بعد توقف سنوات: «فرقة الفيوم للفنون الشعبية» تعود من جديد

بعد توقف دام سنوات، عادت فرقة الفيوم للفنون الشعبية لممارسة نشاطها مرة أخرى، بعد توقفها بسبب حادث حريق مسرح بني سويف الشهير، الذي راح ضحيته مجموعة من الفنانين والنقاد المسرحيين، وعلى أثر ذلك أغلقت الحماية المدنية قصر ثقافة الفيوم أمام الأنشطة، وانفرط عقد الفرقة.. «باب مصر» يلقى الضوء على الفرقة بعد اعتمادها من جديد.

تاريخ وبداية جديدة

يقول عصام ترك، المدير الفني للفرقة ومصمم الاستعراضات: أفتخر كوني أحد تلامذة الفنان الكبير محمود رضا، وأحد أعضاء فرقة رضا، وأقوم بتدريس الرقص وتصميم الاستعراضات، كما عملت مساعدًا للفنان حسن عفيفي لوقت كبير في الفوازير والاستعراضات، ويشغلني كثيرًا توثيق الرقص الشعبي المصري، ثم اتجهت إلى الثقافة، وكان هدفي تكوين فرقة تنافس الفرق الكبرى، وعرفت أن الفيوم ليس بها فرقة فنون شعبية، حيث إنها متوقفة، وبدأت تكوين فرقة في عام 2017، كانت تتبع وزارة الشباب والرياضة، حيث لم يكن لها أي مخصصات مالية في فرع ثقافة الفيوم، وشاركت الفرقة في مسابقات وحصلت على المراكز الأولى منها المركز الأول في مهرجان إبداع، والمركز الثاني في مهرجان الوطن العربي، على مسرح وزارة الشباب والرياضة.

يكمل ترك: تواصل معي كل من الفنان جلال عثمان والفنان أحمد الشافعي، وتم عمل اجتماع ثلاثي بيننا، لعودة الفرقة كي تعمل تابعة لثقافة الفيوم، وبالفعل تم توفير كافة الدعم من جهتهم، وتم انضمام كل من الشاعر محمود عبدالمعطي، لكتابة كلمات الاستعراضات، والفنان المايسترو إيهاب حمدي ليكون مسؤولًا عن موسيقى الاستعراضات، وتضم الفرقة 24 راقصا وراقصة، أغلبهم من طلبة جامعة الفيوم.

وتابع: العمل مع فرق الأقاليم أصعب كثيرًا مع الفرق بالقاهرة أو فرق المدن، فنحن لا نزال نواجه صعوبات مع نظرة المجتمع  للرقص الاستعراضي، وفي الفيوم إلى الآن هناك الكثير لم يستوعب بعد عملنا، وبسبب هذه النظرة لا تستقر الكثير من الفتيات في الفرقة.

الفرقة والدعم

ويقول حازم أحمد عبدالباقي، أقدم عضو بالفرقة: انضممت للفرقة منذ عام 2000، وكانت الفرقة قديمًا لها اسم كبير قبل توقفها، وكنا نحيي جميع الفعاليات الثقافية والليالي الرمضانية في جميع المحافظات، وذلك قبل توقف نشاطها، والآن نعاود العمل من جديد، وأتمنى أن نمثل مصر ليس الفيوم فقط، ولدينا العديد من الاستعراضات والتابلوهات الخاصة بالفرقة ومنها: “الفرح الفلاحي، رقصة العنب، الصعيدي، الإسكندراني وغيرهم”، ونتمنى الدعم للفرقة من ملابس وإكسسوارات وغيرها، والتي وعدنا بها الإقليم، بعد اعتماد الفرقة.

ويتفق مع حازم زميله في الفرقة، محمد جلال السيد، 27 عامًا، الذي انضم للفرقة منذ ثلاث سنوات، ويقول: كانت فرقة رضا للفنون الشعبية تبهرني، وكنت أتمنى أن أصبح راقًصًا، وفي عام 2018  انضممت لورشة للفنون الشعبية أقامها الكابتن محمد شعبان، مدرب الفرقة في جامعة الفيوم، ومن خلال الورشة تعرفت على الفرقة وانضممت لها وأصبحت الآن أحد أعضائها.

ويكمل: كنا نحتاج إلى الدعم والتدريب المكثف حتى يتم صقل مهارات ومواهب كافة أعضاء الفرقة، وفي بادرة طيبة من إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، فأصبح الفنان عصام ترك، مسؤولاً عن تدريبنا، ونأمل أن يكون هناك متابعة للفرقة من المتخصصين في الفنون الشعبية.

مجتمع مغلق

تواجه الفتيات وخاصة في الأقاليم بعض الانتقادات التي قد تصل إلى الرفض في أحيان كثيرة عند انضمامهم لأي من الفرق الفنية وخاصة فرق الفنون الشعبية، وهو ما يجعلهم طوال الوقت في تحديات كبيرة لتحقيق حلمهم وإشباع مواهبهن الفنية.

وعن تلك التحديات تقول آيات كمال، خريجة كلية الصيدلة، وسولست فرقة الفيوم للفنون الشعبية: حصلنا على الاعتماد من جديد وبدأنا نشاطنا مرة أخرى، لكننا نواجه الكثير من التحديات التي تتمثل في نظرة المجتمع الذي يخلط  ما بين راقصة الفنون الشعبية والراقصة الشرقية، ولا يدرك الكثيرين أننا نعيد إحياء تراثنا الشفهي والحركي من خلال تابلوهات استعراضية، نرتدي فيها ملابس تقليدية بعضها غير موجود الآن.

وتضيف، أتمنى أن يصل مستوى فرقة الفيوم للفنون الشعبية لمستوى فرقة رضا، فنحن لدينا في الفرقة راقصين مميزين، كما أننا نملك روح جماعية تفتقدها العديد من الفرق.

أما داليا ممدوح، خريجة كلية الزراعة، جامعة الفيوم، انضمت لفرقة الفنون الشعبية بالفيوم، أثناء دراستها بالجامعة بالرغم من كونها من القاهرة، تقول: انضممت للفرقة أثناء دراستي بالجامعة، ولن أتركها بالرغم من انتهاء دراستي ورجوعي للقاهرة مرة أخرى، فأنا أتي من القاهرة للبروفات خصيصًا أو للعروض، وذلك لحبي الشديد للفن الاستعراضي، وواجهت الكثير من الانتقادات كوني أنهيت دراستي ولا زلت مع الفرقة، لكن وجودي مع الفرقة ووقوفي على خشبة المسرح يجعلني أشعر بالسعادة.

وتابعت: أتمنى تغيير نظرة المجتمع لراقصي الفنون الشعبية، فنحن جميعنا طلاب جامعيين، وما نقدمه هو فن لا يقل بأي شيئ عن الفنون الأخرى، وجميع دول العالم لديها فنونها الشعبية التي تفتخر بتقديمها للعالم، ونحن أيضًا نفتخر بما نقدمه من استعراضات تقدم تراث بلدنا.

فرق الثقافة الجماهيرية

يقول الفنان جلال عثمان، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي لـ«باب مصر»: عملت في السابق مديرًا للفرقة القومية للفنون الشعبية، وأعلم جيدًا ما تحتاجه الفرقة، وعندما توليت منصبي هذا لم يكن لدى فرع ثقافة الفيوم فرقة للفنون الشعبية مثل باقي المحافظات منذ سنوات، وعندما استلمت عملي رئيسًا للإقليم، كان كل ما يشغلني هو البحث عن الفرق الفنية في المحافظات، إما بتجديدها وتطويرها أو بإنشاء فرق جديدة، وبسبب توقف فرقة الفنون الشعبية بالفيوم منذ سنوات، بدأت العمل مع إدارة فرع ثقافة الفيوم لإعادة الفرقة من جديد للنور، والسعي في إجراءات اعتمادها من جديد.

وتابع: لاحظت وجود شباب بالفرقة متحمسين للغاية، ومعهم مدربًا متحمس وهو الفنان عصام ترك، وتم اعتماد الفرقة من قبل الإدارة المعنية، وهو ما يترتب عليه تخصيص اعتماد مالي لها، ثم يتم إدراجها كفرقة تمثل الفيوم في كافة النشاطات والبرامج والفعاليات بعد ذلك، ونعلم جيدًا أن الفرقة تحتاج للكثير من الدعم الخاص بالملابس والديكورات والموسيقى والإكسسوارات، ونعلم أيضًا أن الفرقة تعمل بالجهود الذاتية الآن، لكننا نسير في إجراءات الدعم من الإقليم وفي خلال الأيام القادمة وقبل انتهاء السنة المالية الحالية سيتم شراء ما يخص الفرقة من مستلزمات وأزياء وغيرها.

واختتم حديثه: تم وضع الفرقة ضمن خريطة البرامج الفنية المقبلة، وستكون أيضًا ضمن خطة المسرح المتنقل، وستشارك أيضًا في فعاليات باقي المحافظات الأخرى، فأنا أرى أن فرق الثقافة الجماهيرية ستزاحم فرقتي رضا والقومية في المهرجانات الدولية، فهناك دول أوروبية تطلب فرق تابعة للثقافة الجماهيرية بعينها كي تسافر لإقامة عروض فنية بمهرجانات بها مثل فرقة الشرقية أو أسوان والإسماعيلية وأسيوط والإسكندرية وغيرها، لكن إعلاميًا لا يتم تسليط الضوء عليها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر