صور| “زفة وشموع وصلوات” في مولد الشهيدة دميانة

تصوير: دينا البلتاجي

ما إن تطأ قدميك منطقة دير القديسة دميانة ببراري، خلال الاحتفال بعيد تكريس الكنيسة، والذي يبدأ من 12 إلى 20 مايو من كل عام، تشعر وكأنك في عالم آخر تسيطر عليه الأجواء المبهجة والأصوات المميزة.

تتحول هذه المنطقة لقرية أخرى داخل قرية دميانة، إذ شُيد فيها ما يزيد عن 400 خيمة في أرضها الحمراء، التي شهدت عذاب “دميانة والأربعون عذراى”، ليسكنها الآن أناس بمختلف اللهجات من مراكز وقرى ومحافظات مصر، بل وأيضا جنسيات مختلفة من أنحاء العالم.

تجد كل ما يحلو لك

يقام بالمنطقة سوق كبير متكامل الخدمات، يوجد فيه منافذ بيع مختلفة من أنواع المأكولات والمشروبات، ومحال لبيع الملابس والألعاب والأيقونات المسيحية والإكسسوارات، وآخرين يفترشوا الأرض لبيع الخضروات، والفطير الفلاحي، وحلوى المولد، تجد كل ما يحلو لك، حتى الترفيه لا يخلو من هذه القرية الصغيرة، فتجد هناك ألعاب مختلفة للصغار والكبار أيضا.

سوق بمولد القديسة دميانة ببراري بلقاس
سوق بمولد القديسة دميانة ببراري بلقاس

قرية العيد

هي قرية جديدة مؤقتة، أطلقت عليها قرية “العيد” حسبما رأيتها، تشعر حينها أن لا شيء ينقصك بداخلها، سوى إلقاء كل ما يقلق فكرك خارجها، وأن تتمتع بقدر كافي من السلام الداخلي، وتطلق المحبة تجاه كل من تراه، استعدادا لقضاء خلوة مع الله.

طقوس في قرية العيد
طقوس في قرية العيد

طقوس وعادات مولد الشهيدة دميانة

في المولد، يبدأ اليوم في الخامسة صباحا بصلاة القداس الإلهي، حيث يقام في اليوم الواحد في فترة العيد 4 قداسات بمواعيد مختلفة، ليترأس كل قداس آباء كهنة مختلفين، وكل قداس في كنيسة مختلفة عن الأخرى، وذلك لتعم البركة على كنائس الدير، حتى ينتهي القداس الأخير الساعة الواحدة ظهرا.

استعدادات القداس الآلهي
استعدادات القداس الآلهي

الزيارات وإيقاد الشموع

يحرص الزوار وسكان الخيام على زيارة كنائس الدير المختلفة الأثرية منها والحديثة، ولا يفوتهم إيقاد الشموع بقبر ومذبح الشهيدة “دميانة والأربعون عذراى”، ومنهم من يختار أن يلقي العطر داخل قبرها، حتى تنتابك الحيرة داخله أي عطر تستنشقه، ومنهم من يلقي بورقة تحمل أمانيه، وآخرين يلقوا بفئات مختلفة من النقود، وهناك من يكتفي بترك دعواته.

مذبح الشهيدة دميانة
مذبح الشهيدة دميانة

موكب أيقونة الشهيدة دميانة

قبل غروب الشمس بدقائق معدودة، يبدأ موكب أيقونة الشهيدة دميانة – المعروف بالزفة- في الاستعداد، حيث تبدأ الزفة بدق الطبول أمام الكنسية الكبرى استعدادا للإنطلاق كإشارة للتجمع، حيث يسرع الجميع للحاق بها قبل خروجها من الباب الرئيسي للدير.

موكب أيقونة الشهيدة
موكب أيقونة الشهيدة

يتقدم الزفة الأطفال رافعين الصلبان وصورة السيد المسيح، مرتدين ملابس الشموسية، ويترأس الزفة الأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ ودير القديسة دميانة بالبراري، ممسكا الشورية ليرفع البخور المقدس أمام أيقونة الشهيدة دميانة والأربعون عذراى، ويجواره لفيف من الآباء الكهنة.

أنغام الموسيقى الشعبية

تصطحب الزفة فرقة الموسيقى الشعبية، ليسير الموكب على نغمات المزامير والدفوف ودقات الطبول، ويتجمع آلاف الزوار وسكان الخيام أحباء الشهيدة العفيفة دميانة حول الزفة، وتتفاعل النساء مع الموكب بالزغاريد والرجال بالتصفيق الحار، مرددين هتافات “نتملي بنورك ياشهيدة” وغيرها من العبارات محبة في الشهيدة.

رفع البخور في زفة أيقونة القديسة دميانة
رفع البخور في زفة أيقونة القديسة دميانة

تنطلق زفة أيقونة الشهيدة دميانة بدءا من الكنيسة الكبرى، لتخرج من الباب الرئيسي للدير، مرورا بالسوق الكبير والخيام المنصوبة على الأرض الحمراء المقدسة، لتعود الزفة مرة أخرى إلى الدير، وعندها تدق أجراس الكنائس، لإقامة صلوات العشية بالكنيسة الكبرى بالدير.

صلوات العيشة بالكنيسة الكبرى بالدير
صلوات العيشة بالكنيسة الكبرى بالدير

فيما يتشارك الجميع في الاحتفال بالمولد، حيث إن المشاركة لا تقتصر على المسيحيين، بل يأتي إليها زوار مسلمين، محبة في الشهيدة العفيفة دميانة.

زوار قبر الشهيدة
زوار قبر الشهيدة
اقرأ أيضا
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر