جدل حول إعلان بيع بيت تراثي على الطراز التلقيطي.. ما القصة؟

في إعلان عقاري مثير للاهتمام، عُرض بيت تراثي للبيع في شارع خيرت بحي السيدة زينب. يعود تاريخ هذا المنزل الفريد من نوعه لأكثر من 200 عام، وهو مُسجل بالتنسيق الحضاري مما يجعله قطعة ثقافية وتاريخية قيمة في القاهرة.

إعلان بيع منزل تراثي

يتمتع البيت بمساحة تبلغ 236 متر مربع ويتكون من طابقين، بالإضافة إلى خمسة محلات تجارية. يبدو أن البيت يحتاج إلى بعض أعمال الترميم والتجديد لاستعادة رونقه الأصلي وإظهار جمالياته الأثرية. ومع ذلك، بحسب الإعلان يعتبر هذا العرض فرصة نادرة للمهتمين بالتاريخ والثقافة لامتلاك قطعة من التراث المصري.

تتميز البيوت التراثية في حي السيدة زينب بأنها ذات قيمة تاريخية كبيرة. إذ يضم الحي العديد من المباني القديمة والتراثية التي تعكس تاريخ وثقافة مصر.

تواصل «باب مصر» مع نادين محمد، وريثة البيت التاريخي، وأوضحت أنه يبلغ سعر البيت المعروض للبيع 10 ملايين جنيه. وعن الشقق داخل البيت فهي غير مأهولة حاليًا. وفيما يتعلق بالمحلات الخمسة، فثلاثة منها تعقد لها عقود جديدة واثنان لهم عقود قديمة.

وأضافت أن تاريخ البيت يرجع إنشاءه عام 1805، ويعد من أقدم البيوت التاريخية بشارع خيرت في حي السيدة زينب. وتم بناء البيت على الطراز التلقيطي، وتم تسجيله في جهاز التنسيق الحضاري باعتباره مبنى ذو طراز معماري متميز، وهو ما حافظ عليه الورثة حتى الآن.

مع زيادة الاهتمام بالتراث الثقافي والعمارة التاريخية في مصر، لاقى هذا الإعلان انقساما في آراء هواة التراث، بين غضب لعرضه للبيع ورأي آخر بأنه يمكن لشراء وترميم مثل هذه العقارات، أن يساهم في الحفاظ على التراث التاريخي للبلد وتعزيز السياحة الثقافية في المنطقة. كما يعود تاريخ هذا المنزل الذي يقع بشارع خيرت لأكثر من 200 عام، مما يجعله قطعة ثقافية وتاريخية قيمة في القاهرة.

اشتراطات بيع البيوت التراثية

عن اشتراطات بيع البيوت التراثية، أشارت د. سهير زكي حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية، إلى أنه يمكن بيع وتأجير وترميم وإعادة توظيف المباني المسجلة بجهاز التنسيق الحضاري ما عدا الهدم أو تغيير شكل المبنى.

ونفت لـ«باب مصر» أن يكون تاريخ بناء البيت عام 1805 لأن هذا العام شهد تولي محمد علي باشا حكم مصر. مرجحة أنه من المحتمل أن يرجع تاريخ بناءه إلى عام 1905.

وعن شارع خيرت بحي السيدة زينب، أوضحت أن مباني المنطقة سيتم إعادة توظيفها لأغراض مختلفة مثل نقل الوزارات والمباني الحكومية. ويعتبر حي السيدة زينب مكانًا ذو قيمة تاريخية كبيرة. إذ يحتضن العديد من المباني القديمة والتراثية التي تعكس تاريخ وثقافة مصر.

وردت على الغاضبين بسبب عرض البيوت التراثية للبيع: “إعادة توظيف هذه المباني يمكن أن يساهم في تنشيط الحياة الثقافية والاقتصادية في المنطقة، مما يعزز الحفاظ على الهوية الثقافية”. وعلى حد وصفها، تتميز البيوت التي يزيد عمرها عن 100 عاما في القاهرة بطرز معمارية مختلفة مستوحاة من أوروبا، وتعكس تطور العمارة المصرية.

وبحسب القانون 144 لسنة 2006 بشأن المباني التراثية، يصف المبنى التراثي بأنه منشأة ذات طراز معماري متميز ومرتبطة بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو تعبر مزار سياحي. وبحسب القانون أيضا: “يحق المالك استغلال العقار وبيعه كيفما شاء، لأن شكل الملكية تراث ملكية خاصة، ولا يجوز هدمها إلا في حال حذفها من المجلد”.

ما هو الطراز التلقيطي؟

يعرف الطراز التلقيطي بأنه أحد الأساليب المعمارية الغربية الأوروبية، ويتمثل في تجميع عناصر متنوعة من أساليب العمارة ودمجها في بناء واحد.

ويُطلق على الطراز التلقيطي أيضًا الطراز التجميعي أو المشتق، ويعرف أيضًا بالعمارة الانتقائية. ويشير مصطلح “التلقيطية” إلى القدرة على الاختيار واختيار الأفضل، وهو مشتق من اللفظ اليوناني “إكليكتيكوس” (Eklektikos).

يهدف الطراز التلقيطي إلى اختيار عناصر من أنماط فنية سابقة ودمجها بشكل مدروس لإنشاء عمل فني جديد. وبالتالي يعتبر الطراز التلقيطي مزيجًا من عناصر مختلفة من التراث المعماري والفنون الجميلة والزخارف في عمل فني واحد.

يرجع تاريخ ظهوره إلى منتصف القرن التاسع عشر، وهو ما يدحض الإعلان بأن تاريخ بناءه عام 1805. حيث سعى الرواد الحديثين في المجال إلى التحرر من القيود الصارمة للأساليب التقليدية والتأثير السائد للرومانسية، واعتبروا أنفسهم انتقائيين.

انتشر هذا الطراز من فرنسا إلى باقي دول العالم، بما في ذلك العالم الإسلامي، حيث كانت باريس مركزًا فنيًا لهذا الاتجاه. ظهر الطراز في عدة بلدان في أوروبا الغربية وأمريكا وروسيا بين عامي 1830 و1850. واستمر حتى العقد الأول من القرن العشرين.

اقرأ أيضا:

بعد ترميمه بـ17 مليون جنيه.. تسرب المياه بجدران وأسقف مسجد زغلول الأثري برشيد

للاشتراك في خدمة باب مصر البريدية اضغط على الرابط التالي:

Babmsr Newsletter

النشرة الإخبارية الشهرية
مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر