«نقدر»..فرقة مسرحية للمكفوفين تواجه التحدي وتنتظر الدعم

أسس 17 شاب وفتاة من متحدي الإعاقة فرقة “نقدر” للغناء والتمثيل وأداء العروض المسرحية للمكفوفين، إذ تحدوا إعاقتهم البصرية واشتركوا في تكوين الفرقة التي تحلم بالدعم والتبني من قبل وزارة الثقافة، كفرقة موهوبة تخوض المسابقات وتحصد العديد من الجوائز.

فرقة نقدر

منعت الظروف دينا البدوي، إحدى بنات قرية ريفية تتبع مركز طامية بالفيوم، تلقي تعليمها بشكل منتظم، فطلبت من والدها الالتحاق بـ”كُتاب” القرية، ولذكائها ورغبتها وشغفها في التعلم كانت الأكثر استجابة من بين الأطفال، ثم تركت الكُتاب وذهبت لفصول محو الأمية التي حصلت منها على شهادة أهلتها للالتحاق بالمدرسة الإعدادية، لتبدأ مسيرتها في التعليم وحصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال، وتعمل الآن مشرف ثقافي في بيت ثقافة صفط اللبن التابع لقصر ثقافة الجيزة.

تقول البدوي، مؤسسة فرقة “نقدر” للمكفوفين: جاءت فكرة الفريق بالصدفة عندما كنت أحضر لإحدى الورش المسرحية، وكان من بين المتدربين طفلين كفيفين، شعرت حينها إنه يتوجب علي أن أقوم بتدريبهم، من هنا قمت بتأسيس فريق تمثيلي للمكفوفين، وغيرت الكثير من المفاهيم التي يقوم عليها التدريب في ورش التمثيل، حيث إن تدريب الممثلين من المكفوفين في تلك الورش يغفل التدريب على الانفعال وردود الفعل وكذلك الحركة التعبيرية باستخدام الأيدي والأرجل، ومع التدريب المكثف نجحنا في تكوين فريق جيد.

تكمل البدوي، يقدم الفريق عروض مسرحية لا تتناول مشكلات المعاقين أو المكفوفين فقط، بل نمثل ونعرض نصوصًا مسرحية تتناول كل القضايًا، لافتة إلى إن كافة التدريبات تتم على نفقة أعضاء الفريق، وتشارك الفرقة في عروض تابعة لوزارتي الثقافة والشباب والرياضة، دون تلقى دعم من أي جهة.

تغيير نظرة المجتمع

“إحنا مش محتاجين مساعدة ولا شفقة ولا حتى عكاز نمشي بيه، دلونا على الطريق وإحنا نختار” بهذه الكلمات تؤمن مريم شعبان، بطلة فرقة “نقدر”، فتقول مريم: عمري 24 عاما، تخرجت في كلية الآداب قسم الإعلام جامعة حلوان، وأحضر الماجستير، أحب التمثيل منذ طفولتي لكن اتجهت له بالصدفة حيث كنت أجلس مع بعض الأصدقاء داخل جمعية أهلية، واقترحوا علي أن أقوم بأداء اسكتش داخل أحد العروض المسرحية، وكانت تلك البداية.

تتابع شعبان: من ضمن المسرحيات التي شاركت فيها كانت مسرحية “الثانوية العميه”، وكان مؤلف العرض والممثلين من المكفوفين، عدا الإخراج فكان للمخرجة دينا البدوي وحصلت المسرحية على المركز الأول، وحصلت أنا على المركز الأول في التمثيل في مسابقة الحلم المصري التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة عام 2017، وفزت بالمركز الأول في مهرجان الإبداع الفني لذوي الإعاقة لعام 2018، ثم شاركت في مسرحية “رسالة حب” التي ناقشت خوف الأهل من زواج كفيفات من مكفوفين.

وتضيف الممثلة، أحب دائما أن أحضر العروض المسرحية، لكني احتاج في بداية العرض لمن يصف لي شكل المسرح والديكور والملابس والشخصيات كي أتابع تلك التفاصيل من خلال الحوار وما أتخيله من أحداث.

وعن العقبات التي تواجهها وهي على خشبة المسرح، تقول مريم: الوقوف على خشبة مسرح غير التي تدربنا عليها لعرض ما هي العقبة الأولى، حينها أحتاج أنا وبقية أعضاء الفريق شرح ووصف دقيق لشكل وأبعاد خشبة المسرح، وبالطبع نتغلب على ذلك من خلال مخرج العرض الذي يجعلنا نقوم ببروفة سريعة قبل العرض حيث نتدرب سريعًا على الحركة وعدد الخطوات داخل العرض.

تتمنى مريم أن تتغير نظرة الناس لها، وأن يمتنعوا عن النظرة السلبية للإعاقة وعدم توجيه أسئلة سخيفة لها، كما تتمنى مريم حصول فريق “نقدر” على الدعم اللازم، وأن تصبح ممثلة مشهورة ولا تصنف على أنها ممثلة من ذوي الإعاقة، كما تأمل في أن يكون ضمن أعضاء الفرق الخاصة المملوكة للدولة ممثلين وممثلات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

 اكتشف اللي جواك

يقول شادي أسامة، 24 عاما، حاصل على ليسانس كلية الألسن جامعة عين شمس وأحد أعضاء الفرقة، بدأت التمثيل عام 2015 من خلال المشاركة في أنشطة إحدى جمعيات المجتمع المدني، ثم انضممت لفرقة ” نقدر” منذ عام 2018، وحصلت على ورش تمثيلية على يد مؤسسة الفريق المخرجة دينا البدوي، ثم اشتركت في بعض العروض المسرحية، وحصلت على المركز الأول في التمثيل على مستوى الجمهورية في مهرجان الحلم المصري لمتحدي الإعاقة التابع لوزارة الشباب في عام 2018 بالقرية الشبابية بأبو قير، والمركز الأول في نفس المهرجان في إلقاء الشعر.

تابع شادي: أشعر بسعادة وأنا أقوم بالتمثيل، كما أشعر وأنا على خشبة المسرح بأني في مكان منفصل عن العالم وبطاقة كبيرة تسري بداخلي، وبفرح غامر كوني أستطيع التعبير عن مشاعري المخزونة بداخلي أو مشاعر الشخصيات التي أقوم بتمثيل أدوارها، بينما يتملكني الفخر عندما يصفق لي الجمهور، والمدهش والأكثر روعة وجمالاً أنني على المستوى الإنساني اكتسبت العديد من الصداقات.

ويضيف، لم اكتشف قدرتي على التمثيل إلا وأنا في المرحلة الجامعية، حيث لم تكن مدرسة النور والأمل تهتم بهذا الجانب فلم يكن لدينا فريق مسرحي، لذا أتمنى أن تهتم وزارة التربية والتعليم بتفعيل كافة الأنشطة في مدارس النور والأمل، كما أتمنى دعم الفرقة واعتمادها من قبل وزارة الثقافة، موجها نصيحته لكل من يشعر بالنقص أومن يتملكه اليأس والإحباط، فيقول: “دور بداخلك على ما تستطيع فعله، فكل شخص لديه ما يميزه، أبحث وجرب في أكثر من مكان حاول وعافر في حياتك اكتشف اللي جواك دون الاستسلام لليأس أو الإحباط”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر