افتتاح طريق الكباش: الأقصر تستعد لإحياء «عيد الأوبت» لأول مرة في التاريخ الحديث

«عندما تكون بالزورق مهيب المقدمة، إنك تبدو جميلا يا آمون رع والكل يمجدك».. على أنغام هذه الأنشودة تشهد الأقصر إعادة إحياء أكبر احتفالية كانت تحدث في مصر القديمة. وهي احتفالية عيد الأوبت، ابتهاجا بافتتاح طريق المواكب الكبرى المعروف بطريق الكباش، الذي ظل حبيس الأرض آلاف السنين، ها هو يظهر مجددا بعد عمليات إحياء استغرقت 70 عاما.

طريق الكباش

الطريق الذي يصل طوله إلى نحو 2700 مترًا، ويربط معابد الكرنك بمعبد الأقصر، يمتد على طوله حوالي 1059 كبشا بعضها للإله آمون رمز حماية المعبد. لكن ثلثي هذه الكباش مفقودة، وما تبقى منها مجرد قواعد فارغة، ويرجع ذلك إلى نقل الكباش إلى أماكن أخرى، وذلك خلال فترات توقف أعمال تطوير الطريق.

احتفالية الأوبت

الاحتفالية الكبرى لإعادة إحياء الطريق، تتزامن مع عيد الأقصر القومي الموافق 4 نوفمبر. وهو ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هيوارد كارتر. والاحتفالية ستكون عبارة عن إعادة إحياء عيد الأوبت الذي كان يحدث سنويا أثناء موسم الحصاد خلال شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، باختلاف بعض التفاصيل مثل ذبح القرابين ومدة الاحتفالات.

والأوبت باللغة الهيروغليفية هي “حب نفر أن أوبت”. وتعني الأوبت الجميل، والذي كان يمثل اللقاء السنوي بين المعبود آمون رع إله الشمس وزوجته موت، خلال فترة الزواج المقدس، بحسب ما ما صرحته به سمر ناجي، المرشدة السياحية.

جدران معبد الأقصر

وتضيف ناجي، أن الاحتفالية في مصر القديمة وجدت منقوشة على جدران معبد الأقصر ومعبد خونسو بالكرنك. وكانت عبارة عن نقل تمثال آمون رع من قدس الأقداس في معبد الكرنك ووضعه في الزورق المقدس الذي تكون في مقدمته ومؤخرته رأس كبش. ويتم إخفاء التمثال عن الجماهير لقدسيته ويقوموا بحرق البخور. ويتم حمل الزوارق المقدسة الخاصة بآمون وزوجته وابنه خونسو على أكتاف الكهنة المرتدين الملابس الجلد حالقي رؤوسهم. وتبدأ الرحلة بالزوارق المقدسة وسط مجموعة من العازفين والموسيقيين ونافخي الأبواق ومجموعة من الجنود على العربات الحربية متجهين إلى معبد الأقصر على ترانيم تمجد آمون رع، ويتم ذبح القرابين على المشاركين.

نقوش توضح طقوس الاحتفالية

وتتابع: أثناء الدولة الحديثة كانت مدة الاحتفاية 11 يومًا. لكنها زادت في الأسرة العشرين لتصل إلى حوالي 27 يومًا. وفي الحالتين يعود الموكب مرة أخرى بعد انقضاء مدة الاحتفالية من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك من خلال طريق الكباش.

أنشودة آمون

نص أنشودة آمون: “عندما تكون بالزورق مهيب المقدمة، إنك تبدو جميلا يا آمون رع والكل يمجدك، لأن البلاد كلها في عيد ابنك البكر أول من أنجبت. يجدف ويبحر بك قدما إلى حيث يوجد أوبت. فياليتك تمنحك الخلود في موقعك ملكا للأرضين وأن يكون هو ويبقى للأبد في سلام، ويا ليتك تنعم علي بحياة استقرار وسيادة، تقره حاكم مصر، ويا ليتك تكافئه بملايين لا تحصى من الأعياد فهو ابنك الحبيب الذي أجلسته على العرش”.

الإبحار في النيل 

كما سيتم الانتقال من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، عن طريق الزوارق المقدسة التي ستبحر في النيل. يصاحبها استعراض الأقصر بلدنا من خلال عربات الحنطور، على كورنيش الأقصر.

استعدادات الاحتفالية

تجري محافظة الأقصر تجهيزات الاحتفالية والبروفات الخاصة بها، والتي أسندت لإحدى شركات الدعاية الكبيرة. حيث تم تزيين المعابد وتغيير الإضاءة بها، وكذلك تغيير إضاءة كورنيش النيل للون الأصفر لتتناسب مع إضاءة المعابد، وتجهيز الزوارق المقدسة في النيل، وتزيين عربات الحنطور بالإضاءة. فضلا عن تزيين وتجميل الكورنيش والميادين والشوارع وطلاء المنازل بلون موحد وهو اللون الأصفر المقارب للون المعابد. وكذلك تغيير اللافتات لتصبح بالهوية البصرية الجديدة للأقصر.

وسيقام بالتزامن مع احتفالية الأوبت احتفالات بمعبد حتشبسوت بالبر الغربي.

البحيرة المقدسة

وضمن مفاجآت حفل الكباش الفرعوني، سيقام مسرح كبير على البحيرة المقدسة. حيث يستخدم منظمو الحفل مركب أو لانش نهري داخل البحيرة للتنقل. ليكون أول مركب ينزل هذه المياه منذ 4 آلاف عام.

مشاركة الفنانين في حفل افتتاح طريق الكباش

ومن المقرر أن يحضر الاحتفالية عدد من الفنانين المصريين مثل: كريم عبدالعزيز، ومنى زكي ومحمد حماقي، وأحمد السقا. بالإضافة إلى مشاركة 14 فنانا ما بين رسام ومصور ضمن جسر الحضارات بالتعاون والتنسيق مع لجنة تسويق السياحة الثقافية، لتوثيق الاحتفالات. كما ستشهد الاحتفالية عرض فيلما تسجيليا عن مدينة الأقصر وطريق الكباش وأعمال إحياءه.

اقرأ أيضا

معرض للمكتشفات الحديثة.. في احتفالية 45 عاما على افتتاح متحف الأقصر

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر