“صاروخ آخر الليل” و”القنبلة” أشهر العصائر والمرطبات بالصيف

يلجأ الكثير من المصريين خاصة من يقضون ساعات كثيرة خارج المنزل، إلى العصائر المثلجة كونها تروي عطشهم وتعمل على ترطيب وتلطيف درجة حرارة الجسم، وتتنوع العصائر باختلاف مواسم الفاكهة.

ولكن في فصل الصيف يوجد أنواع عديدة من الفاكهة ما يجعله الفصل الذي يزداد فيه الطلب على العصائر، وتكتسب بعض محال بيع العصائر في مختلف المحافظات شهرتها من كونها أقدم المحال أو لما تقدمه من أنواع عديدة ومبتكرة من العصائر التي يقبل عليها ويفضلها الجميع.

صورة توضح حصاد القصب عند عند الفراعنة - ويكيبديا
صورة توضح حصاد القصب عند الفراعنة – ويكيبديا

الحضارة المصرية القديمة وزراعة القصب

اهتم المصري القديم بزراعة الفاكهة منذ القدم وفي مختلف عصوره، وكان على رأسها العنب الذي تناوله طازجًا ومجففًا وصنع منه النبيذ بعد عصره بواسطة عصارات خاصة، وقد وجدت أواني للنبيذ منذ عصر الأسرة الثالثة، كما عرف القدماء زراعة الرمان في عصر الدولة الحديثة حيث وجد رسم على أحد الجدران بتل العمارنة يعود إلى عصر الملك أخناتون، يصور شجر الرمان الذي تناول ثماره المصري القديم طازجًا بجانب تناوله كمشروب من خلال عصره، ومن ثم يتضح أن المصري القديم عرف بعض العصائر وأحب مذاقها وتناول ثمارها وقدمها قرابين أيضًا للآلهة.

ويعد القصب من أشهر العصائر المصرية وأكثرها انتشارًا وعكس ما يقال إن القصب اكتشف في غينيا وانتقل مع الفتح الإسلامي، فتوجد لوحات جدارية تصور المصري القديم وهو يحصد أعواد القصب، حيث كان المصري القديم يعتقد أن حقول القصب أو كما كانت تسمى في الأساطير المصرية ” آرو” هي التي سيعيش فيها الموتى الصالحين في نعيم دائم بعد الموت في الحياة الأخرى، وقد كانوا يعتقدون أن ” آرو” تقع حين تشرق، ويوجد بها من يقوم بالأعمال الشاقة بدلا منهم بينما هم يستمتعون فقط.

كما ذكر بعض علماء المصريات أمثال “شونفورت، فلندرس بيتري” أنه تم العثور على أقلام في التوابيت المصرية كانت جميعها مصنوعة من عيدان قصب السكر وهذا يؤكد أن المصري القديم عرف زراعة قصب السكر منذ القدم.

طارق إبراهيم مدير محل عصير - منال محمود
طارق إبراهيم صاحب محل عصير – تصوير: منال محمود

 العصائر والزبون 

“عصائر مختلفة ولكن الزبون يرفض التجديد”، هكذا قال طارق إبراهيم مدير محل عصائر “عمو شلبي” والذي يطل على بحر يوسف بالفيوم، وبحسب كلامه فإن محله يقدم العديد من العصائر المختلفة والمتنوعة والجديدة، حيث إنه يضيف بعض أنواع الفاكهة إلى المشروب الأساسي وهو عصير القصب،  مثل عصيرالقصب بالبرتقال أو بالجوافة أو بالتمر أو السوبيا أو اللبن أو الحلاوة الطحينية أو القشطة أو جوز الهند أو التين، أو الفراولة، كما يضيف أيضًا على عصير المانجو الكثير من الفواكه والنكهات الأخرى مثل  عصير مانجو بالحليب أو بجوز الهند أو الزبادي.

ويكمل طارق، بالطبع يوجد لدينا عصائر الفاكهة الطبيعية مثل الرمان، الفراولة سواء باللبن أو السادة أو المضاف عليها الشيكولاتة أو الموز واللبن، كما نقدم أيضًا الموز سواء كان وحده أو مضافا إليه اللبن، أو جوز الهند أو المانجو، أيضًا نقدم عصائر الأفوكادو، البرقوق، الخوخ، المشش، العنب، الكانتلوب، البطيخ، البرتقال، التمر هندي، الكركديه، الخروب، الدوم بالحليب، القرع ، وتقدم تلك العصائر محلاة بالسكر أو دون سكر حسب رغبة الزبون.

وعن خلطاته المبتكرة من العصائر فيقول: يضيف أيضًا أنواع مخصوصة مثل “صاروخ آخر الليل” والذي يتكون من بلح ولبن وحلاوة طحينية وعسل نحل، ويمكن إضافة نوع فاكهة حسب رغبة الزبون مثل الأفوكادو، أو الموز وغيرها، أيضًا هناك مشروب “اللب مع اللبن، أو اللب بعصير جوز الهند” حيث يضرب اللب سواء السوبر أو غيره مع اللبن في الخلاط ثم يصفى ويقدم، لكن أغلب الزبائن في الفيوم لا يرغبون في تناول مشروب جديد ومبتكر، ويفضلون تناول العصائر التقليدية التي يعرفها والتي يأتي على رأسها عصير القصب ويليه عصائر المانجو والبرتقال والعناب وغيرها، وينصح من يأخذون عصير القصب إلى المنزل أن يتناولونه سريعًا حتى لا يتحول إلى كحول إضافة إلى تغير لونه.

ويشير إبراهيم إلى أن جميع الفاكهة التي يستخدمها في عمل العصائر تكون طازجة، كما أنه لا يضاف عليها أي مواد صناعية كمكسبات اللون والرائحة حيث إنها تسبب ضررا صحيا، ويشير أيضا أن شهر رمضان يشهد زيادة كبيرة في الإقبال على شراء العصائر حيث يقدم العصائر في عبوات كبيرة سعتها لتر، ويمكنه تلبية طلبات العزومات والحفلات.

محل عصير لؤلؤة الميدان بميدان المسلة الفيوم - منال محمود
محل عصير لؤلؤة الميدان بميدان المسلة الفيوم – تصوير: منال محمود

أكواب وأكياس وعلب بلاستيكية

لا يخلو شارع في محافظة الفيوم من وجود محل لبيع العصائر وخاصة عصير قصب السكر، وبالطبع لا يخلو محل من عصارة قصب السكر ذلك المشروب الذي يعد الأكثر طلبا من محبي تناول العصائر الطازجة، حيث يمتاز بسعره القليل مقارنة بغيره من العصائر الأخرى، فضلا عن قيمته الغذائية الكبيرة.

وشهدت طريقة تقديم المحال لعصائرها المختلفة تطورات متعددة، فقد كان يقدم العصير قديما في أكواب مصنوعة من الخزف، ثم استخدمت لاحقا أكواب من الزجاج والبلاستيك الملونة، حيث يقدم في الأكواب الزجاجية بأحجام مختلفة حسب سعر الكوب، وبعد ظهور ما يعرف بـ”الشالموه البلاستيك” ظهرت الأكياس البلاستيكية التي يوضع فيها العصير ويوضع الشالموه في فوهة الكيس قبل غلقه، ثم تطور الأمر الآن للأكواب البلاستيكية الشفافة ذات الغطاء المثقوب من أعلى وهو المكان الذي يوضع فيه الشالموه في شكل أكثر تقدمًا لمن يريد تناول عصيره المفضل في مكان آخر غير المحل، وقد أضافت أغلب محال العصائر الآيس كريم وكوكتيلات الفواكه على قائمتها.

محمد الصعيدي صاحب محلات عصير بالفيوم - منال محمود
محمد الصعيدي صاحب محلات عصير بالفيوم – تصوير: منال محمود

عصير القصب والقنبلة والكوكتيل والآيس كريم

أما محمد الصعيدي، صاحب محلات عصير “لؤلؤة الميدان” والذي يوجد في ميدان المسلة الشهير بجانب امتلاكه لثلاثة فروع أخرى، فيمتاز بتقديم العديد من العصائر الطبيعية بجانب شهرته في تقديم كافة كوكتيلات الفاكهة الطبيعية والتي يكون إنتاجها يومي طازج، إضافة إلى ما يقدمه من الآيس كريم بنكهاته المختلفة والمضاف إليه قطع الفاكهة.

يقول الصعيدي، إنه بجانب عصير القصب الشهير نقدم في المحل جميع العصائر الطازجة والتي تفيد في تقوية جهاز المناعة، وفي إشارة منه لأهمية العصائر للصحة يقول لدينا الموز لمعالجة الاكتئاب، المانجو لتقوية الذاكرة، والبرتقال المعروف بفيتامين سي، وعصير الدوم لمرضى الضغط، لدينا الخروب والسوبيا الطبيعية المكونة من الألبان.

ويردف الصعيدي، لدينا أيضًا ما يسمى “القنبلة” وهي وجبة غذائية متكاملة يمتاز بها المحل وتتكون من العديد من أنواع الفاكهة الطبيعية بأنواعها سواء الفاكهة العادية أو المستوردة ويضاف عليها الكنافة والقشطة والعسل والكاجو، كما نقدم مشروبات الأوريو باللبن، والمليك شيك، والشيكولاتة بالحليب وغيرها من مشروبات، مضيفًا كافة الفاكهة التي لدينا في المحل ننتقيها بعناية من أجود أنواع الفاكهة حتى نقدم المذاق الطبيعي عكس الفاكهة والعصائر المعلبة التي لا تهتم أغلب المصانع بجودتها.

احد العمال بمحل عصير وهو يصب عصير القصب - منال محمود
أحد العاملين بمحل عصير وهو يصب عصير القصب – تصوير: منال محمود

اقرأ أيضا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر