من بلكونة منزل.. “كريم فايق” يعزف لجيرانه على الساكسفون

على أنغام موسيقية هادئة أتت من بلكونة منزل أحد سكان مدينة أسيوط، عاش جيران الشاب “كريم فايق”، عازف آلة الساكسفون، ليلة جميلة من ليالي الحظر، ليصبح هذا الصوت العذب وسيلة جذب وطرب أساسية لدي الجميع.. “باب مصر” التقى الشاب للتعرف على موهبته.

بداية

جاء كريم فايق، ابن مدينة أسيوط، من القاهرة مقر عمله الحالي، في زيارة إجبارية بسبب ظروف الحظر، ليقرر أن يستغل العطلة في ممارسة هوايته، بالعزف على آلة الساكسوفون، التي عرفها بالصدفة وتحولت إلى قصة حب بدأت منذ 6 سنوات.

يتحدث كريم عبر رسائل الواتس آب عن أول تعارف بينه وبين آلة الساكسفون، ويقول: لفت انتباهي أحد أصدقائي الذي كان يحب صوتها وأنغامها، وكنت حينها في العام الأول بكلية التجارة جامعة أسيوط، ولم يكن لدي أي خلفية عن الموسيقى إلا أنني بحثت عن الآلة بعد سماعها، وأعجبت بشكلها وقررت أن أتعلم العزف عليها.

فنون الأداء

الساكسفون من الآلات الموسيقية التي يندر وجودها في الصعيد، ولذا كان من الصعب على كريم العثور على شخص يعلمه، فيكمل: لم أجد أحد يعزف على هذه الآلة سوى شخص واحد في حفلات الأفراح، فلجأت إليه إلا أنه رفض، ليبحث أكثر ويجد أحد أقاربه وأقنعه أن يعلمه.

التعلم لم يكن المرحلة الأصعب بل إقناع أهله بشراء الآلة كان الأكثر صعوبة نظرًا لارتفاع سعرها، الذي يصل إلى حوالي 5 آلاف جنيه، ولكن رغبته استطاعت إقناع أهله واشتروها له.

ويضيف، ولكن لسوء الحظ عندما امتلك الآلة، فوجئت باختفاء الشخص الذي وعدني بتعليمي العزف.

يتابع كريم: من هنا قررت أعلم نفسي بنفسي، أتمرن 3 شهور بمعدل 10 ساعات يوميًا من خلال مقاطع فيديو على الإنترنت، حتى توصلت إلى تطبيق على الموبايل يساعد على تعلم العزف على الآلة وأخرجت نغمات كاملة، “أتعلمت واحدة واحدة كانت أول مقطوعة حلوى يا بلدي، وهى لحظة انتصاري على الآلة”.

يشير الفنان إلى أنه التحق بفريق جامعة أسيوط الذي شارك في عدد من المسابقات الموسيقية، وحصل على مراكز على مستوى الجمهورية، واستغل هذه المسابقات في التعرف على فرق موسيقية في محافظات أخرى، منها مسابقة “إبداع” في الإسكندرية وحصل على المركز الثاني على الجمهورية بعد فريق الموسيقى العربية، فضلًا عن أسبوع شباب الجامعات، والذي فتح له التعرف على شخصيات موسيقية كبيرة.

أوصل بالعربي

شارك كريم في مشروع “أوصل بالعربي” وهو مشروع يهدف إلى تعليم الموسيقى للراغبين، من خلال فرق موسيقية مختلفة في جميع أنواع الآلات الموسيقية، ومن خلال اختيار شخص من كل محافظة يمارس العزف على آلة موسيقية معينة، ويتم تجمعيهم وتعليمهم من خلال أساتذة ومشاهير.

يمارس ابن أسيوط في الوقت الحالي العزف في الفعاليات الفنية التي تقام بالمحافظة، بعد أن كان مقتصرًا على الأفراح فقط، ليعزف في الكافتيريات والحفلات الغنائية، ليصبح كريم فايق، اسم يردده الكثير من أبناء مدينة أسيوط.

وعن العزف في بلكونة المنزل، أوضح كريم أن أيام الحظر أتاحت له الفرصة ليعود إلى آلته التي تركها فترة نظرًا لانشغاله في عمله بالقاهرة، إلا أن قرر أن يعزف يوميًا طوال أيام الحظر خاصة بعد رد فعل المحيطين به، الذين ينتظرونه كالبرنامج الإذاعي اليومي “أحلي شعور فرحتي بالتصفيق بعد العزف”.

وعن أحلامه يتمنى الفنان الانضمام إلى فرقة عالمية تجوب العالم بأكلمه، والعمل في يوم من الأيام مع فرقة مسار إجباري.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر