حكايات خالد الخميسي

القاهرة- ندى ضياء:

التراث المصري ثري بالقصص والحكايات، خاصة تلك الحكايات التي تتحدث عن علي الزيبق وذات الهمة ومغامرات الشاطر حسن، وعن تاريخ مغزول من خيال وحقيقة من حكاياتنا القديمة والمعاصرة، و الاحتفال بكل هذه الكنوز سنويا على مستوى الجمهورية.

الروائي خالد الخميسي، البالغ من العمر 53 عامًا، قرر قبل ثلاث سنوات إحياء فن الحكي في مصر، ذلك الفن الذي خرج من حياة الناس، مرتكزًا على عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم المصرية الشرقية الأصيلة.

من قنا ،بوابة الحكى الشعبى فى مصر,  كانت أول محطات الخميسي، أحد الكُتَّاب أصحاب الروايات الأعلى مبيعًا، ليطلق “مهرجان الحكي، الذي يهدف إلى تعريف الناس بالأشكال الحديثة من الحكي، وربطهم بجذورهم وتراثهم.

يقول الخميسي إن مصر تمتلك تاريخًا فريدًا من الحكي، فقد توارث الناس قصص مثل السيرة الهلالية وألف ليلة وليلة، ما جعلني أقتنع أن إقامة مهرجان من أجل الحكي فقط هو أمر ضروري.

مهرجان الحكي ينظمه مؤسسة دوم الثقافية، وهي مؤسسة أسسها الخميسي بهدف ترويج التفكير النقدي ونشر المعرفة بالثقافة والتراث في أنحاء مصر.

وفي مارس من كل عام يجتمع أهالي محافظة قنا في الصعيد والمناطق المجاورة، ليستمعوا إلى حكايات إما جديدة تُحكى لأول مرة، أو قديمة يعاد سردها بطرق جديدة، ليقف نحو  15 حكاء فرادى ومجموعات، ليحكون أمام الجمهور قصصا عاشوها أو ألفوها، في مدة تتراوح بين نصف الساعة إلى الساعة والنصف، ويحرص أعضاء لجنة التحكيم سنويًا على تغيير الحكَّائين،  حتى وإن كانوا يحكون قصصا مختلفة.

الخميسي يوضح أن تقاليد الحكي كانت تشق طريقها نحو النور بداية من العام 2005، حتى قبل مهرجان دوم للحكي، متابعًا “لاحظت وجود مجموعات للحكي تأسست حديثًا، هذه المجموعات تعتمد على طرق فريدة ومبدعة، وأرى أن ذلك حركة ثقافية مهمة للناس، ليعودوا إلى التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم كما كانوا يفعلون سابقًا.”

فعاليات المهرجان لا تُقام في وسط مدينة قنا فقط، بل ينتقل الحكائون إلى القرى الصغيرة داخل المحافظة، ليتأكدوا أن رسالتهم وصلت إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وبينما يسردون حكاياتهم فإنهم يحرصون على تأدية حركات جسدية ملحوظة، ليجعلوا العرض أكثر إثارة ولفتًا للانتباه.

وأكثر ما تركز عليه دوم الثقافية في فعاليات المهرجان هو البقاء بعيدًا عن مركزية القاهرة والإسكندرية، واستهداف أشخاص لا تصل إليهم مثل تلك الفعاليات الثقافية في العادة.

أما بخصوص اختيار محافظة قنا تحديدًا، فيقول الخميسي إن ذلك يرجع إلى الصلة الخاصة بين قنا وفن الحكي.يقول الخميسي “قنا هي وطن أشهر الحكائين المصريين وهي مركز حكايات تراثية عظيمة مثل السيرة الهلالية، لذا يحتل الحكي جزء كبير من تراثها، وهو الأمر الذي وجدناه مناسبًا.

“مهرجان الحكي” ليس المهرجان الوحيد الذي تقيمه مؤسسة دوم، فقد أسست من قبل مهرجان المكتبة في محافظة المنصورة، الذي يهدف إلى تشجيع الناس على القراءة والعودة إلى الكتب والروايات، من أجل معرفة أفضل بماضيهم وتراثهم، بالإضافة إلى ذلك فقد أنشأت دوم دار نشر للشباب الموهوبين، كما أسست أكاديمية للمعرفة العلمية والاجتماعية لتعليم الناس أشكال مختلفة من معرفة الثقافية.

عن خالد الخميسي

خالد الخميسي هو كاتب وروائي تمكن من جذب انتباه العالم بعد النجاح العظيم الذي حققته روايته “تاكسي”، الصادرة عام 2007، ويعتبرها النقاد أنها لعبت دورا كبيرا في إعادة إحياء العامية في الأدب المصري المعاصر، وتعاملت الرواية مع عدة قضايا سياسية خاصة بالشارع وحققت مبيعات وصلت إلى 75 ألف نسخة في عام واحد، كما كتب أيضا سفينة نوح عام 2009 ، التي حققت هي الأخرى نجاحا كبيرا، وترجمت إلى عدة لغات، وبعد ذلك نشر أول كتاب غير روائي بعنوان 2011، ويشغل الخميسي حاليا رئيس مكتبة القاهرة الكبرى.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر