بسبب قرار الإزالة: أسرة الفنان التشكيلي نبيل درويش تنقل أعماله خارج مصر

يواجه متحف الفنان التشكيلي نبيل درويش شبح الهدم خلال الفترة المقبلة. إذ جرى إبلاغ أسرة الراحل بشكل شفوي بهدمه لتوسعة منزل الكوبري المطل على المتحف، والذي تم إنشاؤه منذ أكثر من نصف قرن وتحديدًا في عام 1983 بمنطقة طريق سقارة. وعلى الجانب الآخر استنفذت أسرة الراحل جميع السبل المتاحة لوقف عملية الهدم. إلا أنها قررت في النهاية نقل أعمال الفنان الراحل خارج مصر.

متحف الفنان نبيل درويش

الدكتورة سارة درويش، ابنة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش شرحت لـ«باب مصر» بداية المشكلة وقالت: “الأمر بدأ منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، عندما تم وضع علامة «إزالة» على سور المتحف، وجاء إلينا شخص من هيئة المساحة أراد من والدتي الدخول للمتحف، وكانت تظنه مجرد زائر، لكنه أبلغها بعدم قدرته على القيام بعملية جرد كاملة للمتحف نظرًا لكثرة ما بداخله من قطع فنية. وقد تنبهت والدتي للأمر وسألته عن ما يقصده فأبلغها أن المتحف صدر له قرار إزالة، وهم بدورهم يبحثون إمكانية التعويض!”.

سرقات مستمرة!

تضيف سارة درويش: تحدثنا بعدها مع الدكتورة نيفين الكيلاني، وقالت نصًا: «الموضوع أكبر مني»، وتواصلنا مع الكثيرين، وكتبنا عن الموضوع على صفحات التواصل الاجتماعي. وقد طلب منا وسطاء عدم الحديث عن الأمر، مع تطمينات أن الهدم لن يحدث، لكننا لم نأخذ ورقة بذلك. وقد ظلت الأمور كما هي حتى الشهر الماضي، فقد فوجئنا بهدم المخزن الملاصق للمتحف، وهنا تساءلنا عن سبب الهدم فكانت الإجابة أن السبب هو الرغبة في توسعة الطريق.

صورة من مخاطبة الحي بتلفيات سور المتحف
صورة من مخاطبة الحي بتلفيات سور المتحف

وأوضحت، تم التأكيد على أن قرار الإزالة الأخير لن يشملنا. لكني بشكل شخصي أحسست أن هناك شيئًا ما يحاول البعض إخفاؤه عنا. فعندما تهدم المخزن أصبحنا محاطين بالشارع. وقد سرقت الكثير من المحتويات المحيطة بمنزلنا مثل الحديد، والبوابات، وغيرها من الأمور. وهنا قمنا بعمل تعلية للسور، نظرًا لأن المنزل بات معرضًا للسرقة، لكننا وجدنا العاملين في حي أبو النمرس، يخبرونا أن تعلية السور أمرًا مخالفًا. وكان ردي أن تعلية السور بهدف حماية البيت، والمتحف أيضًا، لكنهم طلبوا منا ضرورة استخراج تصريح ترميم، فوافقنا، وذهبنا للقسم وحررنا محضر تلفيات، وذهبت لرئيس مجلس المدينة وأخبرته أن البيت مهدد، فسمح لنا ببناء السور.

قرار إزالة

تستطرد درويش: منذ أيام قليلة تلقيت مكالمة من العمال أبلغوني خلالها أن أحد الموظفين من مجلس المدينة رفعوا معدات بناء السور. وعندما قدمت إليهم والدتي الورقة التي تفيد بتحرير محضر تلفيات من جانبنا، أخذوها منها وقاموا بتمزيقها!

وتكمل: تلقيت مؤخرًا عدة اتصالات من شخص قدم نفسه لي باعتباره أحد العاملين بهيئة الطرق والكباري، وأبلغني بقرار الإزالة عبر رسائله على الواتساب. وقد رفضت هذه الصيغة، لأنها غير قانونية. فنحن للأسف حاليًا مكبلون ولا نملك حتى حق اللجوء للقضاء لأننا لم نتسلم ورقة بشكل رسمي تفيد بقرار هدم المتحف.

تابعت: للأسف لا نتلقى إجابات، وقد راسلت وزيرة الثقافة مرة أخرى لكنها لم ترد عليّ. فهذا المتحف من أهم معالم طريق سقارة، وتوسعة منزل الكوبري أصلًا لن تفيد شيئًا. لأن هذه المنطقة تحديدًا لا تمر عليها السيارات بشكل دائم.

حل أخير

وبالتساؤل حول سبب عدم تبعية المتحف لوزارة الثقافة طوال السنوات الماضية، قالت درويش: “المتحف لا يتبع الوزارة لأن شرط الوزارة هو أن تؤول ملكية المتاحف بشكل كامل لها. أي نتنازل عن أعمال والدي، وهذا أمر مرفوض بالنسبة إلينا كأسرة. فهناك الكثير من الأعمال التي تم إهداؤها للوزارة. لكن تم إهمالها بشكل كبير، بل وسرقتها، مثل أعمال إنجي أفلاطون”.

وعن الحل الأخير المتاح قالت: اتخذت قرارًا بنقل جميع أعمال والدي التي تبلغ حوالي 4000 آلاف قطعة إلى خارج مصر. ورغم صعوبة القرار، وقسوته، إلا أننا لا نملك حلًا سواه. فالمتحف قائم منذ أكثر من 50 عامًا وكان الأجدى الاهتمام به لا هدمه.

اقرأ أيضا:

الاستقالات تتوالي: د. حسام إسماعيل يستقيل من لجنة حصر المباني التراثية.. ويفجر مفاجأة

للاشتراك في خدمة باب مصر البريدية اضغط على الرابط التالي:

Babmsr Newsletter

النشرة الإخبارية الشهرية
مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر