الوثائق السرية لنوبل 1974: لماذا غابت مصر عن «الجائزة» بعد نصر أكتوبر؟
مرشّحون في فلسطين باتوا «إسرائيليين» بأثر رجعي!

كشفت الأكاديمية السويدية للعلوم عن الخطابات السرية الخاصة بترشيحات جوائز نوبل لعامي 1973 و1974، وذلك بالتزامن مع بدء استقبال الترشيحات لدورة عام 2025. وتُظهر الوثائق مشاركة خمسة أسماء مصرية في ترشيحات عام 1973، في حين غاب الحضور المصري تماما في عام1974، سواء بين المُرشحين أو الجهات المُرشِّحة، وذلك في أعقاب نصر أكتوبر 1973. في المقابل، برزت أسماء مرشحين من جانب الاحتلال الإسرائيلي، من بينهم رئيس إسرائيل، كما تم توثيق حالة تزييف تاريخية تمثلت في استبدال اسم فلسطين بإسرائيل عند الإشارة إلى جنسيات بعض المُرشحين قبل عام 1948. هذه المفارقة تثير تساؤلا طالما طُرح في كواليس نوبل، وهو: «إلى أي مدى تلعب السياسة دورًا خفيًا في توجيه مسار الجوائز العالمية؟».
مصريون في كواليس نوبل 1973
كشف الأرشيف الرسمي لترشيحات جائزة نوبل لعام 1973 عن مشاركة أربعة شخصيات مصرية في عملية ترشيح أسماء لنيل الجائزة في مجالي الأدب والسلام، ليصل عدد المُرشَحين إلى 26 اسما، فيما بلغ عدد جهات الترشيح المصرية إلى 28 جهة.
أبرز الأسماء كان الفيلسوف والأكاديمي الدكتور إبراهيم مدكور، الذي رشّح عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لنيل جائزة نوبل في الأدب، وكان ذلك الترشيح الأخير له قبل وفاته في العام نفسه.
أما الدكتور بطرس بطرس غالي، الدبلوماسي البارز والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، فقد اختار ترشيح أكاديمية القانون الدولي في لاهاي لنيل جائزة نوبل للسلام، مبررا ذلك بـ”دورها كوسيط فاعل في العديد من القضايا الدولية، خاصة فيما يتعلق بالمحامين والدبلوماسيين القادمين من دول العالم الثالث”.
وشهد الترشيح المصري الثالث حضور الدكتور جورج أبي صعب، المحامي وأستاذ القانون الدولي والقاضي بالمحكمة الدولية لاحقًا، الذي انضم إلى بطرس غالي في ترشيح الأكاديمية نفسها، معتبرًا أن “ما تقوم به من محاضرات وتبادل علمي وتفاعل بين أجيال المتخصصين في القانون الدولي، يعزز من فرص السلام والتفاهم بين الشعوب”.
أما الترشيح الرابع فجاء من حافظ بدوي، السياسي والبرلماني الدولي، الذي رشّح الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو، أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز، لنيل جائزة نوبل للسلام، تقديرًا لجهوده في دعم السلام العالمي وخدمة البشرية. وقد نال ترشيحه هذا دعما واسعا، حيث حظي تيتو في نفس العام تأييدًا من 44 جهة أخرى حول العالم.

رئيس إسرائيل في نوبل 1974
في عام 1974، غابت الأسماء المصرية من قوائم الترشيح أو جهات الترشيح في الفروع الأربعة (الأدب – الفيزياء – الكيمياء – السلام)، فيما حجبت جائزة الطب للعام نفسه، وذلك بالتزامن مع نصر أكتوبر عام 1973 بين مصر والاحتلال الإسرائيلي.
على الجانب الآخر، شهد عاما 1973 و1974 ترشيح اثنين من حملة الجنسية الإسرائيلية، الأول هو إفرايم كاتسير، عالم الكيمياء ورئيس إسرائيل في الفترة من 1973 إلى عام 1978، وقد تم ترشيحه من 7 جهات في مجال الكيمياء، ليصل عدد المرشَحين من إسرائيل إلى 81 مرشحا و69 جهة ترشيح إسرائيلية.
أما المرشح الثاني، فهو البروفيسور مايكل سيلا، عالم المناعة، وقد تم ترشيحه من قبل اثنين من العلماء الفرنسيين الحاصلين على نوبل في الطب عام 1965، هما فرانسوا جاكوب وأندريه ميشيل لوف. كما تم ترشيح سيلا عام 1973 من قبل الأمريكي كريستيان بوهمر، الحاصل على نوبل في الكيمياء عام 1972، في ترشيح مشترك مع إفرايم كاتسير.

السياسة والجوائز الدولية
لكن هل كان غياب الأسماء المصرية من جهات الترشيح أو بين المرشحين في عام 1974 مرتبطا بانتصار أكتوبر 1973؟ يجيب عن هذا التساؤل الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، موضحا أن الجوائز الدولية تتأثر بشكل واضح بالسياقات السياسية، وأن البعد السياسي يلعب دورًا كبيرًا في منح هذه الجوائز، حتى تلك التي تبدو فنية أو أكاديمية بحتة.
وأشار في تصريحات خاصة لـ«باب مصر» إلى تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قال فيه إنه يستحق جائزة نوبل للسلام، وأنه يسعى للحصول عليها، معتبراً أن هذا التصريح بمثابة رسالة غير مباشرة إلى القائمين على الجائزة في السويد بأنه يود الحصول عليها. وأضاف أن ذلك يعكس كيف يمكن للسياسة أن تتداخل مع معايير منح الجوائز الدولية.
وأوضح: “هذا البُعد السياسي لا يقتصر فقط على جائزة نوبل، بل يشمل أيضًا جوائز فنية كجوائز الأوسكار، حيث تم حرمان عدد من المبدعين حول العالم من التقدير المستحق لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية، رغم تفوقهم الفني”.
كما أشار إلى أن الحاصلين على نوبل من دول العالم الثالث هم قلة، وغالبًا ما يكون لديهم ارتباط مباشر أو تواصل فعال مع الغرب أو الولايات المتحدة، مستثنيًا من ذلك نجيب محفوظ، الذي يُعد تقريبًا الوحيد من خارج العالم الغربي الذي نال جائزة نوبل في الأدب، مقابل علماء مثل أحمد زويل، الذي كان له احتكاك وثيق بالغرب.
تهميش سياسي!
وفيما يتعلق بعدم ترشيح مصريين لجائزة نوبل في فترة السبعينيات. خاصة في عام 1974، استبعد غباشي أن يكون ذلك نتيجة لتهميش سياسي متعمد لمصر. مستشهدًا بحصول الرئيس الراحل أنور السادات لاحقًا على جائزة نوبل للسلام، بالمشاركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو حامد، المفكر السياسي وعضو مجلس النواب المصري السابق، أن الجوائز الدولية الكبرى، وعلى رأسها جائزة نوبل، تخضع بدرجة كبيرة لتأثيرات سياسية. وليست مبنية فقط على الجدارة العلمية أو الإبداعية. وأوضح في تصريحات خاصة لـ«باب مصر» أن المواقف السياسية للمرشحين يمكن أن يكون لها وزن عند اختيار الفائزين. حيث قد تُرجّح كفة بعض المرشحين على حساب آخرين.
وأضاف: “لم أطّلع على أي دراسة أو وثيقة رسمية تشير إلى أن غياب أسماء مصرية عن قوائم ترشيحات نوبل في عام 1974 كان مرتبطًا مباشرة بحرب أكتوبر. لكن، بناءً على قراءاتي وتحليلي، أعتقد أن السياقات السياسية تلعب دورًا غير مباشر في ترجيح بعض الأسماء أو استبعادها”.
وأشار إلى أن الجهة المسؤولة عن الجائزة، خاصة في الغرب، تنظر إلى “خدمة الإنسانية” من منظورها الخاص. وهو ما يجعل التقييم مسألة نسبية. فقد يكون هناك مرشح يستوفي كل الشروط من حيث الإبداع أو التأثير، لكن مواقفه السياسية قد تفسر – بحسب وجهة نظرهم – على أنها لا تخدم الإنسانية، مما يضعف فرص ترشيحه أو فوزه.
وتابع: “هذا النمط من التقييم ليس جديدًا، بل يتكرر في مختلف الجوائز الكبرى، بغض النظر عن التوجهات السياسية للمرشحين، وهو ما يجعل المسألة أحيانًا بعيدة عن المعايير الموضوعية البحتة”.
الرئيس أنور السادات
وفي سياق الحديث عن مصر، أشار أبو حامد إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات حصل على جائزة نوبل بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، ما يدل على أن التقدير جاء في سياق سياسي معين. وأضاف أن غياب أسماء مصرية في عام 1974 ربما كان راجعًا لعدم وجود مرشحين، من وجهة نظر اللجنة المانحة، تنطبق عليهم الشروط المطلوبة، أو لأن الاختيارات اتجهت إلى تحقيق نوع من التنوع الجغرافي.
ولفت المفكر السياسي إلى أن تشكيل اللجان المُرشِّحة للجوائز لا يتطلب بالضرورة تمثيلًا لجميع الدول، وبالتالي قد تتفاوت فرص الدول في ترشيح شخصياتها من عام لآخر، وهو ما يفسر عدم انتظام وجود مرشحين من دول معينة في كل دورة.
الجوائز العالمية والمواقف السياسية
وعن غياب مصريين في قوائم جائزة نوبل عام 1974 واندلاع الحرب بين البلدين، قال الدكتور محمد أبو حامد: “من الصعب الربط بشكل مباشر بين غياب ترشيحات مصرية لجائزة نوبل في عام معين وبين أحداث سياسية كبرى مثل حرب أكتوبر”. وأشار إلى أن الجوائز الكبرى لا تخضع دومًا لمعادلة واضحة أو معايير ثابتة. بل تتأثر أحيانًا بعوامل تشجيعية أو سياقات سياسية بعينها”.
وأوضح أبو حامد أن حصول الرئيس الراحل أنور السادات على جائزة نوبل للسلام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد لم يكن فقط بسبب ما مثّله من خطوة جريئة نحو السلام. بل لأنه كان موقفًا يحظى بدعم دولي واسع، ما عزز من فرص منحه الجائزة في ذلك الوقت.
وأكد أن التساؤل الأوسع حول ما إذا كانت الجوائز العالمية الكبرى تتأثر بالمواقف السياسية للمرشحين ودولهم، يظل سؤالًا مشروعًا. والإجابة عليه: نعم، لكنها تأثرات نسبية وغير محددة بمعايير دقيقة. فهي تتوقف على العمل المقدم، والشخصية المعنية، واللجنة المسؤولة عن الاختيار في ذلك العام. وأشار إلى أن هناك حالات سياسية واضحة تمنع أصحابها من نيل الجوائز، مثل أي ارتباط سابق بالنازية. وهي مواقف قد تُستبعد بشكل قاطع، في حين أن هناك حالات أخرى تظل خاضعة لتقدير اللجنة وظروف اللحظة.
وأضاف أبو حامد أنه لفهم قرارات الترشح أو منح الجوائز في أي عام. لا بد من الرجوع إلى سياق ذلك العام، ومعرفة من كانت اللجان المعنية بالترشيح أو الاختيار فيه. لأن ذلك يوضح الكثير من المعايير الضمنية التي قد لا تكون معلنة بشكل رسمي.
حذف فلسطين من أرشيف نوبل واستبدالها بإسرائيل
في واحدة من المفارقات اللافتة داخل أرشيف جوائز نوبل، تم رصد حذف اسم فلسطين من سجلات المرشحين للجائزة واستبداله باسم “إسرائيل”. حتى بالنسبة لأولئك الذين رُشحوا قبل إعلان قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948.
وبحسب ما وثقه موقع «باب مصر»، فإن هذا التغيير طال مرشحين. أبرزهم الطبيب الألماني برنهارد زونديك، الذي هاجر إلى فلسطين عام 1934. وقد تلقى زونديك عدة ترشيحات لنوبل في الطب: من ست جهات عام 1935، وخمس جهات عام 1936. وجهتين عام 1937، ومن جهة واحدة في أعوام 1938، 1940، 1952، و1953. ورغم وجوده في فلسطين خلال تلك الفترة، أدرجه أرشيف نوبل باعتباره إسرائيلياً، في تجاهل واضح للواقع الجغرافي والسياسي.
كما طالت هذه المعالجة الغريبة الشاعر اليهودي الأوكراني حاييم ناخمان بياليك، الذي تم ترشيح للجائزة من جهة واحدة عام 1933 وأخرى في 1934. ورغم أنه توفي في النمسا، فقد تم دفنه في مقبرة “ترامبلدور” اليهودية في يافا، ويُعرف لاحقاً بلقب “الشاعر الوطني لإسرائيل”.
تزييف الحقائق
ويثير هذا التغيير تساؤلات حول استغلال الجائزة الأرشيف الخاص بها لتزييف الحقائق. وكذلك حول المعايير التي يعتمدها القائمون على جائزة نوبل في تصنيف الدول والهويات، خاصة في السياقات التي تتداخل فيها السياسة.
وقد أجاب على هذا السؤال د. محمد أبو حامد، قائلا لـ«باب مصر»: “هناك أيضًا انحيازات غير معلنة تظهر أحيانًا. فمثلًا إذا كان الشخص يهوديًا، فإن البعض قد ينسبه تلقائيًا لإسرائيل. حتى إن كان يحمل جنسية أخرى، وفي حال حقق إنجازًا عالميًا، يتم احتسابه ضمن ما تعتبره إسرائيل فخرًا قوميًا”. وتابع: “هذا النوع من الانحياز الديني أو القومي لا يقتصر فقط على الجوائز. بل يمتد إلى مجالات أخرى مثل التاريخ والآثار والحضارة. حيث تسعى بعض الدول إلى ضم ما لا ينتمي إليها فعليًا، فقط لأنه يخدم سرديتها السياسية أو الثقافية”.
فيما أوضح الدكتور مختار غباشي لـ«باب مصر» “ترشيح الطبيب والكاتب لجائزة نوبل باعتباره إسرائيليا يعد شكلاً من أشكال تزييف الحقائق التاريخية. خاصة في ظل حقيقة أن دولة إسرائيل لم تكن قائمة من الأساس قبل عام 1948، وهو ما تؤكده شهادات إسرائيلية نفسها”.
وأشار إلى ما ذكرته جولدا مائير، إحدى أبرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي تولت منصب رئيس وزراء إسرائيل في السبعينيات. والتي صرّحت بأنها كانت تحمل جواز سفر فلسطيني منذ عام 1921 وحتى إعلان قيام دولة إسرائيل في 1948.
وأضاف أن مثل هذه التصريحات الصادرة عن شخصيات بمواقع قيادية تعكس واقعاً تاريخياً يتم تجاهله عمدًا في بعض الخطابات الرسمية. خاصة عندما يتعلق الأمر بإضفاء الشرعية بأثر رجعي على مواقف أو ترشيحات حالية. كأن يتم تقديم شخصية على أنها “إسرائيلية” رغم أن الدولة لم تكن قد تأسست فعليا بعد. ولفت غباشي إلى أن ليس جميع المسؤولين الإسرائيليين يقرّون بهذه الحقائق علنًا. بل هناك محاولات مستمرة لإعادة صياغة السردية التاريخية بما يخدم الحاضر السياسي. حتى لو كان ذلك على حساب الوقائع المثبتة.
ترشيحات متكررة
على مدار أكثر من عقد من الزمن، كان اسم العالم الإسرائيلي إفرايم كاتشالسكي حاضرا بقوة في ترشيحات جائزة نوبل في الكيمياء. إذ رُشح للجائزة 34 مرة بين عامي 1964 و1974 دون أن ينال التكريم النهائي.
وبحسب سيرته الذاتية، وُلد إفرايم كاتشالسكي عام 1916 في مدينة لودز البولندية، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. وهاجر مع أسرته إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني في عشرينيات القرن الماضي. وقد درس في الجامعة العبرية بالقدس، قبل أن يصبح عالما في مجال الكيمياء الحيوية.
لاحقًا، أصبح كاتشالسكي شخصية عامة معروفة، وتولى منصب رئيس دولة إسرائيل الرابع في الفترة من 1973 إلى 1978. بعد أن غيّر اسمه إلى إفرايم كاتسير لأسباب تتعلق بالهوية العبرية.
بدأت الترشيحات لنوبل تتوالى على كاتشالسكي منذ عام 1964. حيث رشحه العالم إيرفينغ كلوتز تقديرًا لبحوثه في الكيمياء الحيوية، وخاصة في مجال دراسة البروتينات والأنزيمات. تبعه علماء بارزون مثل ستانفورد مور وويليام هوارد شتاين – وكلاهما نال لاحقا جائزة نوبل –. بالإضافة إلى فرانسوا جاكوب، وآرثر كورنبرغ، وكريستيان أنفينسن.
كذلك تضمنت قائمة المرشحين له باحثين آخرين من جامعات كبرى. مثل جامعة مانشستر، ومعهد وايزمان للعلوم، والمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة. إلى جانب عدد من الباحثين الإسرائيليين مثل مايكل سيلا، وناثان شارون، وأ. باتشورنيك، وإرنست ديفيد بيرغمان.
لكن لماذا لم يحصل على الجائزة؟
بحسب أرشيف نوبل، ورغم كثافة الترشيحات وتكرارها، فإن لجنة نوبل لم تمنح كاتشالسكي الجائزة. وربما يعود ذلك إلى احتدام المنافسة العلمية في تلك الفترة. أو لأن بعض أبحاثه لم تعتبر حينها “رائدة بما يكفي”. بالمقارنة مع زملائه الذين كانوا يحققون إنجازات في مجال البنية الجزيئية للأحماض النووية والبروتينات.
اقرأ أيضا:
وثائق نوبل السرية للأدب عام 1972: طه حسين وتوفيق الحكيم ينافسان على الجائزة