فيديو| “سلام مؤقت” ديوان أمين حداد لإحياء الأمل بعد الألم

“سلام مؤقت ليس بهدنة بل لكي نلتقط أنفاسنا ونعيد القراءة، سلام موقت لنكتب من جديد ونفهم أخطائنا، سلام مؤقت حتى يأتي الأمل بعد الألم ونسرد حكاية جديدة لن تكون (بدل فاقد) وهنكتب لأن (الوقت سرقنا) ولأننا في (الموت بنعيش)” هكذا عرف الكاتب محمد حربي، ديوان سلام مؤقت، للشاعر أمين حداد، أثناء حفل توقيع الديوان بجاليري ضي للثقافة والفنون، بحضور الروائية مي التلمساني، والشاعر بهاء جاهين، والدكتور عماد الدين أبوغازي، والفنان محمود حميدة، وعدد من المثقفين.

سلام مؤقت

دقائق وراجع تاني

رايح أجيب الشعر من حزنه

والحب من حضنه

والدنيا من معناها

الدنيا قالت لي وأنا في حضنها

سلام مؤقت

صدقتها

ولسه بستناها

بدأ الشاعر أمين حداد بسرد عدد من قصائد الديوان الصادر عن دار الشروق والمقسم إلى جزأين، الأول بعنوان “زمن المرّ”، ويضم 32 قصيدة، والجزء الثاني بعنوان “الإنكار مش هيفيدك”، ويضم 17 قصيدة، ليسرد الشاعر 4 قصائد تقريبًا خلال حفل التوقيع.

“خلو بالكم من حياتكم تتسرق.. من نفسكم يتخنق.. من شجركم يتحرق.. من هواكم من تاريخ النيل معاكم” يوضح الشاعر بهاء جاهين طريقة كتابة أمين حداد للقصائد بأنها تنتمى لما يسمى بمنطقة اللاشعر، ولكن في تركيبها وتراكمها تكتسب القصائد دلالة شعرية رمزية وتقود لذروة النصائح التي تبدو نسرية فينتقل بها حداد من عالم اللاشعر إلى لغة القوائم.

أما عن الرؤية للديوان، تشرح مي التلمساني أن الجزء الأول من الديوان يضم قصائد تشير بأننا نعيش في زمن المر مثل قصيدة  “قائمة الاتهام” و”أمر تفتيش” و”محجوز في القسم” و”دليل الإدانة”.

أمر تفتيش

وبتفتيش الرسام.. وجد أن معاه رسومات

وبتفتيش الرسومات.. اتضح أنها مرسومة بخفة دم

وبتفتيش الدم.. اتضح أن النبض سليم

وإن اللون الأحمر له معنى

وبتفتيش المعنى.. اتضح أنه مخبي الحلم

وبتفيش الحلم.. اتضح أنه حيتحقق

تكمل التلمساني: القصائد تسرد بشكل مباشر بأننا نعيش في حالة مسرح محاكمة، وبالتالي تحمل بداخلها أحداث وشخصيات وحوار مستمر يكون في بعض الأحيان بين الشاعر ونفسه، فنرى أن هناك شخصيات محورية في مشاهد المحكمة كممثلي السلطة المباشرة وممثلي السلطة غير المباشرة كالأساتذة، وسلطة السادة غير المدركين للحالة، كالسيد والأستاذ فهولاء هم المتهمين.

تشير التلمساني إلى أن أمين حداد في الديوان قد يجعل المتهم أحيانًا هو الشاعر نفسه، فمثلًا عندما يقول “متهم بحب الجهنمية ودي وردة كافرة” أو “رسام خفيف الدم وجد أنه معاه رسومات وساكن في مبنى مليان شبابيك بيطل على المستقبل، وبسؤال يرد في الديوان “زعلان إكمني قد قمت بثورة خطوفها مني أصحاب الثروة”، كلها أمثلة توضح تنوع المتهمين عند الكاتب داخل الديوان.

أنا في انتظار الدنيا لو ممكنة

وفى انتظار الموت.. في جميع الأمكنة

أنا في انتظار المستحيل.. اللي هو الجاذبية تشدنا

والنوم اللي يخلي الصبح له معنى.. والهوا اللي يجمعنا

وأي شيء عادي وضاع مننا

أنا والكلام أصوات بتتنطط.. أنا والسكوت ساعات وبتنقط ثواني

سلام مؤقت.. والحرب ترجع تاني

بيني وبين الأماني.. بين الخطر والسلامة

بين السما والأرض

سلام مؤقت.. لحد يوم القيامة

تكمل: ميزة المحاكمة الشعرية أنها علنية وشقية في نفس الوقت، وذلك لأن الشعر عند أمين حداد لعبة، فيحمل إدانة صريحة وسخرية وخفة دم أيضًا،

توضح الروائية أن أمين حداد استخدم في فكرة المحكمة شبكة أصوات مختلفة، كصوت اتهام وصوت آخر برد، كما أن هناك أدوار مركبة، بداية من أول السخرية في توضيح أدلة الاتهام المفربكة والتي هي دليل البراءة في نفس الوقت، حتى محاولة الخروج من سجن التفاؤل والذي يقول عنه أمين حداد “الصيام عن الكلام الحزين”.

أما عن الشعر في الديوان فترى الراوئية بأنه لا ينكر شي في الوجود وهو إذًا شعر متصالح مع نفسه، ومع متناقضات كثيرة في العالم الذي تتسع رقعته بسبب إنسانية الشعر الذي يكتبه أمين حداد، مشيرة إلى أن الشعر في القصائد كان نداء مستمر سواء للمعاني التي تخص الثورة أو في  المعانى التي تخص الحياة.

أمين حداد

أمين حداد هو شاعر مصري، ولد في القاهرة عام 1958، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 1981، وصدرت له قبل هذا الديوان 7 دواوين أخرى، كان آخرها “الوقت سرقنا” عام 2016، والذي فاز بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2017، لأمين حداد أغانٍ أدتها فرقة “إسكندريلا”، قبل وبعد ثورة يناير، كما حصل الشاعر على جائزة “كفافيس” في الأدب لعام 2011.

الثورة مش محنة

وإحنا أهل لها 

ومهما الريح تقاوحنا

بكرة هنوصل لها 

والزمن في صالحنا

اقرا أيضًا:

https://heritage.weladelbalad.com/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D8%AA-%D8%B3%D8%B1%D9%82%D9%86%D8%A7/

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر