نساء قوص يتذكرن: أغنيات عودة الحجاج زمان

كان طقسا معتادا في صعيد مصر، أن يخرج أهالي القرى والمراكز، رجالا ونساء وأطفالا لتوصيل من يسافر من الحجاج لأداء المناسك إلى الموانىء أو محطة القطار، وكثيرا أيضا ما يكونوا في انتظاره، وظلت هذه العادة إلى وقت قريب يستقبلونه بالأغاني والأناشيد. كان أهالى مدينة قوص يفعلون ذلك دائما.. «باب مصر» التقى العديد من السيدات ممن حفظن هذه الأغنيات.. نسجلها قبل أن يطويها النسيان.

أغنيات الحج 

تذكر الجدة زينب علي، بعض الأغنيات القديمة التي كانت تتغنى بها السيدات للحجاج:

لما نويت يا حجة خدوني معاكم.. خشم باب النبي وأسوي غداكم

لما نويت يا حجاج خدوني شوية.. خشم باب النبي وأسوي الغدية

لما نويت يا حجة خدي السمن سايح.. يعزمك يا حاج في الروحة والجية

يا ريس الزعيمة – أي الباخرة- مال الموج مراري

ما تخافيش يا حجة.. دا أنا ريس قراري – أي متعلم وشديد-

ياريس الزعيمة مال الموج مضلم.. متخافيش يا حجة دا أنا ريس معلم

فيما تقول الجدة هانم موسى، بعض الأغنيات الأخرى:

حاجة يا حاجة أدعي لي يا حاجة يا راكبة المنامة

وأدعتلك يا وليدي تبجي بالسلامة

يا بابور الحاج يا راكب السفينة

وأدعينا يا حاجة

ياريس السفينة مال الموج مضلم

ما تزعلوش يا حاجة وأنا ريس معلم

مال الموج ده عال ما تزعلوش

يا حاجة وأنا ريس قراري

يا حاجة يا مسافرة زيد السمن مياه – أي تأخذ سمن كثير-

ينفعك يا حجة في الروحة والجية

لما نويتي يا حاجة خديني في طولك

جوه باب الحرم وأحضر فطورك

خدونى معاكم لما نويت يووو

من جوه باب الحرم وأحضر غداكم

وتكمل الجدة هانم: عند عودة الحجاج من الكعبة والأراضي المقدسة كنا نذهب وننتظرهم بالجمال على طريق الأقصر في بدايات القرن العشرين – ما يقرب من عام 1910 حتى 1930- وكانت السيدات تغني وتستخدم الطار تدق بيدها عليه حتى نصل إلى القرية.

حاجة يا حاجة يا أم شال قطيفة

وأدعينا يا حاجة تكون الحجة نظيفة

حاجة يا حاجة يا لابسة العداني

وأدعيلي يا حاجة أزور النبي تاني

ثلاثة وبكرة يا جمالي

ثلاثة وبكرة

يا جمال النبي ثلاثة وقاعود

واردين يشربو على عد مسعود – حيضان مياه زمزم-

ثلاثة وبكرة

واردين يشربوا على عدة خضراء

حجنا يا حجنا لما ياجي حجنا

نذبح ذبيحة لربنا

حجنا يا حجنا لما ياجي بالسلامة

نذبح ذبيحة لربنا

وتقول الجدة هانم: إن الرجال يستقبلون الحجاج أيضا عند أماكن وصولهم، وكنا نذهب إلى قوص فترة الأربعينات والخمسينات سيرا على الأقدام وكان وقتها وصول الحجاج عن طريق محطة القطار.

ويغني الرجال وهم يحملون الرايات البيضاء والخضراء ويضعون الحاج على الجمل أو الحصان مرتديا الزى الأبيض عند ذهابه وإيابه من الحج، يترنح على أنغام المزمار، وعند عودته للقرية يظل 7 أيام في الخيمة ولا يدخل المنزل طوال تلك الفترة ما بين استقبال الأهل والجيران والأقارب، ثم يذبح الخروف قبل دخوله المنزل.

الجمل هام للنبي يا صلاتك يا نبي

يا حاجة يا حاجة يا راكبة السطوحي

وأدعيلي يا ييووو حاجة يا راكبة السطوحي

وأدعتلك يا ولدي يا عقلي يا روحي

يا بابور النبي يا أحمر يا دومي

يا بابور النبي يا أحمر يا دومي

لما ضرب طبل النبي صحاني من نومي

نوينا نوينا

يا بابور النبي يا أحمر يا عدسي

يا أحمر يا عدسي

لما ضرب طبل النبي صحاني من نعسي

وتقول الجدة عائشة بعض الأغنيات:

يا فاطمة يا فاطمة يا بنت الدسوقي

رايحة فين يا فاطمة أبوكي دعاني

افتحي البوابة يا فاطمة أبوكي دعيني

يا فاطمة يا فاطمة رايحة أزور النبي

رايحة أزور النبي على الكعبة الشريفة

يا فاطمة يا فاطمة يا أم شال لبيني

رايحة أزور النبي والدرب الطويلي

وهناك أغنية أخرى أيضا:

خشم باب النبي بنية بدورة -أي بطرحة-

عمان تنادي يا عطشان تعالي أروي

خشم باب النبي بنية بطاسة

عمان تنادي وتسقى العطاشة

يا حمام الحما.. يا أبوجناح لموني

دلني على الطريق.. والدرب الطويلي

يا حمام الحما.. يا أحمر يا عسلي

من حبي في النبي.. صحيني من نعسي

وتقول عائشة أيضًا:

عزمتني ليلي لحد البسلة – أي الطريق-

عودي يا ليلي يا ليلي جميلك وصلني

عزمتني ليلي حد المخاضة – أي مكان الوصول-

وعاودي يا ليلي يا ليلي لقيت رفاقة – أي رفقاء-

وتقول أيضًا عن الحج:

نخلتين في الحرم  محلى هواهم

أزور النبي وتمردغ في هواهم

اقرأ أيضا

“بئر عنبر”.. قرية استقبلت الحجيج بالزغاريد والفرنسيين بالشّوم

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر