اليوم ذكرى ميلاد "الحكيم" رائد المسرح الذهني

يوافق اليوم ذكرى ميلاد الأديب توفيق الحكيم، المولود عام 1889 بالإسكندرية، لأب ثري يعمل في القضاء في قرية  “الدلنجات”بمحافظة البحيرة، أما والدته فكانت تركية، وهي ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين.
بعد إنهاء الدراسة الإعدادية انتقل إلى القاهرة، وتابع دراسته الثانوية، ليبدأ شغفه بالمسرح.
بعد أن حصل على البكالوريا عام 1921، التحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1925، ثم التحق بمكتب أحد المحامين المشهورين متدربا لفترة قصيرة.
بعثة باريس
سافر الحكيم في بعثة دراسية لباريس، للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق، فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه في الفترة من 1925 إلى 1928، وفي باريس كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح.
اكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة، إذ اطلع على الأدب العالمي وانصرف عن دراسة القانون، واتجه للمسرح والقصص، كما كان يتردد على المسارح الفرنسية.
استدعاه والده بعد ثلاث سنوات، فعاد في 1928 ولم يحصل  علي الدكتوراه، التي وفد من أجلها، ليعمل في النيابة عام 1930.
عمل الحكيم “وكيل نيابة” في المحاكم المختلطة بالإسكندرية ثم في المحاكم الأهلية، وفي 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات، ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، ليعمل مديرًا لمصلحة الإرشاد واستقال في 1944، وعاد مجددا إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية.
أهل الكهف
حققت مسرحية “أهل الكهف” التي نشرت عام 1933 شهرة  واسعة، فقد نجح خلالها في المزج بين الرمزية والواقعية على نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض.
رائد المسرح الذهني 
لقب الحكيم برائد المسرح الذهني، إذ كان القارئ يكتشف في كتاباته عالمًا من الدلائل والرموز، التي يمكن إسقاطها على الواقع بسهولة، لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع، تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.
كتب “الحكيم” عددًا قليلًا من المسرحيات، التي يمكن تمثيلها علي خشبة المسرح، لكنه كان أول مؤلف استلهم خلال أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري أيا كان نوع التراث، سواء فرعوني أو روماني أو قبطي أو إسلامي، كما أنه استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لمجتمعه.
أهم أعماله
من أشهر أعمال “الحكيم” شهر زاد- عودة الروح- أهل الكهف- يوميات نائب في الأرياف- عصفور من الشرق- الملك أوديب- حمار الحكيم- السلطان الحائر.
قلادة الجمهورية
منحته الحكومة المصرية أكبر وسام وهو “قلادة الجمهورية” عام 1957  تقديرًا لإنتاجه الأدبي، كما منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.
وفي السادس والعشرين من يوليو عام 1987 رحل “الحكيم” عن عالمنا تاركًا لنا إرثا كبيرًا من الأعمال الأدبية.
 
 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر