دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

من نجع الحاسبة إلى سقارة.. محادثات عصابة «سيمونيان» لتهريب الآثار المسروقة

تواصل مصر جهودها لاسترداد الآثار المنهوبة من شبكات الاتجار غير المشروع، وعلى رأسها الشبكة التي يقودها تاجر الآثار «سيروب سيمونيان»، والتي نشطت في تهريب وبيع قطع أثرية مصرية في الأسواق الدولية. وكان من أحدث هذه الجهود استرداد مجموعة من الكارتوناج، إلى جانب إعادة مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن بالولايات المتحدة عشر قطع أثرية أخرى، ثبت أن إحداها سرقت من مخزن رسمي في سقارة.

في هذا التحقيق، يكشف «باب مصر» كواليس تهريب إحدى هذه القطع وخروجها من مصر، استنادا إلى مستندات تحقيق رسمية في لوحة «حور با دي سينا» المسروقة بواسطة العصابة نفسها.

شحن من أمريكا

تسلمت مصر 17 قطعة آثار مصرية من أستراليا، أعادها مواطن أسترالي في مدينة ملبورن، بالتنسيق مع الجانب الأسترالي، مع توقيع البلدين وثائق إعادة القطع النادرة إلى مصر.

تم بيع القطع السبعة عشرة عبر مزادات إلكترونية على الإنترنت. واقتناها المشتري في أستراليا بعد شرائها وشحنها من الولايات المتحدة في مناسبات منفصلة. بحسب مدونة “آرت كرايم آركا”.

ووفقا لتصريحات النائب توني بيرك، تم اكتشاف عدد منها خلال عملية عالمية عام 2019 لمكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية بقيادة الإنتربول ومنظمة الجمارك العالمية.

القطع الأثرية المصرية المُستردة من أستراليا.. الصورة من مدونة آرت كرايم آركا
القطع الأثرية المصرية المُستردة من أستراليا.. الصورة من مدونة آرت كرايم آركا
17 قطعة مصرية

بحسب “الموقع الرسمي للحكومة الأسترالية”، من بين القطع الأثرية التي تم استعادتها تمثال خشبي للإلهة المصرية القديمة إيزيس، يعود تاريخه إلى العصر البطلمي (332-30 قبل الميلاد). وتشير بقع الذهب إلى أن هذا التمثال كان معروضًا في السابق بالقرب من الملك الحاكم. ربما في البلاط الملكي.

بالإضافة إلى تميمة بتاح (664-30 قبل الميلاد)، ومسند رأس التميمة (1070-323 قبل الميلاد). واللتين كان من المفترض وضعها في توابيت المومياء للمساعدة في الرحلة إلى الحياة الآخرة.

كما شملت القطع لوحة تابوت مأخوذة من تابوت مومياء أكبر. تصور الإلهة نوت والدة إيزيس (664-30 قبل الميلاد). إلى جانب مجموعة من الأواني الفخارية والجرار الجنائزية التي ترجع إلى فترات زمنية تبدأ من نقادة الثانية (حوالي 3500 – 3200 قبل الميلاد) وحتى العصر البطلمي (332 – 30 قبل الميلاد). إضافة إلى مجموعة كرتوناج على شكل مومياء لطفل.

آلية الاسترداد

ترجع رحلة استرداد الآثار إلى طلب تقدمت به مصر لاستعادتها. حيث جرى ضبط القطع نظرا للحصول عليها وخروجها من مصر بطريقة غير مشروعة. وتهريبها إلى الولايات المتحدة، ثم بيعها وشحنها إلى أستراليا.

وصادر المسؤولون الأستراليون ووكالات إنفاذ القانون القطع الأثرية، عملا بقانون حماية التراث الثقافي المنقول لعام 1986. الذي يسمح بإعادة الممتلكات الثقافية التي جرى تصديرها بشكل غير قانوني من بلد المنشأ.

مجموعة الكارتوناج للعرض بمزاد على الإنترنت.. الصورة من دار مزادات Invaluable
مجموعة الكارتوناج للعرض بمزاد على الإنترنت.. الصورة من دار مزادات Invaluable
مزاد إلكتروني

عن كيفية وصول الآثار إلى المزاد في الولايات المتحدة، كانت إحدى القطع الأثرية عبارة عن طقم كارتوناج خاص بطفل، يستخدم لتزيين جثة محنطة.

وبحسب مدونة “آركا” المعنية بجرائم الفنون، عرض “طقم الكارتوناج” في مزاد عبر الإنترنت من قبل تيريزا وبوب دودج. في دار مزادات “أرتيميس للفنون الجميلة” بمدينة لويزفيل في ولاية كولورادو. تم عرض القطعة للبيع عام 2020، بمبلغ تقديري يتراوح من 18 و25 ألف دولار. وبيعها في 13 فبراير 2020 بمبلغ 10 آلاف دولار.

قطعة مشبوهة

أدرجت دار المزادات مصدر القطعة على أنها قادمة من مجموعة خاصة تعود إلى جيف هالين في بيفرتون بولاية أوريجون. وكانت ضمن مجموعة “آثار النيل” في ليكسينجتون بولاية كنتاكي.

أما المعلومة الأبرز، فهي أنها كانت قبل ذلك ضمن مجموعة خاصة لتاجر الآثار سيروب سيمونيان في سويسرا. حيث جرى الحصول عليها من مصر ونقلها إلى سويسرا عام 1972. وبقيت مخزنة هناك منذ عام 2010.

ويُعرف جيف هالين بصفته جامعا للتحف وتاجرا يعمل بدوام جزئي في بيفرتون، وتشير معلومات منشورة على صفحته في “فيسبوك” إلى ارتباطه سابقا بمتجر “يانتو ألكسندر للفنون الجميلة”. كما ذكر في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي أنه كان يبيع مجموعته عبر دار “أرتيميس” في كولورادو، بحسب مدونة “آركا”.

أما “آثار النيل” هو متجر إلكتروني يديره مايك سيجلر، الذي سبق له شراء وتداول قطع أثرية قديمة. مر بعضها عبر تاجر واحد على الأقل تحوم حوله شبهات.

مجموعة الكارتوناج

يصف الموقع الرسمي لدار مزادات “آرتيميس” تاريخ مجموعة الكارتوناج بأنها ترجع إلى العصر الروماني في مصر، خلال القرن الأول الميلادي. وقد عثر على المجموعة التي كانت تزين جسد مومياء.

ويظهر الوجه مطليا باللون الأبيض، بينما تبدو العينان ممتدتين عند الزوايا، مع أنف رفيع يعلو شفاه حمراء، وتتوزع خطوط زرقاء على الخدين. ويزين العنق عقد تتدلى منه تميمة صغيرة على هيئة جرة. تحيط بها زخارف من مثلثات وشبكات وزهور اللوتس أسفل قرص شمسي تحيط به قرون الثور.

أما قطعة الصدر، فهي مزخرفة بطوق، وتعلوه صورتان للإله رع حوراختي. ويعلو المشهد قرص شمسي تحيط به زواحف مجنحة فوق أبناء حورس. مع عمود “جد” آخر، بينما تتدرج حوله نقوش هيروغليفية سوداء بدرجات متعددة الألوان. وتظهر القدمان ملونتين. وتنتعلان صندلا مزودا بعدة أربطة عند الكاحل. مع زخرفة زهرية في الأسفل ونعل مزخرف.

طفل من أسرة ثرية

يستكمل وصف المجموعة بأن فخامتها ودقة تنفيذها تشير إلى أنها ربما أُعِدت لطفل من أسرة ثرية. خاصة أنه تم حفظه في صندوق عرض خشبي تم تصميمه خصيصا له. ويبلغ عرض أكبر قطعة، وهي الصدر، حوالي 21 سم، وارتفاعها 47 سم.

واستعان موقع دار المزادات بآراء مجموعة من الخبراء، الذين شرحوا أهمية هذه المجموعة. مشيرين إلى أن المصريين القدماء آمنوا ببقاء جسد المتوفي سليما حتى تستقر الروح بعد الموت. ولهذا أولوا عناية كبيرة بالحفاظ عليه من خلال طقوس التحنيط، التي شملت إزالة الأعضاء الداخلية وحفظها في أوان كانوبية. ثم لف الجثمان بالكتان ومعالجته بمواد خاصة تضمن بقاءه.

ومع تطور هذه الطقوس، برع الحرفيون في توظيف خامات متعددة في صناعة التوابيت والعناصر التي توضع فوق المومياء. فكانت النماذج الأولى تُنحت من الخشب، قبل أن يظهر الكرتوناج لاحقا، وهو خليط من بردي أو كتان مغموس في الجص يشكل فوق قوالب خشبية.

تسلسل الملكية

قدم موقع دار المزادات وصفا لملكية المجموعة باعتبارها ملكية خاصة تم بيعها لأكثر من شخص. لكن اللافت هو وجود اسم تاجر الآثار متعدد الجنسيات سيروب سيمونيان ضمن تسلسل الملكية، إلى جانب ظهوره المجموعة علنا عام 2010. وهو ما يتزامن مع موجة النهب المرتبطة بثورات الربيع العربي.

وتصف دار المزادات تسلسل الملكية على النحو التالي: “تعود ملكية هذه المجموعة إلى مجموعة خاصة تعود إلى (جيه إتش) في مدينة بيفرتون بولاية أوريجون في الولايات المتحدة. بعد أن كانت ضمن مجموعة (آثار النيل) في ليكسينجتون بولاية كنتاكي. وقبل ذلك ضمن مجموعة سيمونيان الخاصة في سويسرا. حيث جرى اقتناؤها من مصر ونقلها إلى سويسرا عام 1972، وبقيت محفوظة هناك منذ عام 2010”.

وأكدت دار المزادات أن هذه المجموعة متاحة للبيع والاقتناء بشكل قانوني وفقا لقانون التراث الثقافي المعمول به في الولايات المتحدة. مع الالتزام برد المبلغ في حال ثبوت خلاف ذلك.

الصلة بتابوت نجم عنخ الذهبي

اللافت في عرض مجموعة الكارتوناج للبيع هو تزامن عملية البيع عبر الإنترنت في عام 2020. أي بعد مرور عام على التحقيق مع سيروب سيمونيان في قضية تهريب وبيع تابوت “نجم عنخ” الذهبي من مصر.

وقد صادرت النيابة العامة في مانهاتن ووكالة الأمن الداخلي في نيويورك التابوت من متحف متروبوليتان للفنون. بالإضافة إلى قطع أثرية أخرى مثيرة للجدل.

جرائم التراث الثقافي

لكن لماذا يعد استرداد مصر لمجموعة الكارتوناج مهما في المعركة العالمية ضد جرائم التراث الثقافي؟

بحسب مدونة “آركا”، فإن إعادة هذه القطع الأثرية إلى موطنها الأصلي تسلط الضوء على عدد من الحقائق المرتبطة بحماية التراث الثقافي. من بينها آلية ظهور القطع الأثرية المُهربة وانتقالها إلى أي مكان في العالم.

كما تكشف عن انتشار التجارة غير المشروعة في الآثار عبر القارات. من مناطق التنقيب في بلدان المصدر وبلدان العبور. وصولا إلى بلدان السوق والمزادات، حتى تصل في النهاية إلى هواة اقتناء التحف.

“الديب سيمونيان”

“الديب سيمونيان” هو الاسم الذي أُطلق على شبكة الآثار المثيرة للجدل التي يديرها الأخوان سيروب وهيكوب سيمونيان. حيث جرى ضبط مئات القطع الآثرية المسروقة المرتبطة باسمها وبروبين ديب، الذي نجح في بيعها لهواة اقتناء الآثار وأصحاب المجموعات الخاصة، فضلا عن متاحف شهيرة.

وكان من بين تلك القضايا قيام المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين إل. براج، بإعادة 10 قطع آثار مصرية تقدر قيمتها بنحو 1.4 مليون دولار إلى مصر في مايو 2024. وبحسب الموقع الرسمي للمقاطعة، فإن ثماني قطع من هذه الآثار اُستردت في إطار تحقيق مكتبه بشأن شبكة تهريب الآثار “الديب سيمونيان”.

أماكن سرقة الآثار من مصر

فيما يتعلق بأماكن سرقة الآثار، سُرِق وجه تابوت خشبي من مقبرة نجع الحاسبة، الواقعة في إحدى قرى مركز نجع حمادي بمحافظة قنا في صعيد مصر، والمخصصة للدفن بجوار معبد حورس. وقد صادرت هيئة الآثار هذا الوجه من معرض ميرين عام 2023. بعدما ظهر لأول مرة عام 2001 بحوزة عائلة سيمونيان.

وبعد فصل الوجه عن غطاء رأس التابوت الأكبر، سلمته العائلة إلى دار “كريستيز” للمزادات في مدينة نيويورك. ولم يُبَع الوجه في ذلك المزاد، وأُعيد إلى كيفورك سيمونيان. وهو عضو رئيسي في شبكة (ديب-سيمونيان) للاتجار بالتحف. وبعد ذلك، جرى تداوله بالشراء والبيع بين عدد من التجار المقيمين في الولايات المتحدة على مدار العشرين عاما التالية.

مزهرية من المرمر استردتها مصر من الولايات المتحدة.. من موقع المدعي العام لمنطقة مانهاتن
مزهرية من المرمر استردتها مصر من الولايات المتحدة.. من موقع المدعي العام لمنطقة مانهاتن
سرقة من مخزن بسقارة

أما المزهرية الملكية المصنوعة من المرمر، والتي ترجع إلى الفترة ما بين 3100 و2670 قبل الميلاد، فقد صادرها مكتب الادعاء من معرض ميرين في نيويورك عام 2023.

وكان عالم المصريات البريطاني سيسيل إم. فيرث قد اكتشفها في هرم زوسر المدرج بسقارة بين عامي 1924 و1935. ووفقا لـ”الموقع الرسمي لمكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن“، جرى جرد المزهرية وتخزينها في مخزن سقارة بعد اكتشافها. لكن تمت سرقتها لاحقًا من ذلك المخزن وهُرّبت خارج مصر.

ثم ظهرت مجددا لدى تاجر التحف البريطاني روبن سايمز، الذي أُدين لاحقا بسرقتها. قبل أن تنتقل ملكيتها إلى عدد من هواة جمع التحف.

أماكن سرية

يثير النشاط المنظم لشبكة “الديب سيمونيان” العديد من التساؤلات حول كيفية الحصول على هذه القطع الأثرية المنهوبة. وقد اطلع «باب مصر» على مذكرة التحقيق الرسمية مع “الديب سيمونيان” بشأن مسلة “با دي سينا” الأثرية، التي سرقت بواسطة العصابة نفسها واستردتها مصر لاحقا.

وبحسب مذكرة التحقيق، فإن هذا اللوح المنحوت من الحجر الجيري كان من المفترض وضعه بالقرب من جثة “با دي سينا” في مقبرة متدرجة، إما داخل محراب دفن أو فوق المدخل. غير أنه من غير المعروف مكان دفن اللوحة الأصلي في مصر أو موقعها الحقيقي.

رسائل مع مهربي الآثار

في عام 2013، بدأ المكتب تحقيقا في أنشطة هذه الشبكة التي قامت بنقل قطع أثرية مسروقة إلى نيويورك وأماكن أخرى. وحصل المكتب على آلاف رسائل البريد الإلكتروني، إلى جانب صور ومقاطع الفيديو، أظهرت العديد منها آثارًا متسخة أو تالفة.

وشملت المواد صورا للمسلة، ومئات الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين روبن ديب وسيروب سيمونيان، والتاجر كريستوف كونيكي المقيم في بانز. فضلا عن عدد من اللصوص والمهربين في الشرق الأوسط.

وتظهر الصور الأولى القطعة الأثرية وهي متسخة وملقاة على الأرض، ملفوفة في ورق جرائد داخل مخزن. في إشارة إلى أنها نتاج عملية نهب حديثة.

التنظيف والترميم

بعد استلام الصور، يتخذ روبن ديب وكونيكي قرار شراء القطعة الأثرية. حيث يستفسر ديب من كونيكي وتجار وخبراء آخرين عن إمكانية الشراء، مع التحقق إذا كانت القطعة الأثرية أصلية وذات قيمة. وبمجرد خروج القطعة الأثرية من بلد المنشأ، يرتب ديب لتنظيفها وترميمها.

في 13 نوفمبر 2012 الساعة 6:42 صباحًا، وردت رسالة بريد إلكتروني بعنوان “dmpbox”، أرسل فيها كونيكي رسالة إلى ديب جاء فيها:

روبن، أنا متفرغ الآن، لدي ملف (Stecla) يحتوي على 5 مستندات إذا كان بإمكاني المساعدة، اتصل. وبعد ثلاث دقائق، رد ديلز من هاتف “بلاك بيري” باسم كونيكي قائلا: “ليست 6 ملفات“.

وفي الساعة 7:03 صباحًا من التاريخ نفسه، رد كونيكي في رسالة بريد إلكتروني بعنوان “6 مستندات، قائلاً: “من المعروف أن لدي 6/3 ملفات PDF وصور“.

وبعد بضعة أسابيع، في 8 ديسمبر 2012، كتب ديب إلى سيروب سيمونيان، في محادثة عبر “جوجل”، أن “بانز، بوب، إلخ، جاهزون” لـ”النصب التذكاري“.

وعلى الرغم من أن هذه الرسائل الإلكترونية لا تتضمن صورة للنصب التذكاري. إلا أن رسالة بريد إلكتروني لاحقة من سيروب سيمونيان إلى ديب، بتاريخ 1 أكتوبر 2015، بعنوان “Talder” (كلمة ألمانية تعني “صورة”)، احتوت على صورة للنصب التذكاري ووثيقة تضم الصور نفسها. مع وصف للقطعة تحت عنوان “نصب تذكاري لرجل”.

تحطيم الآثار لتهريبها

اللافت في اللوحة أنها بدت متصدعة وبها كسر في الجزء السفلي. ووفقا لمذكرة التحقيق، فإن هذا الكسر متعمدا، ووصف بأنه “كسر نظيف ومنفرد”، وهي إحدى السمات المميزة للآثار المهربة بشكل غير قانوني. إذ تلجأ شبكات التهريب غالبًا إلى تقسيم القطع لتسهيل تهريبها وتصديرها.

وبعد هذا التواصل بين ديب وسيمونيان، نشر كونيكي القطعة على موقعه الإلكتروني عام 2016. وذلك قبل مزاد التحف الذي أُقيم في 25 مايو 2016 بدار “بيير بيرج” للمزادات. مع تدوين أصل القطعة على النحو التالي: “مجموعة حبيب تواضروس القديمة، ومجموعة ألمانية، تم اقتناؤها عام 1970”.

تزوير أوراق الملكية

لإتمام عملية البيع، جرى تزوير وثائق ملكية القطعة التي قدمها كونيكي إلى معرض “سيبيلي”. وهي الطريقة نفسها التي استخدمت في تزوير وثائق بيع تابوت “نجم عنخ” الذهبي لمتحف متروبوليتان الأمريكي.

وقدم كونيكي لمعرض “سيبيلي” وثيقتين: الأولى ترجمة ألمانية مؤرخة في 14 مارس 1977 لتصريح تصدير مصري بتاريخ 25 فبراير 1977. والثانية رسالة مزيفة مؤرخة في 4 يونيو 2016 يُزعم أنها كُتبت بواسطة سيمون سيمونيان.

وتظهر الترجمة الألمانية الخاصة بالمسلة تشابهًا كبيرًا في المحتوى مع الترجمة الألمانية للتابوت الذهبي المنهوب. إذ زعم في الحالتين أن تصريح التصدير المصري صدر في 25 فبراير 1977. كما تحمل الترجمتان ختم تاريخ أزرق، مؤرخا في 14 مارس 1977 للمسلة، و4 مارس 1977 للتابوت الذهبي.

نفس الترجمة

كما تعود الترجمتان إلى نفس الشخص، وتحملان العنوان ذاته للمالك، ورقم رخصة التاجر (86). بل إن الترجمتين الألمانيتين -للمسلة والتابوت الذهبي- أعدتا باستخدام آلة كاتبة واحدة. فعلى سبيل المثال، جرى في كلتا الوثيقتين محاذاة الحرفين الكبيرين “G” و”B” بشكل غير صحيح ومتطابق في قسم “Vertreters der Zollbehörde”. حيث أزيح على G في كلمة Gegenstände وحرف B في كلمة Besichtigung بالطريقة نفسها. كما تحتوي الوثيقتان على ملاحظات مكتوبة بخط اليد يبدو أنها كتبت بالقلم والخط نفسيهما.

وبحسب مذكرة التحقيق، تتشابه رسائل سيمونيان أيضا في العديد من الجوانب. بما يشير إلى الطبيعة الإنتاجية الضخمة لخط تجميع المصادر المزيفة الذي أنشأه ديب وكونيكي.

وتتضمن رسالة سيمونيان عبارات مكتوبة بشكل متطابق. بما في ذلك المسافة الإضافية بين كلمتي “exported” و”officially” مثل: “إلى من يهمه الأمر”، و”أشهد أنني، سيمون أو سيمونيان، أقيم في 19656 فالديز درايف، تارزانا، كاليفورنيا 91356″، و”لقد قمت بالتصدير رسميًا”. وفي كلتا الحالتين، تم إعداد الرسائل أيضًا بنفس خط “Arial” وبنفس المسافات بين الأسطر. بما في ذلك المسافة الإضافية.

مسار عرض الآثار

لا تبقى القطع الأثرية في مكان واحد، ففي الفترة من 2 إلى 31 أكتوبر 2018، عرض معرض “سيبيلي” اللوحة في معرض الفنون الجميلة الأوروبي (TEFAF)، وهو معرض شبه سنوي للفنون والآثار أقيم في “بارك أفينيو أرموري” بمقاطعة نيويورك.

وفي نهاية عام 2018، عادت اللوحة إلى معرض “سيبيلي” في باريس. وفي 14 أكتوبر 2019، استعدادًا لمعرض TEFAF 2019، شحنت شركة “سيبيلي جاليري” اللوحة من مطار شارل ديجول (CDG) إلى مطار جون إف.كينيدي (IFK) على متن رحلة للخطوط الجوية الأمريكية (A 145). وكان من المقرر عرض القطعة للبيع في معرض (TEFAF) في 15 نوفمبر 2019.

اقرأ أيضا:

مزاد ومستودع سري.. كواليس سقوط شبكة «روبن سايمز» لتهريب الآثار المصرية

سافر عبر 5 دول.. كيف وصل تمثال مصري بقيمة 6 ملايين دولار إلى مطار أمريكي؟

خريطة تهريب آثار مسروقة من مصر إلى مطار «جون كينيدي» الأمريكي|مستندات رسمية

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.