«وحيد الماردنلي».. دافع عن مقابر العائلة.. ودفن بعيدا عنها

«الحارس النبيل» رحل بعد أن فشل في تحييد البلدوزر

«وحيد الماردنلي» يبدو الاسم غريبا لدى كثيرين، لكنه ليس كذلك لدى عشاق القاهرة، والمدافعين عن تراثها وتاريخها. صاحب الثمانين عاما، الذي غيبه الموت منذ أيام، خاض – بصحبة الكثير- معركة من أجل الحفاظ على «جبانات القاهرة» التاريخية، وحاول إنقاذ مقبرة عائلته ذات الطراز المعماري الفريد، لكن حتى رحيله، لم يتحقق ما أراد، بل كانت المفارقة أن عائلته فشلت في دفنه في هذه المقبرة بالقرب من والدته، كما كان يتمنى.

عاش الماردنلي ما يقرب من أربعين عاما، متنقلا بين المدن الأوروبية، بحكم عمله، وفي السنوات الأخيرة قرر العودة للاستقرار في القاهرة. لم يكن حلم العودة إلى المدينة كما تخيله. إذ فوجئ بما يحدث داخل الجبانات من أعمال هدم، وجد مقبرة عائلته «الفريدة» وغير المسجلة ضمن تعداد الآثار مهددة هي الأخرى لتعارضها مع أحد المحاور المرورية الجديدة المتوقع تنفيذها.

بداية الرحلة

ومن هنا بدأ رحلة لإنقاذ مقابر العائلة، ونسى تمامًا أن عمره قد اقترب من الثمانين، فسكن في كثير من الأوقات حوش عائلته خوفًا من اللحظة التي يذهب فيها لزيارة أمه ليجد أن قبرها قد هدم، أو سرقت بعض تراكيبه الرخامية كحال معظم المقابر المحيطة. أمسك في كثير من الأحيان عصاه لـ«يهش» بها لجان «المحافظة والحي» فأجهض محاولاتهم المستمرة لدخول الحوش والتعرف على التركيبات الرخامية الفريدة الموجودة بداخله.

خلال هذه الفترة القصيرة تعرف “وحيد” على محبي التراث. إذ تعامل مع الجميع وكأنهم أبناؤه. دافع حتى آخر يوم في حياته عن حوش «العائلة» ولم يفوت أي فرصة، أملًا في وقف بلدوزر الهدم. حتى أدرك في أيامه الأخيرة أن محاولاته المستمرة لوقف هدم حوش العائلة ستفشل في النهاية، ورغم ذلك لم يفقد الأمل. في إبريل الماضي قرر محافظ القاهرة وقف الدفن بالمقابر الواقعة بمحور صلاح سالم، ونقل الرُفات إلى منطقة العاشر من رمضان. هنا أدرك “وحيد” أن القدر لن يمهله أكثر من ذلك، وأن الطفل الصغير عليه أن ينام بعيدًا عن أمه؛ لذلك قررت عائلته دفنه في قبر آخر يمتلكه زوج أخته بمقابر الخفير.

«باب مصر» التقى مع رفاق الماردنلي في الدفاع عن جبانات القاهرة.. تحدثوا عن بعض من أحلامه، وحكاياته، وأسراره.

وداعًا يا فتى أحلامنا

تعرفت الدكتورة جليلة القاضي، أستاذة التخطيط العمراني بجامعات باريس، على وحيد الماردنلي منذ أكثر من 50 عامًا. إذ تتذكر أنها عرفته في ستينيات القرن الماضي، فلم تكن معرفتهما مباشرة، إذ لم يتقابلا إلا مرة واحدة خلال تلك الفترة.

تقول د.القاضي: كانت شقيقات وحيد سميحة الكبرى، وشويكار الصغرى زميلاتنا في مدرسة «ليسيه باب اللوق»، والأخيرة كانت معي في نفس الفصل الدراسي منذ انتقالي من مدرسة الراهبات إلى مدرسة البعثة العلمانية الفرنسية. كان ذلك في السنة السادسة الابتدائية. لم تكن شويكار من صديقاتي، كنا على النقيض التام، هي من أسرة نزعت الملكية أراضيها تحت شعار تصفية الإقطاع، أما أنا فوالدي كان من الضباط الأحرار الذين ثاروا. إلا أننا لم نكن أعداء، وفي مرة أحضرت صورة لشقيقها، كان وسيمًا وصار فتى أحلامنا. لم أكن أتصور أننا سنلتقي بعد كل تلك السنين.

وتكمل د.القاضي: التحق وحيد بمجموعة إنقاذ جبانات القاهرة التي أسست عام 2021، وتولى الاتصال بأصحاب الأحواش لحثهم على رفع قضايا رفضًا لإزالة أحواشهم القيمة. وكان يطالبهم بالصمود وعدم نقل الرفات، وقام بدور محوري في الدفاع عن الجبانات. وأصبح أحد فرسان المجموعة وأنشطهم، رغم مرضه وكبر سنه.

أما دفاعه عن حوش أسرته الملكي، فيمكن القول أنه ملحمة فردية، إلى جانب لجوئه للقانون ليثبت حق الأسرة مع كل قرار يصدر، ومخطط ينشر. فقد دافع عن الحوش بجسده حتى آخر لحظة، فكان يذهب هناك، ويمكث بالأيام ويمنع دخول أيًا من اللجان التي كانت تذهب لفحص التركيبات الرخامية الثمينة تمهيدًا للاستيلاء عليها. كان وحيد يعلم أنه لن ينال أبسط حقوق المواطنة؛ أي الدفن في مقبرته العائلية. فما أقسى هذا الشعور الذي يجعلك غريبًا في بلدك. لذا مات مقهورًا محسورًا، وتركنا ونحن نجتر هزيمتنا في الحفاظ على هذا الموقع التراثي الفريد، وعجزنا عن مواساة وحيد.

محاولات تحييد البلدوزر

المعماري عمرو عصام انطلق من الأمثال الشعبية كجزء من الحكاية عن وحيد بك. يقول: «كل واحد ليه نصيب من اسمه». فهذا المثل المصري الأصيل عادة ما نُردده عندما نصادف هؤلاء ممن تتوافق سماتهم الشخصية مع أسماءهم. فتجربتي الشخصية تتفق بدرجة كبيرة مع هذا المثل إلا من بعض الاستثناءات القليلة، والتي كان من بينها المرحوم وحيد الماردنلي أو وحيد بك كما اعتدت أن أناديه واعتاد هو أن يسمع مني.

تعرف «عصام» على وحيد بك في خريف 2021م من خلال مجموعة إنقاذ جبانات القاهرة التاريخية، والتي تكونت بشكل تطوعي تمامًا. وعبر ثلاث سنوات متواصلة – وبجد وتجرد شديدين – لا تزال المجموعة تحاول وتقاوم بكل الطرق والمسارات السلمية توثيق التراث الجنائزي المتفرد وتسليط الضوء على حتمية الحفاظ على هذا المكون التراثي الهام باعتباره جزءا أصيلا من التراث المصري بشكل عام.

ويقول: لم يكن وحيد بك «اسمًا على مسمى» كما يُخبرنا المثل المصري الأصيل، بل بالعكس كان مُحاطًا دائمًا بأناس وأصدقاء من أعمار متباينة وخلفيات متعددة. حكى لي عن تجربته الطويلة في ألمانيا ومتى شعر بضرورة العودة إلى مصر. وعن تاريخ ومدفن عائلته الممتد منذ منتصف القرن التاسع عشر وما يجسده من قيم معمارية وفنية وجمالية.

مشكلة الجبانات

واستطرد حديثه: جمعنا أكثر من لقاء، وتناقشنا مرات عديدة. كنا نتفق مثلًا على جوهر مشكلة الجبانات باعتبارها مشكلة مؤسسية وهيكلية في الأساس نتيجة تداخل العديد من الجهات فضلًا عن تضارب المهام والاختصاصات. كان مثلي يؤمن بأن الإصلاح عملية طويلة ومعقدة في بلادنا، لذا كانت خطواته حثيثة وثابتة بدءًا من اللجوء إلى القضاء المصري للحفاظ على مدفن عائلته وما يحمله من قيم وما يمثله من أهمية وانتهاءً بالإجراءات القانونية التي اتخذها قبل وفاته بشهور قليلة لتأسيس جمعية أهلية للحفاظ على الجبانات. والتي دعاني إلى الانضمام لهيكلها التأسيسي.

كان يفكر ويعمل بشكل مؤسسي وجماعي، وليس كأحد ملاك المدافن أو الأحواش ينظرون تحت أقدامهم، ولا يهمهم من القضية برمتها إلا إنقاذ رفات عائلاتهم وتحييد البلدوزر بعيدًا عن ممتلكاتهم الخاصة. على النقيض من ذلك كان وحيد بك يعمل مع الكل من أجل الكل، ضاربًا لنا جميعًا المثل في الإيثار والتجرد وضرورة التآلف من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن.

وحيد الماردنلي بصحبة الدكتور مصطفى الصادق
وحيد الماردنلي بصحبة الدكتور مصطفى الصادق
أمنية لم تحدث

يحكي الدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بتاريخ وتراث جبانات القاهرة التاريخية، عن بدايات تعرفه على «الماردنلي» فقد تقابلا في ديسمبر عام 2021 وتحديدًا منذ أن بدأت مشكلات هدم المقابر. يقول: “كان وحيد بك مسؤولًا عن مقبرة عائلته التي تعود لجده محمد باشا فاضل الدراملي. فكنت دائمًا ما أتردد على مقبرته، وأتمنى زيارتها والدخول إليها. فقد عاش الراحل طوال عمره متنقلًا بين العواصم الأوروبية بسبب طبيعة عمله، وكنت دائمًا ما أجد صعوبة في الدخول للمقبرة بسبب امتناع حراسها. لذلك طلبت منه دخول المقبرة، وسمح لي بزيارتها، ووجدت بداخلها ما يقرب من ثماني تركيبات رخامية في غاية الجمال.

ويضيف الصادق: كان لطيفًا معنا دائمًا، فعندما بدأت مشكلات المقابر، بدأنا حملة للدفاع عن جبانات القاهرة. وقام بدوره برفع قضايا لوقف الهدم، فحوش عائلته يتعارض مع التوسعات المرورية التي تريد الحكومة تنفيذها. وهذا الأمر يثير عندنا الكثير من الأسئلة، لأنها منطقة غنية جدًا بالمقابر الهامة، فبجوار حوش عائلته يوجد قبر قاسم باشا فهمي، وقبر محمد باشا راتب ساردار الجيش المصري. وبجواره قبر فاطمة الشامية زوجة شريف باشا الكبير، وبالقرب من قبرها مقابر عائلة العظم، وهي تنتمي لأول رئيس لجمهورية سورية بعد الاستقلال.

لذلك كانت إحدى أمنياته أن ينجح في الدفاع عن قبر عائلته، ورغم سنه إلا أنه لم يدخر أي جهد في الدفاع عنها، فعالج مثلا مشكلة المياه الجوفية الموجودة بالحوش، وتمنى أن يدفن بالقرب من قبر أمه، لكن مع الأسف الشديد، فقد منع الدفن في هذه المنطقة، تمهيدًا لهدمها، واضطر أخوه أن يدفنه في مقابر عائلة زوج أخته، بمقابر الخفير.

«الباشا الأخير»

سارة حسن الباحثة في تراث جبانات القاهرة تبدأ حكايتها عن «عم وحيد» كما تحب أن تناديه دومًا من النقطة التي تنتهي منها حكاية مصطفى الصادق. إذ تتحدث عن مشاهد توديع الماردنلي فتقول: في مراسم الجنازة، تدخل أحد الرجال فجأة مقاطعا آخر دعوات الشيخ الأزهري. كان الرجل وقتها متلهفًا عاجزًا عن كتم المحبة؛ ليسرد الرجل دعوات من صميم معرفته الشخصية بالباشا الأخير، وحيد عبداللطيف الماردنلي، ساردًا إياها بصدق باكيًا بحرقة ومبكيًا الجمع معه. وأخذ التأمين على دعائه يرتفع إلى السماء، كأن ذلك الدعاء صيغة إفصاحٍ وإخبار وليس دعاءً يستمطر الرحمات فحسب، دعاء مبرزًا أهم سماته. وهي إدخال السرور على قلوب الناس، وكلمة آمين هي التأكيد من الحضور الشهود على ذلك.

وتضيف: بانقضاء الجنازة وكافة المراسم، وقفت مع ابنة أخرى من عداد أبنائه وبناته الشغوفين بالقاهرة التاريخية وهي ياسمين كريّم. فقد كان يُخيل إليَّ أن كل رسالة أراد أن يخبرني بها قيلت وطويت وقد انقضى زمنها. فإذ بها تخبرني أنه اعتاد الحكي لها في كل مكالمة عني بافتخار، مزكيًا أمرًا أقوم على إنجازه، ولم أكن أعلم قط أنه انتبه إليه.

نظرت نحو المدفن، القائم على حواف ترب الغفير، وأنا أقول في ذهني، رحمة الله عليك من يشيع من؟ ترافقنا بكلماتك الطيبة وتشجيعك إلى دروب الحياة، عقب تشييعنا لك إلى بوابة العالم الآخر.

تشاركنا الاهتمامات سويًا

يتحدث المصور الفوتوغرافي كريم بدر عن الاهتمامات المشتركة التي اكتشفها حين التقى بالماردنلي. يقول: “عاد وحيد بك من ألمانيا بعد أن عمل هناك لمدة أربعين عامًا ليحافظ على تراث عائلته العريق. كان صديقًا لكل محبي التراث والحكايات، فتح بيته، ووقته لكل محبيه وأصدقاءه من الشباب الذين داوموا على زيارة منطقة قرافة الإمام الشافعي. حيث يقع هناك مبنى ومدفن عائلته والذي أسسه جده الأكبر محمد فاضل باشا الدراملي في منتصف القرن الـ19. لكن على جانب آخر كان لي حظ التواصل معه في مواضيع أخرى متعددة. عرفت منه مثلًا أن عمه كان الصحفي الشهير توفيق الماردنلي والذي توفي شابًا. كثيرًا ما ذكر اسم عمه في مجتمعات محبي الموسيقى والفن، حيث كان صديقًا لعبدالوهاب، ونجيب الريحاني.

كما تشاركنا أنا ووحيد بك صورًا لبعض مقتنياتي من الصحف القديمة التي جاء فيها ذكر تاريخ عائلته. وتشارك معي بدوره صورًا لمقتنياته من وثائق، وصور، وأراشيف عن أصدقاء عمه من أهل الفن. كما أخبرني أن عمه هو من أقام التعارف بين محمد عبدالوهاب، والمخرج محمد كريم. وبناء عليه تم تصوير فيلم «الوردة البيضاء» وهو أول أفلام عبدالوهاب والذي تم تصوير أجزاء منه داخل عزبة عائلة الماردنلي”.

ويضيف كريم: كان الراحل رجلًا دمث الخلق، عالي الذوق، مهذب الحديث. وكان من المدافعين عن التراث الثقافي لمنطقة قرافة الإمام الشافعي في مواجهة مشاريع تهدد قيمتها التاريخية.

خسارة فادحة

عرف إبراهيم طايع وهو الباحث في تراث الجبانات وحيد بك الماردنلي منذ بداية أزمة الجبانات التي شهدتها منطقة القرافة خلال السنوات الأخيرة. فكان دائمًا ما ينادينه بلقب «الصعيدي الجدع». يقول: “عرفته شخصية جميلة ومحترمة وترسم البسمة على وجوه «كل اللي بيقعد معاه» فقد كان يتميز بخفة الظل، بجانب شخصيته القوية، فهو محارب شرس في الحق. وهذا ما ظهر في دفاعه عن التراث ووقوفه ضد الهدم والإزالات في القرافة ورفضه ما يحدث. فقد رفع عدة قضايا لمنع هدم حوش جده محمد فاضل باشا الدراملي”.

أما عن آخر أمنياته يقول طايع: “كانت أمنيته قبل وفاته، هو أن يدفن في حوش جده في المكان الذي أحبه وحافظ عليه. فقبل وفاته بشهور قام بأعمال ترميم، وردم وشفط للمياه الجوفية، بجانب زراعة حديقة المدفن، وهذا كله على نفقته الشخصية”.

كما كان ينوي تأسيس جمعية للحفاظ التراث، وكانت ستضم محبي التراث، ولكن لم يمهله القدر استكمالها. ففي أيامه الأخيرة كان يعاني من مشاكل صحية دخل على إثرها المستشفى. لكن هذا لم يمنعه من الاستمرار في قضيته الرئيسية وهي الدفاع عن مقابر عائلته. فقبل وفاته بأيام جمعتني مكالمة تليفونية تحدث إليّ عن القضية التي رفعها لإنقاذ الحوش من الإزالة. وعن مدى حزنه مما يحدث، وإصراره على استكمال ما بدأه حتى آخر لحظة من حياته. لذلك فقد خسرنا بوفاته شخصا محبا للتاريخ والتراث.

الحارس النبيل

ترى المعمارية سالي رياض أن التراث الحضاري المصري فقد حارسًا استثنائيًا برحيل وحيد بك. تحكي سالي عن بداية تعرفها على الماردنلي. وتقول: “التقيت وحيد عبداللطيف الماردنلي في رحلة توثيق جبانات القاهرة التاريخية. التي كان له دورا محوريا في محاولة الحفاظ عليها بالوسائل القانونية والحراك المجتمعي. فقد كان من أهم حراس القاهرة التاريخية. فكلما تجولنا أشار لنا إلى أناس مروا من هنا، وكأنه عاش ألف عام، فقد احتفظ بذاكرة حاضرة، رغم تجاوزه سن السبعين. فهو يحفظ الأسماء، والأنساب، والسير الذاتية. فقد عاش رحال طاف العالم شرقًا، وغربًا، وشمالًا، وجنوبًا. وظلت هويته المصرية هي السمة الواضحة فقد كان خفيف الظل وحازم الرأي، معطاء. فإذا بدأ معركة لن يسلم الراية البيضا أبدا. ظل في السنوات الأخيرة يحارب من أجل الحفاظ على المقابر التاريخية الفريدة”.

وتضيف: يظل وهج شخصية وحيد بك الماردنلي ممتدا، فالجانب الإنساني جعل علاقتنا ممتدة. كان يلقبني ويقول لي«ابنتي» فأنا برحيله فقدت أبًا، وصديقًا، نقيًا، وأنا دائمًا سأظل ممتنة لتلك المحبة التي غمرتني. إلا أنني أشعر بغصة بسبب خبر الرحيل. فقد مرَّ الوقت ثقيلًا، وبدت مراسم الوداع ثقيلة علينا جميعًا، وسيشهد الله علينا في النهاية سيشهد أنه حاول حتى آخر نفس من أنفاسه.

 الماردنلي أمام حوش عائلته
الماردنلي أمام حوش عائلته
من هو وحيد الماردنلي؟

ولد في التاسع من يناير 1946 بحي جاردن سيتي بالقاهرة، فهو ابن للسياسي المصري والبرلماني عبداللطيف الماردنلي، أحد أعضاء حزب الوفد. تعرض للاعتقال بعد ثورة يوليو 1952. أما أمه فهي السيدة ليلى هانم إبراهيم فاضل الدراملي.

أما عن مقبرته فهي تعود لجد الأسرة «محمد فاضل» باشا الدراملي حاكم الصعيد لمدة عشرين عامًا. وصاحب القصور في قنا، هو ابن أحمد أغا الدراملي أحد قادة الجيش مع إبراهيم باشا بن محمد علي. وهو حفيد محمود باشا الدراملي آخر والي عثماني على اليونان، وحفيد السلطان العثماني أحمد الثالث. وفي هذه المقبرة دفنت السيدة نفيسة هانم بنت محمد فاضل، وهي والدة خديجة هانم الدراملي حرم محمد سعيد باشا ذوالفقار رئيس الوزراء. ووالدة الفنان التشكيلي محمود سعيد رائد فن المدرسة المصرية الحديثة في الفنون التشكيلية، وزينب هانم ذوالفقار أم الملكة فريدة.

تبلغ مساحة المقبرة التاريخية 900 متر، وتضم 300 شجرة. أما شواهد القبور بداخلها فقد تميزت التراكيب الرخامية بداخلها بفنون الخط العربي لكبار الخطاطين مثل حافظ زكي، وسيد إبراهيم.

اقرأ أيضا:

موقع أثري أم مباني أثرية.. هل تُلبي لجنة «القلعة» طلبات المستثمر؟

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر