بمناسبة ذكرى وفاته.. تفاصيل اليوم الأخير في حياة عبدالناصر

لم ينم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر تلك الليلة، بعد أن خرج من مناقشات مع رؤساء وملوك العرب في القمة العربية المنعقدة بالقاهرة، بسبب ما أطلق عليه “مذابح أيلول الأسود”.

و”مذابح أيلول الأسود” هو الاسم الذي أطلق على حرب بدأت في شهر سبتمبر “أيلول” من عام 1970، بعد أن اعتبرت الحكومة الأردنية أن تصرفات بعض المجموعات الفلسطينية تشكل تهديدًا للحكم الهاشمي في الأردن، فأعلنت حالة الطوارئ وتحرك الجيش الأردني، لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية في الأردن.

كان عبدالناصر على رأس تلك القمة التي عقدت في الفترة من 22 حتى 26 سبتمبر عام 1970، أي قبل رحيل الزعيم بيومين، بعد أن تعالت مطالبات الرئيس الراحل معمر القذافي بمقاطعة عربية شاملة للعاهل الأردني الملك حسين، بسبب المعارك الطاحنة بين جيشه وبين منظمة التحرير الفلسطينية بالأردن، بحسب ما يذكره سعيد الشحات في كتابه “ذات يوم “.

محمودرياض، وزير الخارجية آنذاك،  يقول في مذكراته “البحث عن السلام والصراع فى الشرق الأوسط” لم تغف جفون الرئيس الراحل في تلك الليله أكثر من ساعتين بفندق هيلتون، واستيقظ الزعيم فى السادسة صباح الـ27 من سبتمبر، طالبا برقيات السفارة المصرية بعمان وتقارير وكالات الأنباء العالمية، حتى وصول الملك حسين في الحادية عشرة صباحا واجتماع القمة، التى لعب خلالها كلا من الزعيم والملك فيصل دورًا بارزًا فى تهدئتها.

يتابع رياض في مذكراته أن القمة شهدت مشادات كبيرة واتهامات متبادلة لحل الأزمة، دامت لأكثر من خمس ساعات كاملة، لم يكن يقطها سوى خروج الزعيم للتمشية لبضع دقائق كل ساعتين، لمقاومة آلام أعصاب ساقيه الملتهبتين.

وبعد 4 ساعات من المناقشات في القمة لمحاولة التوصل لحل لهذه الأزمة، وتهيئة الأمر لاستقبال الملك حسين، استجاب الأخير لبرقية عبدالناصر، من أجل شرح موقفه أمام القمة.

انتهى المؤتمر بالتوصل إلى اتفاق جماعي يقضي بانسحاب الجيش الأردني وأفراد المقاومة من كل المدن التي ىسيطر عليها، قبل مغرب نفس اليوم، وتكليف لجنة برئاسة ممثل الرئيس التونسي بالذهاب إلى الأردن في اليوم التالي، الذي كان يوافق 28 سبتمبر لمتابعه تنفيذ الاتفاق، وهو نفس اليوم الذي رحل في الزعيم عبدالناصر.

كان هذا المؤتمر آخر ما قدمه الزعيم  الراحل جمال عبدالناصر ليفجع العالم العربى كله في اليوم التالي 28 من سبتمبر، عن عمر يناهز 52 عامًا .

وفي الأول من أكتوبر شيعت الملايين نعش جمال عبدالناصر، على هتافات “الوداع يا جمال يا حبيب الملايين” وجابت نعوش رمزية في مدن وقرى مصر والدول العربية، في جنازة هي الأكبر.


 

مصادر:

كتاب “ذات يوم.. يوميات ألف عام وأكثر”- سعيد الشحات.

“البحث عن السلام والصراع في الشرق الأوسط”- مذكرات محمود رياض، وزير الخارجية الأسبق.

الموسوعة الحرة- ويكبيديا

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر