في قوص: فانوس رمضان من جريد النخل

من جريد النخل يصنع عبدالمقصود حسن، ابن قرية الحلة التابعة لمركز قوص في محافظة قنا، فوانيس رمضان ذات الألوان المبهجة. إذ يقوم هو وأولاده بتغليفها وتزيينها بالورق الملون وبيعها بأسعار رخيصة لأهالي القرية والقرى المجاورة. 55 عاما قضاها صانع الفوانيس في حرفة “السرايرية” التي ورثها عن جدوده ويعكف أبناء عمومته على تطويرها في الأقصر لجذب السوق السياحي.. «باب مصر» يلتقي صانع الفوانيس.

جريد النخل

يقول عبدالمقصود حسن محمد لـ«باب مصر»: أعمل في مهنة السرايرية منذ أن كان عمري 7 سنوات، كنت أجلس مع والدي وأخي الأكبر لأتعلم ماذا يصنعون، فجذبتني الصناعة وبدأت تعلمها حتى أتقنتها، وعندما بلغ عمري 9 سنوات استطعت صناعة “قفص” لتخزين الطماطم والباذنجان به من الجريد بمفردي، مشيرا إلى أنه يحب هذه المهنة كثيرا لأنها تعلمه الصبر والستر والإبداع دائما.

وتابع: ورثت المهنة عن جدودي فكانوا جميعا يعملون فيها، منهم من كان يسكن في نقادة ومنهم من كان يسكن في الأقصر، وحتى الآن بعض أحفادهم يعملون في نفس الصناعة بهذه الأماكن.

ويضيف محمد أنه يستغل مهنته في رسم البهجة وإدخال السعادة إلى نفوس الأهالي خاصة في شهر رمضان الكريم، فيصنع لأطفال قرية الحلة بقوص الفوانيس المختلفة من الجريد.

صناعة الفانوس

فانوس على هيئة جامع مغلف بالورق الشفاف الملون، صنعه عبدالمقصود من أجل تزيين الشارع أمام منزله، فيقول: كل عام في رمضان أصنع عدد من الفوانيس وأبيعها للأطفال بسعر قليل، من أجل إدخال الفرحة إلى نفوسهم، كما أن ابنته متزوجة في قرية أخرى، إلا أنها تحرص على طلب فانوس لها كل عام في رمضان يصنعه لها والدها من الجريد وكذلك لأسرتها والأسر المجاورة لها.

أما عن الوقت الذي يستغرقه عبدالمقصود في صناعة الفانوس، فيقول: ليس بقليل فأنا أصنعه وأقوم بتركيبه، فمن الممكن أن يستغرق ذلك 4 ساعات متتالية لصناعة عيدان الفانوس وأدواته فقط كل على حدة وبعدها يقوم بتركيبه.

ويستكمل: بدأت رمضان الحالي في صناعة الفوانيس للزبائن على حسب الطلب، وأقوم بتوزيعه بقرية الحلة والقرى المجاورة مثل قرية الشعراني وغيرها، ولكن لا يذهب لأي مكان لتسويق منتجه ويكتفي بالبيع في الإطار المحلي القريب منه.

مراحل العمل

يتحدث صانع الفوانيس عن مراحل العمل التي يمر بها حتى يخرج الفانوس في أبهى صوره، ويقول: هناك مرحلة التقطيع والتصليح وبعدها مرحلة رسم شكل الفانوس بعيدان الجريد، ومنها يقوم بتخريمه بمسمار وتقطيع ومساواة الجريد وإصلاح السنابل، وأخيرا البدء في التركيب ليكمل بعد ذلك شكل الفانوس النهائي، ثم يقوم بتغليفه ووضع لمبة إضاءة داخله ويزين الفانوس بالورق الملون.

ويذكر عبدالمقصود أن الفانوس المصنوع من الجريد ليس له تاريخ، ولكن حينما كانوا صغارا يصنع الأطفال الفوانيس من عيدان البوص، ويلعبون بها في الشارع إلا أنها ضعيفة وتتكسر بسهولة بخلاف الفوانيس المصنوعة من الجريد.

ويشير إلى أن أولاده يساعدونه في تغليف وتزيين الفانوس بالورق الملون، لأن تغليف الفانوس بالورق يحتاج إلى إبداع وطريقة مميزة لإظهار الفانوس في شكل جميل يجذب الأطفال. لافتا إلى أن الفانوس الجريد لا ينكسر بسهولة مع الأطفال وسعره مناسب للسوق المحلي كما أنه لا يتأثر بالحرارة مثل الفانوس المصنوع من البلاستيك.

بالإضافة إلى صناعة الفانوس من الجريد، يعمل عبدالمقصود في صناعة السرير، وبنايات الحمام، وصناديق الفاكهة، وأقفاص توضع بها الدواجن، فضلا عن الكراسي والمناضد التي يستخدمونها في المقاهي والكافيتريات. منوها بأن أبناء عمومته في محافظة الأقصر يعكفون على تطوير هذه الصناعة المحلية بما يتوافق مع متطلبات السوق السياحي هناك.

اقرأ أيضا

«بشارة رمضان»: أول فيديو كليب من إنتاج شباب قوص

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر