فيديو| «فانوس رمضان»: صناعة تراثية عمرها 70 عاما في نجع حمادي

في ورشة صغيرة بشارع بورسعيد بمدينة نجع حمادي، توجد أقدم ورشة تصنيع فانوس رمضان البلدي، إذ تخصصت أسرة العم كارم في هذا المجال منذ عام 1948 أي قرابة الـ70عاما، أجيال من العائلة تتوارث المهنة وتعكف على تطويرها يوما بعد يوم لاستكمال مسيرة أجدادهم، وباعتبار أن الفانوس رمز البهجة وأساس شهر رمضان الكريم.. «باب مصر» يلتقي أصحاب الورشة.

الفانوس البلدي

يقول علي شقيق كارم متحدثا عن الأدوات التي يستخدمها في صناعة الفانوس: أدواتي بسيطة تتمثل في “كاوية – مطرقة – مقص”، وقطع من الصفيح والقصدير، أصنع منها الفانوس البلدي والذي يكون من الصاج، مشيرا إلى أنه بالرغم من مشقة العمل، إلا أن فرحة الانتهاء من التصنيع والبيع تزيل كل التعب، حتى وإن كان المقابل المادي والإقبال من الزبائن أيضا قليل مقارنة بالسنوات الماضية قبل انتشار الفانوس الصيني والبلاستيك والأشكال الأخرى الموجودة في الأسواق.

ويروي العم علي، أن ورشته من أقدم الورش في نجع حمادي، بدأت في صناعة الفانوس منذ عام 1948، موضحا أن صناعة الفانوس وأشكاله تتطور كل عام، بأشكال مختلفة، كانت في البداية في العصر الفاطمي تصنع كقناديل تضاء بالزيت والآن أصبحت تصنع من الصفيح والصاج، فضلا عن ظهور فوانيس بأشكال أخرى صيني.

مراحل الصناعة

ويوضح صانع الفوانيس، أنه بالرغم من تطورات الصناعة والأشكال في الفانوس، إلا أن أصحاب الفكر العالي وكبار السن وأيضا بعض الشباب ما زالوا يشترون الفانوس البلدي، قائلا: “ولو باظ بيجوا يصلحوه ويفرحوا به”.

وعن مراحل الصناعة، يقول العم علي، إن صنع الفانوس يبدأ بتقطيع الصفيح لأشكال وزوايا وأضلاع متناسقة ومتسقة الأطوال والأحجام على حسب طلب الزبائن، لافتا أنه يعتمد في صناعة الفانوس على شراء معظم الخامات من محافظات أخرى وهناك خامات تستورد من الخارج مثل القصدير والزجاج الملون وأنواع من اللحام، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفانوس في كل عام عن العام السابق له بسبب ارتفاع أسعار الاستيراد.

ويتابع: الصناعة تأثرت بسبب ارتفاع أسعار الخامات في الآونة الأخيرة، إلا أن المهنة ما زالت باقية وسط تزايد الإقبال على شراء الفانوس البلدي، خاصة أنه أفضل في الشكل واللون مقارنة بالفوانيس الأخرى.

فوانيس العصر الفاطمي

ويختتم صانع الفوانيس حديثه بأصل صناعة الفانوس، ويقول: صناعة الفانوس قديمة تعود إلى العصر الفاطمي، مشيرا إلى أن صناعتهم للفانوس طوال السنوات الماضية جعلتهم يتقنوا صناعته وتاريخه، فلقد علمنا أن من أول من عرف استخدام الفانوس في رمضان هم المصريون منذ قدوم الخليفة الفاطمي إلى القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر رمضان لعام 358 هجرية، إذ خرج المصريون في مواكب من رجال وأطفال ونساء حاملين الفوانيس الملونة لاستقباله وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا، وفقا ما قرأنا على الإنترنت.

اقرأ أيضا

كيف أصبح “الفانوس” رمزًا للاحتفال بشهر رمضان؟

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر