حسن الشرق في ختام «الرحلة»: الصين تفاوضنى لمعرفة أسرار ألواني الخاصة

كشف الفنان التشكيلي حسن الشرق عن مفاوضات صينية تتم معه للكشف عن تركيبات الألوان الخاصة التي يستخدمها في لوحاته، وشراء حقوقها منه، وإنتاجها هناك وإتاحتها للبيع. وأوضح الفنان في اللقاء المفتوح الذي أقيم معه في ختام فعاليات معرض «الرحلةۚ» الذي نظمه موقع “باب مصر” التابع لـ”ولاد البلد للخدمات الإعلامية” بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، وأدارته الإعلامية منى سلمان: «منذ أربع سنوات شاركت في معرض بمدينة شانغهاي بالصين، وقد أقمت ورشة عمل هناك، وبعدها أرادوا استخدام الألوان التي استخدمها في أعمالي، ومعرفة تركيبها، وقد عرضوا عليّ بالفعل توقيع عقد لاستخدام هذه الألوان، لاستخدامها في الكليات والمعاهد هناك. وهم حاليا في مرحلة تفاوض معي».  وحول ما إذا كانت وزارة الثقافة في مصر قد عرضت عليه الأمر نفسه من عدمه أجاب: «لم يتواصل معي أي شخص من الوزارة».

تحقيق الحلم

وخلال حديثه تحدث الشرق عن قريته التي نشأ بها، موضحا أنه ابن قرية زاوية سلطان التابعة لمحافظة المنيا، والتي تحوي العديد من الآثار الفرعونية: “تأثرت هناك بما يسمى بـ”عبقرية المكان” وهو الأمر الذي شجعني على إقامة متحف بالقرب من لوحات المصريين القدماء، فأنا مدرستي في الفن هي استدعاء “التراث المصري” مثل: العادات والتقاليد، والمثل الشعبي، والألعاب المصرية، وكذلك الصناعات المصرية، فجميع تلك الأشياء جذبتني دائما، وانعكست على أعمالي فقد دونت التاريخ المصري والحكايات الشعبية من خلال أعمالي تلك، فأنا لم أتعلم بشكل أكاديمي لكني كنت أشعر دائما أن هناك همزة وصل بيني وبين الحضارة المصرية القديمة نتيجة إبداع فناني هذا العصر، فدائما ما كانت تبهرني الألوان التي استخدموها في أعمالهم. فقد كنت كأي طفل تبهره الحضارة المصرية القديمة لكني نشأت فنانا، وقد علمت نفسي، لأني أردت تحقيق حلم، وقد عكفت لنحو 20 سنة في ممارسة الرسم، ولم أتخل أبدا عن هذا الحلم”.

تحولات المسيرة الإبداعية

وحول اكتشاف الناس لموهبته قال الشرق: “تم الأمر من خلال الصدفة. ففي سنة 1985 تحديدا تم اكتشافي، عندما زارت المستشرقة الألمانية أورزولا شيورنج، محافظة المنيا، وقد كانت تعمل في إحدى المؤسسات الكبرى ومهمتها كانت اكتشاف الموهوبين، فكانت تطوف الكثير من البلاد العربية والمناطق النائية لاكتشاف المواهب المختلفة، وعندما جاءت إلى المنيا شاهدت أعمالي، فانبهرت بها ونظمت لي معرض في القاهرة، والذي لاقى نجاحا كبيرا فبيعت جميع اللوحات، وبعدها أقيم معرض آخر بالقرية الفرعونية. ومن هنا بدأت رحلتي نحو العالمية من خلال مجموعة من المعارض الخارجية، كان أولها في ألمانيا وتحديدا بمدينة شتوتجارت، وفرنسا، ومتحف اللوفر ثم في سويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن منح مفتاح مدينة نيولابك الألمانية عن مجموعة أعمالي الفنية. وقد كتبت الصحف الألمانية والعالمية عني كثيرا، ومن هنا تحولت من فنان محلي، إلى فنان عالمي.

جانب من الحضور
جانب من الحضور
الاعتزاز بالتراث

ويتحدث حسن الشرق عن زيه الخاص الذي ميزه “بالرغم من رحلاتى ومعارضى التي أقمتها في بلاد العالم المختلفة وبحضور كبار الشخصيات والمسؤولين إلا إنني دائما ما كنت أحرص على ارتداء الزي الريفي المصري البسيط والجلابية التي جذبت إلي زائرى المعارض ووسائل الإعلام العالمية، فأنا لم أفعل ذلك تصنعا، بل كنت دائما ما أحب أن أعبر عن تراثنا المصري. فقد جسدت ليالى ألف ليلة وليلة المأخوذة من واقع التراث الشعبي، وكذلك السيرة الهلالية، وابن عروس إذ دائما ما كانت لوحاتي تعكس العادات والتقاليد الخاصة بالتراث الصعيدى كسبوع المولود، والزار، وليلة الحنة وغيرها من الأعمال المختلفة، فقد كنت دائما أود أن أبعث برسالة للجميع مفادها: “أنا مصري وأعتز بتراثي المصري”.

بصمات خاصة

ويرى الشرق أن أهم ما ميزه هو أن أعماله دائما ما كانت مختلفة “وضعت بصمات خاصة من خلال لوحاتي، وذلك باستخدام ريشة تقليدية، فتلك الأشياء البسيطة هي التي ميزت أعمالي. وبالإضافة إلى ذلك فقد كنت أحلم أن يكون لي متحفا خاص بي “كان حلم يراودني كثيرا، إلى أن حققته في النهاية، فقد أنشأته على طراز المعماري حسن فتحي، وعلى مساحة 1800 متر، من حسن حظي أن المحافظة وضعت المتحف على الخريطة السياحية”.

تلقائية الرسم

وحول مستقبل الفن التشكيلي في مصر يقول الشرق “في مصر نملك حوالي مليون فنان تشكيلي وهم من يستطيعوا تقديم أعمال فنية، لكنهم يحتاجون من يأخذ بأيديهم ومن يدعمهم. فقد عملت برامج لحوالي 30 مدرسة عندنا لمساعدة الطلبة وتنفيذ أعمال فنية معهم، فدائما ما اتأثر بالأطفال وأتعلم منهم، وخاصة التلقائية التي يرسمون بها. وقد قمت أيضا برسم لوحات داخل ثلاث كنائس قبطية عندنا، وبالنسبة للجوامع فقد عملت أكثر من 20 قبلة”. أما عن سبب عدم تأثره بكم المدارس الفنية والمختلفة التي تعرض لها خلال حياته فيقول: “حافظت على تلقائيتي ومدرستي الفنية الخاصة بي، فأنا أرسم منذ أكثر من 45 عاما، وكنت دائما ما أرى “شغلي” بعيون الآخرين فلماذا أغيره أصلا ما دام يعجب الجميع؟

وفي نهاية حديثه قال الشرق إن أعماله دائما ما يغلب عليها طابع الفرح: “عندما أصاب الحزن ارسم، وعندما أصيب بضيق ارسم أيضا، وأنسى حزني في النهاية، لأني دائما بطبعي متفائل لهذا فأعمالي تنعكس على شخصيتي المتفائلة”.

ومن جانبه تحدث الدكتور عليّ سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية وقال: “نحن دائما ما نفتح أبوابنا أمام مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية، منها مبادرة “باب مصر”، والتي نشكرها كثيرا على هذا الدور الذي لعبته خلال المعرض الحالي، والذي استطاع جذب الكثير من الجمهور. وفي نهاية الجلسة تحدثت فاطمة فرج رئيس مجلس إدارة “شركة ولاد البلد” وقالت: “أتمنى أن تكون هذه المبادرة مجرد بداية فقط، لمعارض قادمة، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، والتي قدم لنا الدعم الكامل لإنجاح هذا المعرض.

اقرأ أيضا:

حسن الجريتلي بمناسبة عرض فيلم «الورشة»: لا أتخلي عن المغامرة والتجديد

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر