فيديو| حكاية أشهر عربة بليلة في أسيوط

«أنت عمري» ليست فقط عنوانا لأغنية شهيرة لأم كلثوم، لكنها أيضا اسم لأشهر وأقدم عربة بليلة في أسيوط، لا تعمل سوى في شهور الشتاء (منذ أكتوبر وحتى مارس فقط من كل عام) حيث يلجأ الناس لـ”طبق البليلة” الشهي كوسيلة للتدفئة في ليالي الشتاء.. «باب مصر» يتعرف على قصة هذه العربة.

عربة البليلة

على مدار 50 عاما يعمل الحاج حسين أحمد فرغلي، 95 عاما، على عربة البليلة الخاصة به.. يقول: “العربية دي من زمان عمرها من عمر أشهر محل عصير قصب في أسيوط، نطلع الفاترينة في الشتاء ونعمل أحلى طبق بليلة بلبن ومكسرات لحد ما العربية التانية اتشهرت أكتر من محل العصير”، مشيرا إلى انتظار قدوم الشتاء من العام للعام لصنع البليلة للزبائن التي احترف عملها.

وتابع: ورثت هذه الصنعة من أبي، الذى كان يعمل على عربة البليلة منذ أكثر من 60 عاما، حينما كانت عربة خشبية، وتعلمت منه طريقة العمل وسر الصنعة أيضا، وكذلك أسلوب التعامل مع الزبائن خاصة أنه رغم صغر العربة، إلا أنها أصبحت مشهورة في المدينة كلها.

الطبق بتعريفة  

ويحكي الحاج حسين عن أسعار طبق البليلة واختلافها عن زمان، فيقول: “كنت ببيع الطبق من وقت ما كان بتعريفة وقرش، وبدأت عملي في فترة الستينيات، عندما كان إردب القمح بأربعة جنيهات، وكان طبق البليلة حينها لا يتعدي سعرة التعريفة، وكنت أحصل في نهاية اليوم على نحو 75 قرشا وأحيانا جنيه بأكلمه، وهذه كانت حصيلة ممتازة بالنسبة لي، ولكن بعد اختلاف الأسعار وتغير الزمن وارتفاع أسعار مكونات البليلة نفسها، حرصت على ألا يتجاوز ثمن الطبق الواحد 5 جنيهات فقط، ويكون في متناول الجميع “الغلبان ياكل والغني ياكل والكل ياكل”.

أما عن مكونات البليلة فيذكر الحاج فرغلي، أنها تضم حوالي 8 مكونات أساسها القمح، واللبن، ثم المكسرات، كالزبيب، وجوز الهند، مع السمن البلدي، والبسبوسة، والكنافة. يضحك قبل أن يضيف: هذا الطبق بهذه المكونات، تعتبر وجبة كاملة “يشبع منها الجعان ويدفى البردان”.

ويختتم الحاج حسين حديثه، بأنه له زبائنه الخاصة من عمر العربة نفسها، ويأتي له الزبائن من كافة طبقات المجتمع ليأكل الجميع طبق البليلة من يده.

اقرأ أيضا

“المدينة الحارسة”.. أسيوط تساهم في كتابة التاريخ قبل 4 آلاف عام

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر