مولانا الرومي.. الراكض إلى حضرة العشق

كان والد جلال الدين الرومي معروفا بين الناس بفضل ونقله للعلم الصوفي، حتى اشتهر بينهم بـ”سلطان العلماء”، أما مولانا جلال الدين الرومي فقد كان صوفيًا عاديًا حتى التقي شمس الدين التبريزي.
مولانا جلال الدين الرومي هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي البكري، ولد عام 604 هجريًا،  في  بلخ بأفغانستان وانتقل مع أبيه  إلي بغداد في الرابعة من عمرة واستقر في قونية سنة 628.
تأثر مولانا كثيرا بالصوفيين في أفغانستان قبل أن يهاجر منها، وبدأ ينشر آراءه العلمية، متأثرًا بالصوفية بعد أن استقر في تركيا، وبحكم التسلسل العلمي نجد أن الرومي يتمسك بآراء لها شأنها في مدرسة الغزالي.
عاش مولانا جلال الدين الرومي أكثر حياته في قونية، التي كانت خلال القرن الثالث عشر الميلادي مركز التقاء عديد من الثقافات بالطرف الغربي من طريق تجارة الحرير.
كانت المحور الواصل بين العوالم المسيحية والإسلامية والهندوسية وحتى البوذية، وقد حاك مولانا جلال الدين عناصر من هذه التقاليد جميعًا في طاقة منفردة وجامعة.
والواضح أن طريقة الرومي في التصوف مرت بأطوار محددة قبل لقائه بشمس تبريز بين عفوية الانجذاب الصوفي حتى منتصف عمره، والقصص والمركبة والغنائيات والتعاليم، وهو ما شغل السنوات الـ12 الأخيرة من عمره.
كان مولانا بعمر السابعة والثلاثين عندما صادفه القطب شمس تبريز ( كان القطب في حوالي الستين)، حتى ذلك الحين كان الرومي صوفيا تقليديا، أخذ شمس  كتب مولانا ذات الألمعية الفكرية وألقاها  في بئر ليبين له كم هو في حاجة أن يعيش ما كان يقرؤه.
كان كلاهما يذهب في صحبة تطول أسابيع في اندماج باطني تام، غار تلاميذ الشيخ من استغراقه المنهمك في الرفيق، دفعوا شمسا للرحيل فترة، إلي دمشق لكنه عاد .
قال مولانا شعرًا عذبًا، لكنه لم يكن يكن شاعرًا، بل انطلق لسانه بالشعر احتفالًا بلقاء القطب شمس التبريزي.
وفي عام 1248 ميلادي أغتيل شمس الدين التبريزي و حزن عليه الرومي حزنا شديد وخلف وراءه أشعارا وموسيقي ورقصات تحولت إلي ديوان أسماه ديوان شمس الدين التبريزي أو الديوان الكبير، وفي عام 672 هـ– 1273 ميلادي، رحل مولانا  في مدينة قونية.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر