«الجبلاوي» مصمم جدارية المعنّا: أحلم بفرصة أكبر لتجميل الشوارع والميادين

بارتفاع 6 أمتار وطول 106 أمتار أيضا، صمم «عبده الجبلاوي» جدارية المعنّا الفرعونية، التي تحوى العديد من الرسومات والأشكال الفرعونية والقطع النحتية التي تعكس عظمة الحضارة المصرية، في مبادرة لتجميل وتزيين منطقة الكوبري الجديد بمحافظة قنا، بالإضافة إلى تنفيذ ممشى بطول الجدارية..«باب مصر» يلتقي مصمم الجدارية.

جدارية المعنّا

يقول الفنان عبدالرسول أحمد علي، وشهرته «عبده الجبلاوي»: صممت الجدارية بالفطرة، وهي عبارة عن أشكال نحتية تنتمي للمصريين القدماء، المحارب المصري مع العجلات الحربية قديما، وبها نقوش وحروف فرعونية، وأيضا بعض القطع التي تعبر ثقافة وتراث محافظة قنا بامتداد 106 مترا على السور.

ويتحدث الجبلاوي عن بدايته مع الفن، ويقول: بدأت بالطين في الطفولة، كنت أشكل قطع من الطين معبرة ومتقنة وبجودة عالية أيضا، حتى أن أقراني كان يطلبون مني صنع العديد لهم منها، الحياة لم تكن سلسة كما تبدو، تركت الدراسة في المرحلة الابتدائية وعملت بالزراعة من أجل مساعدة أسرتي.

ويتابع: لم أنس الفن وأبى النحت بشكل خاص تركي، عشنا رفاق رغم مضايقات الكثير فيما بعد، وتعرضت للسخرية من موهبتي والتقليل من أعمالي النحتية، ولكن كنت أشكل وأنحت كل ما أراه من الطين أثناء عملي بالزراعة، وبعدها قمت بالنحت على الخشب أثناء عملي مع مهندسين في الغردقة والبحر الأحمر بالقرى السياحية.

ويضيف الجبلاوي، صممت على التعلم وتطوير موهبتي، فتعلمت كيف أطور من تشكيل ونحت القطع الفرعونية التي أعشق تفاصيلها رغم تعقدها، عكفت على ذلك ورأيت أنه من العيب تملك هبة من الله عزوجل ولا أتوجها بالتعليم، فالتحقت بفصول محو الأمية، وتفوقت ودرست الزخرفة بمدرسة الثانوية الصناعية لسنوات.

 نقطة تحول

«ملتقى الفخار السنوي» بقنا كان بمثابة نقطة التحول في حياة «الجبلاوي»، فيقول: رغم منعي من المشاركة في الملتقى في البداية، إلا أن موهبتي التي ظهرت في 7 قطع نحتية قدمتها أجبرت القائمين على الملتقى قبولي وشاركت في فعالياته.

ويرى «الجبلاوي» أن أسعد لحظات حياته هي صنعه وتوحده مع المنحوتات التي يشكلها، فهو يستطيع تشكيل أي مواد معدنية أو خشبية أو جيرية أو أي خامات كانت على الجدران أو قطع حية، حتى حصل على عضوية نقابة الفنون وهو في سن العشرين، بعد اقتناع الجميع بموهبته.

«فنان الشارع» هكذا يحب أن يناديه الأهالي، ويتحدث «الجبلاوي» عن أحب الأعمال لديه: إحدى منحوتاتي التي عبرت فيها عن ذاتي وحالة اغترابي، وهي عبارة عن قطعة فخار بها رجل غارق يحاول الخروج، فضلا عن مشاركته في تصميم وتنفيذ جدارية المعنّا، لافتًا أنه كان يتمنى توفير إمكانيات أكبر لتصميم أشكالا أكثر إبداعًا، مؤمنًا بأن لكل إنسان لغة خاصة يجيد التعبير بها، ويرى لغته التي منحها الله له هي النحت.

جوائز كثيرة

«الجبلاوي» حصل على جوائز كثيرة في الفنون التلقائية والتشكيلية منها: جائزة الألفية الثالثة لفنون الشعب التي تمنحها هيئة قصور الثقافة في مجال النحت في مارس 2008 بمدينة الأقصر، وجائزة أخرى عن تشكيل قطعة خزفية لطفل يمارس إحدى الألعاب بالقرية، فضلا عن التكريم وشهادات التقدير من هيئة قصور الثقافة ومؤسسات ثقافية والجمعية المصرية للخط العربي.

كما شارك في العديد من المعارض والمناسبات الثقافية الهامة منها: مؤتمر فناني مصر التشكيليين في الأقاليم الدورة الأولى (مائة عام من الإبداع) بالأقصر، وكان ممثلا عن محافظة قنا بمشاركة أستاذه ومشجعه الفنان أحمد عبدالوهاب، مشرف الفنون بفرع ثقافة قنا، وأخيرا شارك في معرض الفن التشكيلي بمركز شباب العمال، لتتبناه هيئة قصور الثقافة فرع قنا الثقافي فيما بعد ويصبح من أهم كوادرها الفنية، كما شارك في محكي الشباب لمحافظة قنا عام 2008.

حلم

يحلم «الجبلاوي» بإمكانيات أكبر وفرص أكثر حقيقية لجعل الميادين والشوارع تحيا بجمال الفنون ومنحوتاتها، التي تعبر عن جمال وعراقة فنوننا وتاريخنا وحضارتنا الممتدة منذ 7 آلاف عام، حسبما يقول.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر