الروائي محمد جمال.. رحلة إبداع مستمرة

عندما تراه وتناقش أفكاره تتأكد أنك أمام كاتب روائي يمتلك رؤية للعالم ولديه العديد من التحيزات المختلفة التي تجعله مدافعا بشكل دائم عن الطبقة الوسطي والجماهير من الفقراء والكادحين، ولا يخفي انتمائه الناصري والذي يظهر في أغلب أعماله، إنه الكاتب الروائي محمد جمال الدين.

البدايات

يقول الروائي محمد جمال الدين عن بداياته: كان لي بعض الكتابات الشعرية وعادة ما تستهوى كتابة الشعر كاتب القصة أو الروائي في مرحلة بداياته،  لكنني بالرغم من هذا الهوى كنت شغوفا جدا بروايات إحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي ومسرحيات توفيق الحكيم، وعندما ذهبت لنادى الأدب بقصر ثقافة الفيوم في عام 1989 كنت أظن أنني سأكون شاعرا مميزا فإذا بي اكتب قصة وتفوز القصة الثانية التي كتبتها كأفضل قصة في مسابقات الهيئة العامة لقصور الثقافة، ووقتها تأكدت أنني كاتب قصة ولست شاعرا، ومن هنا بدأت اهتم بكتابة القصة لكن لظروف حالت دون استمراري فغادرت قصر الثقافة ولم أعد إليه إلا بعد تسع سنوات، وانجزت مجموعتي القصصية الأولي رائحة عجوز ونشرت في العام ٢٠٠٢، وتم اختيارها ضمن منهج الدراسة بكلية دار العلوم بالفيوم.

الترشح للبوكر

أصدر جمال الدين بعدها بعامين مجموعته القصصية الثانية “الحياة في أماكن الموتى”، ثم كانت تجربته الروائية الأولي “قبل أن يرحل الملاك”، ثم رواية “أجنحة تتوهم الصعود” التي فازت كأحسن رواية في مسابقة دار التحرير جريدة المساء، والتي سافر كاتبنا بسببها إلى إيطاليا كمكافأة فوز لمدة عشرة أيام بعدها، وبعدها أصدر رواية “أحلام تستعد للغروب”، ثم رواية “حدائق الذاكرة” التي فازت كأحسن رواية في مسابقة اتحاد كتاب مصر، ثم رشحت في العام التالي للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر القائمة الطويلة، بعدها لاقت رواية “الفردوس الأخير” اهتمام نقدي واسع وقبول كبير من القراء والمبدعين.

اعرف طريقي جيدًا

“اعرف طريقي جيد” واستعد هذا العام لإصدار أربعة كتب من بينهم رواية وكتاب حكايات شعبية وكتابان للطفل، فأنا لا اهتم بغزارة الإنتاج بقدر جودته، وما يعنيني في المقام الأول أن أقدم شيء جديد للقارئ يستمتع به، كما أني لا اهتم كثيرا بالحصول علي الجوائز بقدر ما أتوقع فوز كتبي أو حصولي على الاهتمام النقدي، ولا تخذلني توقعاتي إلا نادرا.

يري الروائي محمد جمال الدين، أن أكثر من تأثر بهم من كتاب السرد في الوطن العربي نجيب محفوظ ومحمد البساطي وبهاء طاهر وعبد الرحمن منيف والطيب صالح، ومن الكتاب العالميين مثل شتاينبك وأرنست هيمنجواي وكونديرا و ماركيز وماريو يورجاس يوسا وايزابيل الليندي وباولو كوليهو.

أبطال روياتي من بنات أفكاري

وعن شخصيات رواياته يقول جمال الدين إن كل أبطال رواياتي وحتي الشخوص الذين يعيشون على الهامش من بنات أفكاري، وكنت أرى نفسي في شخصية حسان في رواية “الفردوس الأخير” وشخصية عمر عبد الظاهر في رواية “حدائق الذاكرة” وشخصية عز الدين في رواية “أحلام تستعد للغروب”

الرواية في خطر

حول واقع الرواية يري الروائي جمال الدين، أن الرواية في خطر الآن بعد انتشار ما يسمي بـ”ورش الكتابة” والتي تسهم في إفساد الكتابة الروائية، وأفرزت مجموعات من كتاب غير موهوبين يكتبون إما عن الجنس أو الرعب، وما يزيد الطين بلة أننا شعب لا يقرأ وعندما يقرأ يميل إلى قراءة هذه الروايات التافهة، وينهي الروائي حديثه بقوله “داخلي شجون كثيرة ككاتب لكني مستمر إلى أن أغادر”.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر