"الحمّام القديم".. آخر آثار العصر العثماني في قنا
كتبت- أسماء حجاجي، آلاء عبدالرافع
تصوير: عبدالله دردير
“ذريعة النساء للخروج من المنزل” هكذا يصف المقريزي الحمام القديم أو “الحمام العثماني”، وهو المبنى الأثري الوحيد الباقي في قنا من العصر العثماني، واستمر في مباشرة دوره حتى عام 1940.
تبلغ مساحة الحمام نحو 650 مترًا، ويقع تحديدًا في حي سيدي عمر، في حارة حملت اسمه “حارة الحمام القديم”، وكان يصنف ضمن العمارة المدنية الخدمية “المنشآت العامة ذات الطبيعة الخدمية”.
يُصنف الحمام من العمارة المدنية الخدمية “المنشآت العامة ذات الطبيعة الخدمية”، بُني قبل العصر العثماني، وتم تجديده خلاله، وبعد ثورة 52 أصبح تابعًا لوزارة الأوقاف، ومنها إلى أحد المواطنين، وهو نفسه الحارس والمالك الوحيد للحمام حاليًا.
كان الحمام يستخدم للاستحمام والاستجمام، وكان يستقبل الرجال صباحًا، والسيدات مساءً، ويُقسم إلى 3 أجزاء؛ الجزء الأول وهو الإدارة ومدخل الحمام ويوجد به نافورة من أندر نماذج النافورات الموجودة بالعصر العثماني “، وغرفة تغيير الملابس.
والجزء الثاني يحتوى على المغاطس “بارد ـ سخن ـ حرارة ـ صحن أوسط تعتليه شخشيخة”، وغرف التدليك والتكييس، وبيت الحرارة.
أما الجزء الثالث فيوجد به ملحقات المستوقد، وهو مكان لتسخين المياه، وتوليد البخار، وحظيرة “لوضع حيوانات المواطنين بها لحين الانتهاء من الاستحمام”، ومجرات لتخزين الفحم، بالإضافة إلى وضع قدر الفول فوق المستوقد للاستفادة من الطاقة.\
وفي الممرات والغرف توجد فتحات بالسقف يُطلق عليها “مضاوي”، كانت معشقة بالزجاج الملون، تُضيء بإسقاط رئيسي في نقطة معينة، لإدخال جو جديد ومختلف إلى الحمام.
يمكن الذهاب للحمام عبر 3 طرق: السوق الفوقاني ـ مركز شرطة قنا ـ ميدان مسجد سيدي عمر، ويقول محمد الصاوي، مفتش بآثار قنا، إن الحمام العثماني سُجل كأثر تاريخي منذ 15 عامًا، طبقًا للقرار رقم 332 لسنة 2002، وأن حالته في متدهورة، لذا خاطبت منطقة الآثار بقنا المحافظ لمنع مرور السيارات بجوار الحمام العثماني، فقرر تشكيل لجنة من عدة جهات وفقًا للقرار رقم 42/12 لسنة 2016.
وقررت اللجنة المختصة بمعاينة الطرق المؤدية للحمام العثماني، إغلاق الطرق المحيطة بالحمام، واقترحت فتح واستخدام الشوارع المغلقة بصدادات ـ التي وضعت عقب ثورة 25 يناير حول مديرية أمن قنا ومركز الشرطة ـ كمسار بديل ولتسهيل الحركة المرورية في هذه المنطقة.
ويوضح أن هذه الصدادات كانت السبب في فتح الطرق المحيطة بالحمام العثماني، بعد غلق الطريق الآخر لتأمين مديرية الأمن والمركز، مشيرًا إلى أن عضو إدارة المرور باللجنة رأى أن تكون الصدادات متحركة لإمكانية استخدامها في حالة الطوارئ.
ويقترح الصاوي إعادة ترميم الحمام وفتحه للزيارة بضم بانوراما بها محاكاة لما كان يحدث في الحمام في زمن إنشائه، مع طرح خطة لترميم الحمام دون تحميل الوزارة أعباء مالية كبيرة.
ويتابع أن ذلك يتم من خلال الاستعانة بقطاع المشروعات وقسم ترميم بكلية الآثار، واستغلال الموارد البشرية بالوزارة، ويذكر الصاوي أن الخطة المقترحة رفضها وزير الآثار من قبل، مبررًا ذلك بعدم وجود اعتمادات مالية.