في عيده السنوي.. ندوة عن تاريخ النسيج بمقر متحف النسيج بشارع المعز

 

أشكال النسيج فى العصر البطلمي و طريقة النسيج “القباطي” و الذي اشتهرت به مصر و العديد من أسرار الصنعة و طقوسها، كانت محور الندوة التي عقدت ضمن فاعليات كثيرا احتفالا بالعيد السنوي لمتحف النسيج بشارع المعز (13-14 فبراير).

وقد نظم متحف النسيج بشارع المعز بالقاهرة ندوة عن النسيج المصري عبر العصور بالتعاون مع كلية الآثار جامعة سوهاج ومعهد الدراسات العليا للبردي.

حاضر الندوة الدكتور محمد معروف، أستاذ بكلية الآثار جامعة سوهاج متحدثا عن التحليل التقني لمنسوجات اللحمة، والدكتور محمود عبيد، عن النصوص والهيراطيقية المتاخرة والمسجلة على أشرطة المومياوات، والدكتور إيهاب إبراهيم من كلية الآثار جامعة القاهرة، متحدثًا عن التصوير الإسلامي في ضوء أعمال النسيج.

المصري القديم

قال الدكتور محمد معروف، بكلية الآثار جامعة سوهاج، إن المصري القديم وصل إلى درحة عالية من الدقة في صناعة المنسوجات من النسيج المصري، ومنها توصل إلى صناعة ملابس راقية فى الوقت الذي كان يرتدي العالم كله الجلود.

قدم الدكتور 15 شريحة عن شرح المنسوجات ذات اللحمة غير الممتدة، موضحًا أن الاسم الشائع لها “القباطي”، وجاء من الدكتورة سعاد ماهر والتي قامت بتحليل النسيج المصري، فأطلقت عليه اسم “قباطي” نسبة إلى قبطي مصر وهم أهل مصر.

وأشار معروف  إلى أن هذا النوع من المنسوجات سمى أيًضًا بعدد من الأسماء كالمنسوجات المزخرفة لأن كل المنسوجات التي كانت قبل النسيج ذات اللحمة غير الممتدة، يسمي خيوط سيدر وخيوط لحمة، قبل ما أن اكتشف المصري اللحمة غير الممتدة، فكانت المنسوجات جمعيها تمر عبر النول من الشمال إلى اليمين، وكانت ذات شكل الثابت.

اللحمة غير الممتدة

مع وجود هذه التقنية بدأ يصمم الزخرفة على النسيج، لتوليد أشكال منها جديدة كنباتية أو حيوانية، فتشكل اللُحمة على مستوى الوحدة فقط، وتسمى أيضَا اللحمة ذات الوجه اللحمي بمعنى أن النسيج الظاهر منها فقط خيوط اللحمة، هذا باعتبار أن النسيج عبارة عن خيوط سدر ولحمة.

امتدت شهرة المنسوجات المصرية في العصر البطلمي، وفي العصر الروماني أنشا الأباطرة الرومانيون مصانع الجينيسيوم التى كانت تعرف بمصانع النسيج الملكية بمدينة الإسكندرية عاصمة مصر، وكانت المصانع توجد في أحياء خاصة حيث كانت النساء تقوم بالنسيج والتطريز لإنتاج ما يحتاجه البلاط الملكي من أقمشة.

ومع انتشار المسيحية في مصر حدث امتزاج طبيعي بين الموروثات القائمة والرؤية الفنية التابعة من العقيدة المسيحية أخرجت لنا فن يجمع بين الفن المصري والروماني، وقد عبرت المنسوجات القبطية عن الفن الجديد بصورة واضحة تتميز بغناء عناصرها بغرز زخرفية ذات ألوان براقة، نفذت أغلبها بأسلوب القباطي أو اللحمات غير الممتدة، وهو أسلوب أقرب إلي التطريز منه إلى النسج.

واهتم الأمراء المسلمون بإنشاء مصانع النسيج والتي عرفت بدور الطراز والتى كانت تخضع إداريًا إلى الرقابة الحكومية، ولفظ الطراز يعنى الكتابة على النسيج والورق، وكان يطلق على مصانع النسيج الأهلية طراز العامة وعلى مصانع النسيج التى تتبع الحكام والأمراء الطراز الحكومي.

عن المتحف

يوجد متحف النسيج المصري بسبيل محمد علي بالنحاسين بشارع المعز، وهو أحد عناصر العمارة الإسلامية بالقاهرة التاريخية، وأحد أدق النماذج الفنية الجميلة الذي يعبر عن حقبة تاريخية هامة، ويمثل تطورًا فى عمارة الأسبلة، وأحد طراز المباني الخيرية الإسلامية، فهو منشأة تعليمية خيرية

أمر بإنشاء هذا السبيل محمد علي باشا الكبير سن ة 1244 وقد أنشاه على روح ولده المرحوم إسماعيل باشا، المتوفي بالسودان سنة 1822 ميلاديًا.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر