فازات وأطباق عيش.. «زينب» صانعة منتجات منزلية من الخوص

منذ سنوات طويلة، تعمل زينب عبدالمجيد حسب الله، في صناعة الخوص بقرية خزام إحدى القرى التابعة لمركز قوص في قنا. أطباق العيش والفازات وأدوات الزينة أبرز ما تصنعه زينب وتقبل عليه السيدات بشكل كبير لاستخدامه في منازلهن.

من إسنا لخزام

تقول زينب: “أعمل في الخوص منذ 20 عاما، فأصنع منه منتجات تستخدم في المنازل وتستخدم في الزينة أيضا. فضلا عن إتقاني الأعمال اليدوية، مثل صناعة المفارش القماش والصوف ومفارش السفرة، والمفارش التي توضع على صواني الطعام في المناسبات المختلفة، فضلا عن الفساتين والشيلان”.

وتابعت: منذ صغري تقريبا في الإعدادية، كنت أذهب في الإجازة لمدرسة الحياكة. وتعلمت هناك الحياكة في ورق الجرائد والأقمشة القديمة، وانتقلت بعدها إلى المشغل للعمل بشكل أدق.

تذكر زينب أن موهبتها اكتسبتها من أهلها خاصة خالتها وجدتها، تصنعا المنتجات اليدوية أيضا. بينما كان والدها يصنع ما يسمى بـ”المقطف” الصغير لاستخدامه في رش الأسمدة بالأراضي الزراعية.

وتقول: “أحب مهنتي جدا، حتى أن يوم الحناء الخاص بي ذهبت إلى المشغل صباحا للعمل. ورجعت بعد الظهيرة لبدء طقوس الحناء، وحينما كنت أقيم في إسنا، كنت أصنع منتجات سياحية أبيعها للسياح. مثل جلباب من التل، والطرح المغزولة والتوب الإسناوي والمناديل”.

منتجات الخوص

تزوجت زينب وانتقلت للعيش في قرية خزام إحدى القرى التابعة لمركز قوص، ظلت عامين كاملين بدون عمل أو ممارسة هوايتها. إلى أن اشترت لها خالتها ماكينة حياكة. فعادت مرة أخرى للعمل الذي تمارسه في أوقات فراغها.

تصنع زينب المنتجات اليدوية من الخوص، وتذهب بها إلى الأقصر. حيث تسوقها لصاحب أحد البزارات الذي يبيعها أو يصدر بعض منها للسياح في ألمانيا وفرنسا.

تقول: “لعدة سنوات استمر الطلب على منتجاتي من قبل سياح ألمان. كنت أصنع طبق للعيش، ومفارش للأطباق وطواجن الأطعمة، وفازات زينة، وأنواع زينة أخرى تعلق على الحوائط وجميعها من الخوص”. لافتة إلى تسويق منتجاتها هنا في القرية للجيران والأقارب. ويعد طبق العيش الأكثر مبيعا من قبل السيدات”.

وتصنع أيضًا “العمرة المقببة” لوضع خبر العيد فيها (الفايش) كما يطلقون عليه أهل القرية. وتصنع أيضًا “الكبوته والفازة والكرسي والشيالة وطباق للبيض وللقهوة”. وأخرى كثيرة من الخوص، وتلون ما تريد أن تضفي عليه منظرا جميلا.

مراحل العمل

توضح زينب أنها تشتري نوع من الخوص – يكون في قلب النخلة- من أي تاجر نخيل، أو صاحب نخيل في القرية. حاليًا تشتري الحزمة بـ500 جنيه. بينما كانت في السابق تشتريها بمبلغ 100 جنيه، وتجففه في الشمس ثم تبله بالمياه. وتشتري أيضًا (الجرباح) نوع آخر من منتجات النخيل لتربط به الخوص أثناء غزلها، وسعره 200 جنيه.

ثم تقوم بلف الخوص على فرع صغير، يمثل بمثابة خيط صغير من الجرباح، لتتم عملية الربط والغزل للخوص. وتغزل “مبرش” العيش حتى تنتهي من صناعته وتتركه يجف في الشمس. ثم تشتري “التفتة” (وهي البودرة الملونة التي تلون بها الخوص) من العطار بالأقصر. إذ ارتفع سعرها الفترة الحالية وتشكل من تلك الألوان المختلفة الخوص. وتكمل أنها تأخذ أسبوع فأكثر في القطعة الواحدة، بينما تستمر في القطعة الصغيرة 3 أيام عمل.

مفرش من الصوف
مفرش من الصوف
تطوير المنتجات

تقول زينب: “أتابع وألمح كل ما يُغزل أمامي، وكل ما هو جديد أيضا، فطورت منتجاتي التي أصنعها من الخوص ولم أكتف بالصناعة فقط، وتعلمت الأعمال اليدوية أيضا”.

وتحكي ذات مرة تزوجت فتاة من الجيران، وطلبت منها عمل “إبريق مياه” و”طشت” من الخوص الملون لتضعه زينة في منزلها، وبالفعل صنعتهما لها ونالت إعجابها. منوهة بأنها لا تكتفي بالخوص، بل تصنع مفارش الصوف، ومفارش الساري السوري والهندي، ومفارش الصينية، كما تصنع منتجات الخرز.

تتمنى زينب تسويق منتجاتها خارج القرية وللسائحين خارج مصر، حتى تتمكن من الاستمرار والمحافظة على هذه المهنة، بعد ارتفاع سعر جميع الخامات التي تستخدمها في الصناعة.

اقرأ أيضا:

أماكن منسية في مصر: قصر «جودة مليك» شاهد على تاريخ قوص

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر