سلسلة عاشت هنا| في ذكراها الـ 43.. حفيد أم كلثوم يروي أسرارًا جديدة
كتب – تامر المهدي
“ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صغت من أشجى أغانيها.. قد كنت أسمعها تشدو فتطربني.. واليوم أسمعني أبكي وأبكيها.. صحبتها من ضحى عمري وعشت لها.. أذوق شهد المعاني ثم أهديها”.. بهذه الأبيات كتب الشاعر أحمد رامي، رثائه في سيدة الغناء العربي أم كلثوم بعد وفاتها عام 1975.
وفي الطريق لمسقط رأسها، قرية طماي الزهايرة التابعة للسنبلاوين بمحافظة الدقهلية، تشعر بأنها تصدح في كل الأرجاء، وتشاركها الطيور والعصافير بالأراضي الزراعية اللحن الذي لا ينتهي.
في قريتها، تتحسس الخطى، فربما مرت هنا، فالهدوء يخيم على القرية؛ الجميع أصواتهم منخفضة، ربما لاستجداء روحها باستمرار الطرب.
43 عاما مرت على رحيل أم كلثوم أو كوكب الشرق كما يحلو لعشاقها أن يلقبونها، ولا زالت الملاذ للعشق والوطن.
رحب بنا، خالد سمير خالد إبراهيم البلتاجي، حفيد شقيق سيدة الغناء العربي “رغم مرور 43 عاما على رحيل جدتي، نستقبل كل عام في مثل هذا التوقيت محافظين ومسؤولين وإعلاميين، يعدوننا بالتكريم اللائق لجدتي، ولا يحدث شيء ويبدو أن الأمر لمجرد “الشو” وفقط، رغم أن “الست” تستحق الكثير وقدمت لمصر والعالم العربي الكثير، وطالب بضرورة عمل متحف وتخصيص جزء من أرضها التي تبلغ 11.5 فدان وسبق وأهدتهم للإصلاح الزراعي.
وأضاف حفيد أم كلثوم، مشيرا إلى مجموعة من المنازل المتجاورة، هذه المنطقة أسموها عزبة أم كلثوم ولا يوجد بها أي إنارة ونعيش في ظلام وسبق وطالبنا من المسؤولين ولا يستجيب أحد.
وأكد البلتاجي أن اسمها الحقيقي هو أم كلثوم وليس فاطمة كما يردد البعض، وفاطمة هو اسم والدتها، وهي من مواليد 1904 بقرية طماي الزهايرة، كما أنها لم يكن لديها أبناء ولم تتزوج سوى الدكتور حسن الحفناوي.
وبنبرة حزن، قال المهندس خالد إسماعيل، أحد أحفاد أم كلثوم، منزل كوكب الشرق مكون من طابق واحد ومتهالك، هل يرضي أحد أن يكون هذا المنزل هو الذي ولدت وتربت فيه سيدة الغناء العربي، أصبح “عشة” للدواجن ومكان لتربية الماعز، وطالب المسؤولين بضرورة الاهتمام بالقرية ومشكلاتها تخليدا لذكرى سيدة الغناء العربي.
ورغم الآلام وأمراض الشيخوخة، كانت الحاجة بثينة محمد السيد، في سعادة غامرة لاسترجاعها ذكرياتها مع أم كلثوم، وقالت كانت الست “ثومة” عمة والدي وعشت معها في بيتها بالقاهرة حوالي 12 سنة من أجمل سنوات العمر، كان عمري حينها 20 سنة، وكانت تعامل ابني عادل كأنه وليدها لدرجة أن الشائعات انطلقت لتؤكد أنه ابنها من زواج سابق، مشيرة إلى أن أم كلثوم كانت تقرأ كل يوم القرآن وأشعار أحمد رامي والروايات، وكان منزلها في الزمالك منتدى ثقافي يجمع الأصدقاء والفنانين والفنانات، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وزوجته السيدة تحية من المقربين لها.
أضافت رفيقة أم كلثوم، سافرت معها مرة واحدة إلى دولة الإمارات العربية ورأيت استقبال لم أشهده في عمري للست من قبل ملك الإمارات، وأعد من أجل استقبالها عثمان أحمد عثمان البلد اللي كانت صحرا وبدأ تعميرها وقت زيارة الست، ورغم رحلاتها الكثيرة خارج مصر وانشغالها الدائم، لم تنسى قريتها وكانت تستقبلهم في منزلها لحل مشكلاتهم ومساعدتهم، إضافة إلى أنها كانت تساعد الجميع، وأكدت أنها طلبت من المهندس عثمان أحمد عثمان أن يبني قريتها طماي الزهايرة، ويحولها إلى قرية نموذجية بعد حريق ضخم شب في القرية بسبب قش الأرز، ولكن كنا في فترة الحرب وانشغلت بدعم المجهود الحربي ومساعدة جنود مصر.
وضحكت الحاجة بثينة حينما تذكرت موقفا مع سيدة الغناء العربي وقالت: كنا نأكل الطعام الذي يعده الطباخين وكانت الست ثومة تطلب مني أنا و3 أخريات من أقربائها كن يعشن في نفس المنزل، أن نطبخ لها “البصارة” والكشك، وكان إفطارها يقتصر على ملعقة عسل يوميا.
وفي نهاية لقائنا مع الحاجة بثينة، طلبنا منها أغنية توجهها في ذكرى وفاة سيدة الغناء العربي فقالت:
أنساك!
ده كلام؟
أنساك!
ياسلام!!
أهو ده اللي مش ممكن أبدا
ولا أفكر فيه أبدا
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك أبدا
أهو ده اللي مش ممكن أبدًا