ماذا تعرف عن “التهامي أفندي» شاعر ثورة 1919 بنجع حمادي؟

فى سلسلة عين الأعيان نفتح أبواب الذاكرة الشعبية ونشدو مع التهامي أفندي شاعر ثورة 1919 سيرته الملهمة.

شاب لم يتجاوز العشرين من عمره، يجلس في منزله في إحدى قرى مدينة نجع حمادي، بمحافظة قنا، تحديدًا قرية الكلح، في العشرينات من القرن الماضي، مدونًا بعض الكلمات على صورته، في رسالة منه للأجيال القادمة كيف يجب أن يكون الشاب مؤثرًا ووعيًا، لا تستطيع أن تنحي عن مخيلتك تلك المشهد عند رؤيتك لإحدى صور التهامي أفندي، شاعر ثورة 1919ميلاديًا بنجع حمادي، متكئا ذراعه على كتاب، قارئًا تلك الكلمات “أقدم صورتي لتنوب عني.. إذا ما غبت عن حي الوجود، فلا تعجب أخي فذا خيالي.. يدوم وقد أذني إلي اللحود، جدير بالفتى لو كان حرًا.. يحاكي في الملا شهم الأسود”.

من هو شاعر ثورة 1919؟

التهامي أحمد موسى جاد الكلحي، أو التهامي أفندي كما عرف، من مواليد عام عام 1898م، ابن عمدة الشرقي بهجورة في العشرينات من القرن الماضي، وعمه حافظ بك الكلحي، وفديًا وزعيم ثوري ضد الاحتلال الإنجليزي في مصر حينها.

حصل التهامي أفندي على شهادة  البكالوريا “الثانوية العامة حاليًا”، وكان يجيد عدة لغات الفرنسية الإنجليزية، وبالطبع اللغة العربية الفصحى، حتى برع في كتابة القصائد الشعرية بالأوزان، منوعًا بالبحور الشعرية، وفي كل أصناف الشعر الغزل النثر الرثاء والمدح، وأكثر ما اشتهر به الشعر السياسي في ظل المناخ الثوري الذي ولد به، وخضم ثورة 1919م للمطالبة بالاستقلال وإنهاء الاحتلال الإنجليزي عن مصر بقيادة الزعيم الوطني سعد باشا زغلول.

ورافق التهامي عمه حافظ بك الكلحي، في مسيرة الكفاح الوطني ضد الاحتلال بنجع حمادي. وأطلق عليه شاعر الثورة بنجع حمادي. وشاركه أثناء ثورة 1919 بالمدينة مواكبة لنبض الشعب بالقاهرة. لتصدر أوامر من سلطة الاحتلال بسرعة القبض على حافظ بك والتهامي أفندي. وما كان عليهما سوى تسليم أنفسهم حقنًا للدماء تخوفًا من انتقام قوات الاحتلال بقرية الشرق بهجورة. وبعد مشورة العارف بالله والقطب الصوفي أبو الوفا الشرقاوي.

الخروج من السجن

عاش التهامي أفندي طالب الثانوية العامة حينها أصعب اللحظات في عمره، حين خرج من السجن بعد قضاء 6 أشهر، بعد تخفيف الحكم، دون عمه ورفيق كفاحه، ليلقي قصيدة طويلة يوصي فيها ضباط السجن بعمه كان مطلعها:

يا حارس السجن بل يا تاج قاطبه.. أكرم كريمًا إذا سعده ذل

توفى التهامي أفندي في  عام 1962م، عن عمر يناهز 64 عامًا، وابنائه هم: أحمد شوقي التهامي، كان يعمل رئيسًا للحسابات بمجلس مدينة نجع حمادي، وتوفي عام 1968م، ومحمد رفعت التهامي، كان يعمل رئيسًا للعالقات العامة بمجلس المدينة أيضًا، وبنتين إحدهن متزوجة من أحد أعيان قرية بهجورة،وأخرى من أحد أبناء عمومتها بالقرية.

جدير بالذكر أن التهامي أفندي كان من ضمن المستقبلين لسعد باشا زغلول في زيارته للصعيد، كما تردد اسمه في مذكرات فخري باشا عبدالنور الزعيم الوفدي

إقرأ أيضا

https://heritage.weladelbalad.com/%D9%81%D9%89-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%A6%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%A1%D9%A9%D9%A1%D9%A9-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8-%D8%A8%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AD%D9%84%D9%89/

 

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر