«منصور وشمس» قصة حب صنعها أوبريت «قيامة قايمة»


“إلهي كن لنا غفار وجنبا عذاب النار أمرت الناس بالتقوى وقولت الأمر لا يعصى.. إله الناس تجير الناس.. ذنوب الناس لا تحصى يالطيف.. يالطيف” على نغمات العود ودقات الطبلة تخرج أصوات من قاعة مظلمة؛ تستجير بالله بنبرات مرتعشة خائفة تعلو بطباقتها شيئًا فشيئًا؛ لتظهر شخصيات الأصوات على إضاءة خافته، لتقدم لنا فرقة الورشة أوبريت “قيامة قايمة”، من كلمات الشاعر بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، وإخراج حسن الجريتلي.
الحكاية
يحكي الأوبريت، عن ادعاء والي مصر في القرن 18، بأن يوم القيامة سيكون بعد صلاة الجمعة التالية، ليجمع أموال الضرائب التي ضاعت منه وكان يرسلها إلى الأستانة للسلطان العثماني، لتحدث فوضى وهرج ومرج بين المواطنين ويخدعهم ويجمع أموال الضرائب، الفنان حسن الجريتلي، مخرج العرض، يحكي لنا فكرة أوبريت “قيامة قايمة”، إلى أن ندخل داخل قاعة العرض.
الجريتلي يوضح في البداية أن الأوبريت قدم استجابة لطلب بنت زكريا أحمد، والتي هي من المتابعين لفرقة الورشة، بالعمل على إحياء ذكرى والدها من خلال أعمال تقدمها الفرقة، بحث المخرج مع ماجد سليمان، أستاذ العود في معهد الموسيقى العربية، فوقع الاختيار على عمل الأوبريت، مشيرًا إلى أن العمل ضخم يضم العديد من الأغاني؛ فتم اختيار أغاني كتب كلامها بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، وألغيت المسرحية وكتب سيناريو سرد مبني على نفس الفكرة، لتقدمه الورشة بهذا الشكل.
الورشة
الورشة هي عالم “الجريتلي” التي يعيش معها بكيانه وخبرته في عالم الفن، ومع الممثلين على مدار 30 عامًا، ليقدم من خلالها موضوعات عدة بعضها من الثقافة الشعبية وموضوعات مسرحية.
يحدثنى المخرج حسن الجريتلي عن روح الفريق ويقول: رغم عدم وجود إمكانيات تجعل من الفرقة غير مستدامة، ولكنها تعمل طول الوقت مع بعضهم بتلاحم شديد كفكرة المجاورين في الأزهر، وهناك شيخ يساند الطلاب بنشتغل على مدى شهور وسنين، لا يوجد شروط للتواجد مع الفرقة سوى وجود فرص مع الصبر، ويتم تطوير الموهبة.
كان يا مكان
“رأيت بعيني تجمهر الناس في الطرقات، الحابل بالنابل والعالم الجاهل” بعد فتح الستارة يبدأ شادي عاطف، كاتب النص، في سرد قصة الأوبريت على الحاضرين، والتي توضح بأنه بعد أن قام والي مصر بالادعاء بأن يوم القيامة سيكون بعد صلاة الجمعة التالية، كان يرسلها إلى الاستانة للسلطان العثماني لتحدث فوضى وهرج ومرج بين المواطنين، من ذهب إلى الجامع ليتعبد، ومن يتصالح مع خصمه ويقول له: “اللي حصل امبارح لأمبارح ما تيجي نصفي ونتصالح”، ومنهم من يقول: “على قد ما تعملوا خير لبعض أعملوه” ويدفع الناس لتتبرع بكل ما يملكون من زيت وسكر وطعام.

“يوم القيامة يوم هنا.. يا حظنا يا نسنا” هنا يسعد كل من عانى في الدنيا منتظرًا كرم الله عليه يوم الآخرة، فمظلوم يتوعد للظالم بأن الله سيأخذ له حقه، والفقير يتحدى الغني بغني الله عليه، بالجنة ونعيمها.
يا ويل الناس يا ويل
مشهد آخر يجمع الناس مع بعضهم البعض منددين بما سيحدث لهم في يوم القيامة خائفين من اللقاء قائلين: “مخلوقة الناس من طين وكمان للطين راجعين”.
وسط هذا كله تخرج شمس، حزين على والدها وتنادي عليه وتغني “يابا غدرت البيت حاير ذليل” وفي نفس الوقت كان منصور عاد من سوريا، فيتقابل مع شمس ويعجب بها، لتأخذ قصة حبهم جزء كبير من الأوبريت، إلى أن يتزوجا فى آخره.
حرية التمثيل
يعود الجريتلي ليوضح أن التمثيل في حاجة إلى ممارسة وتدريب وحرية أيضًا، فالورشة كانت نقطة البداية لعديد من النجوم أهمهم عبلة كامل، والتي عملت في الورشة 10 سنوات، موضحًا أن عدد من الممثلين طفت موهبتهم من قلة الشغل والثقة بالذات وكمان السوق بيحصرهم في نقطة معينة، مما يعرض نفسه لتكرار الأدوار المقدمة ويقبل بسبب العائد المادي.
عن أعماله القادمة أوضح المخرج أنه في شهر 6 سيقدم عودة لمشروع قديم وهو العمل على السيرة الهلالية، لعمل سلسلة من الورش عن القاهرة ومدن نعمل عن عرض أو عروض عن السيرة الهلالية.
أيام العرض
يقول الفنان حسن الجريتلي، المخرج، ومخرج العرض، إنه خلال 8 أيام سيتم تقديم 16 عرضًا في مقر فرقة الورش بمعدل عرضين في اليوم، مشيرًا إلى أن الفكرة من تكثيف العروض هي الوصول بالفرقة العارضة إلى أقصى معرفة بالعرض، وبالتالي يحدث تطوير تلقائي للأداء وشكل العرض أمام الجمهور، وهي الطريقة التي استخدمها المخرج قبل ذلك في عروض أخرى.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر