"ملوخية القصب" و"الناشفة".. الأفضل مذاقًا بدشنا

اكتسبت “الملوخية” شهرتها التاريخية منذ أن أصدر الحاكم بأمر الله الفاطمي “390 إلى 1000 س. م”، قراره بمنع تداول وأكل “الملوخية” بين عامة المصريين، وحين سئل عن ذلك قال: لأن معاوية كان يميل إليها، بحسب ما أورد الدكتور أيمن فؤاد في كتابه “الدولة الفاطمية”.
ويلمح فؤاد إلى غرابة شخصية الحاكم بأمر الله وميله إلى الحكم الدكتاتوري، والذي أدى في النهاية إلى مقتله، ليموت معه قراره بتحريم ما أحل الله، وتبقى “الملوخية”، الأكلة الأكثر شعبية في مصر وخصوصًا في الصعيد.

أكلة شعبية

تشير الجدة، أم حمادة 83 سنة من عزازية دشنا، إلى أن جدتها حكت لها أن أصل تسمية الملوخية بهذا الاسم يرجع إلى أن ملكًا مرض بمعدته، فنصحه الأطباء بأكل نوع من النبات الأخضر يتناوله العامة فلما شفى، عوملت الأكلة على أنها أكلة “ملوكية” وحرفت فيما بعد إلى ملوخية.
وتضيف أن معظم أهالي دشنا يفضلون تناول طبق الملوخية خلال شهر الصبيح، لأنه طبق حفيف ولا يحتوى على “التسبيكة”، مشيرة إلى تلفت ألى أهالي دشنا جميع أنواع المطبوخات بـ”الطبيخ الأحمر”، ما عدا الملوخية هي الوحيدة الخضراء.

ملوخية القصب

ويلفت حجاج عبد الحميد 63 سنة، مزارع من عزازية دشنا، إلى أن أجود أنواع الملوخية هي التي تزرع بجوار محصول القصب وتسمى “ملوخية القصب”، وتمتاز بطعمها اللذيذ وجودتها ولونها الأخضر الزاهي وأوراقها الكبيرة، كما تعد من أفضل أنواع الملوخية الصالحة للتجفيف والتخزين، لتكون البديل الأفضل للملوخية الخضراء خلال شهر الشتاء، موضحًا أن الملوخية محصول صيفي.
الأرانب
وتوضح أم أشرف، ربة منزل من عزازية دشنا 68 سنة، أن طريقة عمل الملوخية “الخضراء” معروفة وسهلة لأي ربة منزل، وتتمثل في نزع أوراق الملوخية وغسلها جيدًا وتركها لتجف، وبعد ذلك يتم تخريطها بالمخرطة جيدًا، وأثناء ذلك يتم إعداد “الشوربة” وحين تصل الشوربة إلى الغليان تلقى فيها الملوخية وتترك لتغلي لحاولى 5 دقائق، ويتم تجهيز “الطشه” وهي عبارة ثوم مفري ويحمر في السمن البلدي وبهارات، وعندما تصل “الطشة” إلى اللون النحاسي، تسكب في الملوخية وتغطى لمدة 5 دقائق على نار هادئة، علشان تتسبك، على حد وصفها، لافتة إلى أنها من أفضل أطباق الملوخية المطبوخ على شوربة الأرانب أو باللحمة الضأن.

العيش الشمسي

وتلفت أم أشرف إلى أن معظم أهالي دشنا يفضلون تناول الملوخية الناشفة، خلال فصل الشتاء، حيث يكون طعمها هو الأفضل، مضيفة إلى أن طريقة عملها لا تختلف كثيرًا عن الملوخية الخضراء والاختلاف الوحيد أنه يفضل إضافة ثمرة طماطم مقطعة إلى الشوربة لتكسبها مذاقًا أفضل ويراعى ضبط كمية الملوخية الناشفة للحصول على القوام المناسب للأكل، موضحة أن أهالي الصعيد يفضلون تناول الملوخية بنوعيها الخضراء والناشفة بالعيش الشمسي ونادرا ما يقومون بوضع الملوخية على الأرز مثل أهالي الريف والقاهرة.

فوائد

ويشير المهندس الزراعي أحمد عبد العزيز إلى أن نبات الملوخية من النباتات الزهرية، والتي تحتوي على عناصر طبيعية مهمة مثل الألياف والبروتين والدهون، وتتميز بفوائد علاجية أهمها للمعدة والكبد والبنكرياس، بجانب كونها من أهم مضادات الأنيميا، بسبب ارتفاع نسبة عنصري الحديد والزنك بها.
_____________________________
هوامش:
الدولة الفاطمية  “ب يدي اف” – الدكتور أيمن سيد فؤاد – الهيئة العامة للكتاب – “مهرجان القراءة للجميع 20007”- من ص 163 غالى ص 181.
* الصورة المستخدمة “الملوخية الناشفة” من سوق الأربعاء بدشنا – تصوير: خالد تقي

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر