في "تأبين" الكابتن غزالي.. أدباء ومثقفون ينعون "شاعر المقاومة"


كتب – مروة مغربي
فات الكتير يا بلدنا مبقاش إلا القليل.. أنت بترمي بإيديك قنابل وإحنا إيدينا تزرع سنابل.. ياللي قلوبكوا البوم ساكنها وإحنا في قلوبنا ساكنة البلابل.. وإن كان على الأرض هنحميها.. وإن كان على بيوتنا هنبنيها.. وعضم إخواتنا نلمه نلمه نسنه نسنه.. ونعمل منه مدافع”.
يشدو صوت منير في أرجاء القاعة بكلمات وألحان شاعر المقاومة الشعبية في السويس الكابتن غزالي، شبابٌ يصفقون وشيبٌ يرددون الأغنية  بلحنها السريع، ورائحة السجائر تنتصر على اللافتة القابعة في الدور الثالث بالمجلس الأعلى للثقافة (ممنوع التدخين).
في إحدى الزوايا يجلس مسن عجوز يبكي، وثلاثيني يستعدل الكرافت حفاظا على مظهره أمام الفلاشات، وفي الخط الفاصل تتأنق إحداهن على عجل استعدادا لمداخلة مباشرة على إحدى الفضائيات، دائما ماتتوارى أصدق المشاعر عن المناسبات وحفلات التأبين إن كان للتأبين احتفال، لكنه الكابتن غزالى.. أينما دبت قدماه مكان حلت البهجة، واليوم روحه تستضيف كل هؤلاء.
كانت الرسالة مباشرة اليوم للحضور ووسائل الإعلام، كتبت بجانب صورته (في حب الكابتن غزالي) إنه حفل خاص تقديرا لشاعر شديد الخصوصية ليس فقط  لكونه شاعر وملحن صاغ هوية السويس الباسلة في أشعاره الخالدة، لكنه أيضا كان ضمن قائمة الفدائيين الذين دفعوا الكثير دون كلل أو مزايدة، تاريخ حافل من النضال يخبرنا عن شاعر مصري يحتفظ ببريق مقاومة شعبية نقية لم يمسها بعد زيف حبر مراق حتى بعد وفاته في الثاني من نيسان/أبريل 2017.
بكلمات موجزة نعى وزير الثقافة الدكتور حلمي النمنم الكابتن غزالي قائلا “من يتابع سيرة حياة الشاعر العظيم سيجد تلك الحالة المصرية الخالصة النادرة، الغزالي الذي استجاب لنداء الوطن في 5 يونيو عام 1967 هو نفسه المناضل الذي أصبح بعد الحرب شاعرا وملحنا، ورغم النكسة ظل النضال جزءً من حياته إلى أن جاءت حرب أكتوبر العظيمة وحققت الانتصار، وهناك نماذج كثيرة أعطت مصر تضحيات لكن الغزالي حقق حالة مختلفة”.
يقول عنه المخرج خالد يوسف لـ”ولاد البلد”، “السويس عنوان المقاومة عند الشعب المصري ولولا صمود السويس ما كان ليأتي الانتصار، واصفا إياها بالمدينة التي لا تُهزم، فليس غريبا أن يكون عنوان الفن المناضل هو واحد من أبنائها الكابتن غزالي، الذي سيبقى خالدا خلود التاريخ وارتباطه بالناس وقضاياهم فهو بقي مناضلا حتى آخر يوم في عمره، مضيفا أن حفل اليوم رسالة في غاية الأهمية تؤكد على تقدير وزارة الثقافة للنماذج الوطنية.
بينما تنعيه دكتور إيمان نجم، وكيل أول وزارة الثقافة، قائلة “علينا أن نعي ماذا فقدت مصر، فالغزالي ليس فقط شاعر بل كان مناضلا وكاتب أعطى الكثير للثقافة والسويس ومصر، وساهم في العديد من الأعمال الخالدة، لكي يبث الأمل في الشباب لإيمانه بهم.
فيما قالت الدكتورة كريمة الحفناوي لـ”ولاد البلد”، “الكابتن غزالي لازال حيا بيننا وسيظل رمزا للمقاومة، عاش حياته عاشقا للسويس واليوم يمنحنا الأمل بكلماته، موضحة تأثير أشعار الغزالي في جيلها قائلة “نحن تعلمنا منه كيف نقاوم بالكلمة ونحن لا نملك السلاح، الغزالي كان يقول إن الأغنية رصاصة في وجه العدو، والحقيقة تقول إن كلمات هذا الشاعر العظيم كانت تحمس الجنود والشعب على حدٍ سواء وتمنحهم القوة من جديد، وتاريخ السويس خير شاهد على أعمال الغزالي.
“هو رمز من رموز السويس ووجه من وجوه مصر المشرقة”.. هكذا وصفه دكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وصاحب الدعوة لحفل التأبين للكابتن غزالي، مضيفا أنه إذا أردنا التحدث عن السويس في أي حين فلابد أن نذكر الغزالي، أحد أهم مناضليها الذين عاشوا في أرض المعركة ودافعوا عن كل ذرة في ترابها.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر