السمك المملح والبصل.. أكلات فرعونية توارثها المصريون في شم النسيم

اعتاد المصريين منذ القدم علي الخروج إلى الحدائق والمتنزهات لاستقبال الشمس عند شروقها، وتتزين الفتيات بعقود الياسمين، وهي زهور الربيع، احتفالا بعيد “شم النسيم” أو ” شمو” كما أطلق عليه قديما والذي حرف إلى شم، وأضاف له كلمة النسيم، بحسب العديد من أساتذة علم الآثار والتاريخ.

توارثت الأجيال لقرون عديدة عدة عادات خلال هذا اليوم، وما زال الشعب المصري محتفظا بها، بكل ما يحمله من أنواع الطعام الخاصة بهذا اليوم.

نبدأ الحديث عن الفسيخ و الرنجة و كافة أنواع الأسماك المملحة أو المخللة فقد ظهرت لأول مرة بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد في عهد الأسرة الخامسة، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، كما ذكر سيد كريم، في كتابه لغز الحضارة الفرعونية، وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.

بالإضافة إلى البصل بنوعيه الأخضر والعادي، إذ يعد من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة والتغلب على المرض، وقتل الميكروبات في المعدة، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما تبقى من تلك العادة هو تعليق البصل والثوم في الشرفات وعمل عقد من البصل وتعليقه علي الجدار ولكن اليوم بغرض مختلف وهو توفير المكان.

ويزين  الخس مائدة بها أي سمك مملح، ويعد من النباتات المفضلة في اليوم،  وعرِف منذ عصر الأسرة الرابعة، وكان يسمى بالهيروغليفية “عب”، و لفت ذلك أنظار بعض علماء الغرب فأجروا التجارب والدراسات على نبات الخس، وكشفت تلك البحوث عن حقيقة عجيبة، فقد ثبت لهم أن ثمة علاقة وثيقة بين الخس والخصوبة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر