المؤرخ القديم سترابو (64 -20 ق.م )، يحكي قصة بناء هرم منقرع في الأسرة الرابعة (2575- 2465 ق.م)، والتي ارتبطت بقصة عشق الملك لزوجته رادوبيس بسبب حذائها، الذي سقط في حجره فجأة.
اقرأ أيضا
من الأدب الفرعوني| «الحذاء» و«هرم منقرع».. قصة حب خالدة