متحف رقمي لتوثيق التراث النسوي

 في “مصر القديمة” هذه المنطقة الذاخرة بالتراث، والتي تشتهر بجامع عمرو بن العاص، وبالقرب من منطقة مجمع الأديان، يوجد “المتحف الرقمى للنساء”، في مكان ليس ببعيد عن المتحف القبطي والمتحف الجيوجولى ومتحف أم كلثوم.
جاء تأسيس المتحف الرقمى للنساء فى هذه المنطقة، بسبب زخرها بالتراث، ولأنها مزار سياحي لديانات وجنسيات عدة.
لا يوجد زى خاص متعارف عليه دوليا للسيدة المصرية، يحتويه التراث السياسي والثقافي والفكرى للسيدات المصريات، ومن هنا كانت بداية الفكرة عند ياسمين إبراهيم، السيدة التى صنعت من الحلم حقيقة، وأصرت على إنشاء مكان لتجميع التراث الخاص بملابس النساء وإكسسواراتها مثل الجرجار النوبي، والتوب السيناوي والأسواني، لعرضها على جمهور مهتم بالنساء، خاصة أن هناك ملابس معينة لم تعد النساء ترتديها.
بداية قصة المتحف
ياسمين هي باحثة في النوع الاجتماعي، بدأت تفكر في الأمر في عام 2008، عندما طلبت الجامعة السويدية “أوما” إجراء أوراق بحثية لمناقشة مشاركة النساء في الحركة السياسية من 1900إلى 1500، فراسلتهم للمشاركة عن مصر، لتبدأ رحلة البحث في المكتبات والإنترنت، لكنها وجدت أن أبرز مشاركات المرأة مع بداية ثورة 1919، ما جعل العبء أكبر بكثير مما تظن.

ياسمين إبراهيم، مؤسسة المتحف الرقمى للنساء
ياسمين إبراهيم، مؤسسة المتحف الرقمى للنساء

عاودت البحث مرة أخرى من خلال مذكرات معاصرة لهذه الفترة، فوجدت سيدة أنشأت صالون أدبي ثقافي سياسي، وهي ناظلي فاضل، التي تنحدر من العائلة المالكة، ما جعلها تفكر فى إنشاء مكان لتجميع السير الخاصة بالنساء والأشياء المتعلقة بهم وعرضها بشكل فني ويصبح مزارًا لجميع الباحثين، ومقصدًا لطلب أية معلومات نسوية.
فكرت ياسمين فى إنشاء موقع على الإنترنت، في شكل مركز بحثى أو مجلة، لكن المادة العلمية التي جمعتها حول الأشياء القديمة والحديثة والأشكال الفنية والصور والفيديو، جعلها تفكر في إنشاء متحف يضم كل هذه الأشياء، ولم تطلق كلمة معرض بسبب تضمنها فترة زمنية معينة، ومن هنا جاء إنشاء المتحف الرقمى للنساء.
إنشاء الموقع ومعروضاته
أنشئ موقع الأون لاين الخاص بـالمتحف الرقمي للنساء”، ليجذب زوارًا من مختلف أنحاء العالم، ويعرض كافة الصور الخاصة بنشاطات المتحف مثل الفعاليات، التي يقيمها ويتبناها، وكذا مشاركات النساء السياسية، وعرض صور للمشغولات اليدوية للنساء وتسويقها إلكترونيا، وبعدها إقامة المكان المخصص ليجتذب أكبر عدد من المهتمين بتاريخ النساء فى مصر.
بدأت فكرة إنشاء المتحف لدى ياسمين منذ عام 2008، لكنها انشغلت عنها قليلًا، لتعود البداية الحقيقية في 2013، عند إقامة أول معرض خاص بالنساء والثورة تحت اسم “ثائرة” لعرض مشاركة السيدات في أحداث ثورة 2015، وتضمن عرض صور وفيديو خاص بمشاركة النساء في الثورة، وخلال عامى 2014 و2015 تم التركيز على فترة الوجود الفعلي والقانوني للمتحف، وكيفية إدارة منشأة قانونية.
تراث
المتحف حاليا يشبه المكتب، لكنه يحوي تراث زاخر خاص بالنساء لم يعرض بعد، لعدم توافر إمكانيات العرض، فالملابس لا بد لها من مانيكانات لتعرض عليها ودرجة حرارة مناسبة حتى لا تتآكل، والأحذية الليفية تشترط ألواح زجاجية لعرضها، وغير ذلك ما جعل ياسمين تحتفظ بتلك الأشياء ولم تحدد وقتا معينا لعرضها.
رغم تلك المعوقات إلا أن ياسمين تعتزم البدء في التهيئة الرسمية للمتحف نهايات العام الحالي وبدايات العام المقبل، ليصبح بعدها متحفا متكاملًا للتراث النسائي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المتحف لقي اهتماما من السيدات وطلبة الجامعة والرجال أيضا، خاصة المهتمين بتشجيع المبادرات ذات الطابع النسوي، التي لها علاقة بالإنترنت.
يعتمد المتحف حاليا على تمويل ياسمين، لكن من المقرر خلال الفترة المقبلة تنظيم أنشطة تدر دخلا للمتحف مثل تنظيم معارض للسيدات التى تعمل بالصناعات اليدوية، بحيث تدفع السيدة مساهمة بسيطة للمشاركة في المعرض مقابل عرض منتجاتها، ويصبح هناك هامش ربحي بسيط يغطى جزءًا من التكاليف، ليكون للمتحف استقلالية مادية خاصة به.
تكريم ياسمين إبراهيم، لمتحف انتخب كأحسن مشروع عن قضايا وحقوق النساء سنة 2012 في واشنطن دي سي
تكريم ياسمين إبراهيم، لمتحف انتخب كأحسن مشروع عن قضايا وحقوق النساء سنة 2012 في واشنطن دي سي

وفى عام 2012 شارك المتحف في منحة دولية أمريكية للمشاريع التنموية، وانتخب كأحسن مشروع خاص بحقوق النساء، وفي 2014 اختير  ضمن أكثر 8 مشروعات واعدة في المنطقة العربية.
في ختام حديثها تمنت ياسمين أن يقدم المتحف لزائريه كافة ما يحتاجونه من تراث خاص بالنساء، سواء ثقافي أو سياسي أو اجتماعي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر