«أسبوع الهدم»: مذبحة أشجار الزمالك.. ومحاولات أخيرة للإبقاء على مقبرة يحيى حقي

شهد الأسبوع الجاري، أحداثا أثارت غضب محبي التراث والطبيعة، كان أبرزها إعلان الإعلامية نهى يحيى حقي عدم استجابة المسؤولين للبقاء على مقبرة أبيها الأديب الراحل يحيى حقي في السيدة نفيسة. واستمرار اقتلاع الأشجار على ضفاف النيل بحي الزمالك لبناء جراج.

هدم مقبرة يحيى حقي

عبر حسابها الشخصي، أعلنت ابنة الأديب الراحل أنه سيتم هدم المقبرة ونقلها إلى العاشر من رمضان، وقالت:

“آسفة يا صاحب القنديل، وعزائي أنك عند بارئك في رحمة الله وفي جنة الفردوس. أما الجسد ماهو إلا ثوب يخلعه الإنسان عند الموت وذكراك ستظل ذكري عطرة في جبين الزمان بما قدمت وكتبت وتركت محبة وتقدير. لا يمكن أن يهدم مهما مرت الأيام فأنت في جبين الزمان واحدا من عطر الثقافه والفكر والأدب والفن كله وقنديلك مضيئا في أفق تراث وطنك مصرنا الغالية”.

في زيارة ميدانية لمدافن السيدة نفيسة، حرصت الباحثة سارة حسن، على التوثيق الأخير لمقبرة الأديب ورائد القصة القصيرة “يحيى حقي”. وقامت بالتقاط صور لمدفن عائلة حقي، بالتزامن مع اقتراب هدمه، والاحتفال بذكرى رحيله الثلاثين غدا.

وتقول سارة حسن لـ”باب مصر”: “لا يوجد علامة إزالة حمراء اللون على باب المقبرة من الخارج. وخلال زيارتي لم يحدث هدم في مدفن يحيى حقي أو المدافن المجاورة، وحرصت على زيارة المكان لتوثيق مقبرة يحيى حقي”.

اقرأ أيضا|عائلة حقي تسابق الزمن: 4 أيام تفصلنا عن الهدم ولا رد رسمي حتى الآن

مذبحة أشجار الزمالك

بالانتقال من مدافن السيدة نفيسة إلى حي الزمالك. أثار مشروع إقامة جراج متعدد الطوابق على ضفاف نهر النيل في الزمالك حفيظة الكثيرين من سكان الزمالك والكثير من محبي المحافظة على كل ما هو أخضر في هذه الجزيرة.

ورغم تنظيم وقفات احتجاجية بحضور كبار الشخصيات ووزراء سابقين اعتراضا على الضرر البيئي الذي سيلحق بالمنطقة، مازالت أعمال الهدم واقتلاع الأشجار مستمرة ووصفوها بـ”مذبحة أشجار الزمالك”.

مكان بديل لجراج الزمالك

اقترح د.علي قناوي حلا لإقامة هذا الجراج دون المساس بالمنطقة السكنية. وقال في مقطع فيديو عبر حسابه على فيسبوك: “إقامة هذا الجراج في هذا المكان غير موفق. أولا لأنه مكان غريب لإقامة جراج. ثانيا لأنه سيعتدي على خضرة من الممكن إنفاق بعض الأموال وتتحول لحديقة على ضفاف نهر النيل”.

أما المقترح البديل هو تنفيذ مكان الانتظار في الأوبرا، جراج متعدد الطوابق. مع تحويل الطابق الأخير إلى فندق للخارجين من الأوبرا. وطابق آخر ساحة مطاعم، وبهذا يكون خارج المنطقة السكنية.

واستكمل قناوي: “أعتقد أنها ستكون منطقة جذب جميلة خارج المنطقة السكنية وقريبة من محطة المترو وقريبة من الأرصفة المائية التي تقيمها الدولة في رصيف الزمالك”.

ومن فوائد هذا الاقتراح -على حد وصفه- الخروج من التزاحم المروري من داخل حي الزمالك السكني إلى خارج الزمالك على محور شارع التحرير.

اقرأ أيضا|«جراج» على النيل واقتلاع الأشجار.. ماذا يحدث في حي الزمالك؟

طلب إحاطة 

تطرق نواب البرلمان إلى أهمية الحفاظ على حي الزمالك. وتقدم النائب أحمد بلال البرلسي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عن تشويه المدن.

ونشر بيان عبر حسابه الشخصي. قال فيه: “شهد بداية ديسمبر 2022، تنظيم وقفة احتجاجية في حي الزمالك. بحضور عدد من السادة الوزراء السابقين، لإبداء احتجاجهم على قطع الأشجار في أحد مناطق الحي الراقي لعمل جراج. وجاء هذا التصرف بعد تنظيم مصر لمؤتمر المناخ مباشرة. وكذلك في إطار عدد من المبادرات الرئاسية التي تشجع زراعة الأشجار، مثل مبادرة 100 مليون شجرة”.

واستكمل: “الحقيقة أن ما حدث في حي الزمالك، يعبر وبحق عن كل ما بداخل الشعب المصري بأكمله. حيث تسبب انفراد المحليات بالأمر، وعدم قيام جهاز التنسيق الحضاري بدوره المنصوص عليه في القرار الجمهوري بتأسيسه في أعمال، تدميرات كثيرة تتم في عديد من المدن المصرية المختلفة. فكثير من الحدائق تمت إزالتها، ميادين خططت بشكل خاطئ. أرصفة تآكلت ولم يعد للمشاة أو ذوي الإعاقة أي حق للسير في الطرق. واختفت النافورات التي كانت تزين الميادين، وذلك لغياب رؤية التنسيق الحضاري والرؤية الجمالية”.

وتابع: “تنص المادة 29 من القانون رقم 119 لسنة 2008، على أن يتولى الجهاز تحقيق أهداف التنسيق الحضاري المنصوص عليها في القرار الجمهوري رقم 37 لسنة 2001 بإنشاء الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لإعادة صياغة الرؤية الجمالية لكافة مناطق الدولة والعمل على إزالة التشوهات الحالية. ولوضع أسس التعامل مع الفراغات المعمارية كالحدائق والشوارع والأرصفة والإنارة والألوان المستخدمة. بمراعاة طبيعة كل منطقة والمعايير الدولية المتعارف عليها. وبما يحقق احترام حركة المشاة والمعاقين. مع استخدام الخامات والألوان التي تتناسب مع الطابع المعماري لكل منطقة”.

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر