من العديسات إلى أوروبا.. بدء موسم جني العنب في مزارع الأقصر

في قلب قرية «العديسات»، تنبض الحياة مع بداية موسم جني العنب في مزرعة «العديسي» الواقعة جنوب محافظة الأقصر. هنا، لا يُعد العنب مجرد محصول زراعي، بل هو ثمرة شغف، ورمز لتفوق زراعي مصري يُنافس في الأسواق العالمية بجدارة.
ثمار تجنى قبل الجميع
يشتهر عنب الأقصر بجودته العالية ونضجه المبكر، ما يمنحه ميزة تنافسية قوية، خاصة في الأسواق الأوروبية التي تسعى للحصول على العنب الطازج قبل بدء الإنتاج في الأسواق الآسيوية، وتحديدًا الهندية.
ويؤكد المهندس محمد العديسي، مالك المزرعة، أن ارتفاع درجات الحرارة في الأقصر يجعل موسم الجني يبدأ مبكرًا، وهو ما يمنحهم أولوية التصدير قبل كثير من المنافسين.
جودة لا تترك للصدف
تمتد مزرعة العديسي على مساحة 60 فدانا، وتنتج حوالي 370 طنا سنويا من أجود أصناف العنب التصديري. إلا أن الوصول إلى هذا الرقم لا يأتي بسهولة، بل عبر التزام صارم بالمعايير العالمية، خاصة ما يتعلق بحجم الحبة ونسبة السكريات، وهي معايير لا يمكن تجاوزها في سوق التصدير العالمي.
ويضيف “العديسي” أن بعض الأصناف المزروعة يتم استيرادها بموجب عقود حصرية من الخارج، ولا يمكن زراعتها أو تصديرها دون الحصول على موافقات رسمية من الجهات المالكة لحقوقها.
رحلة العنقود من الشجر إلى البحر
يبدأ يوم العمل في المزرعة قبل بزوغ الفجر، فمن الثانية صباحًا وحتى الثامنة، يجمع العنب بعناية فائقة. يشرح سالم سلطان، مدير المزرعة، أن الجمع يتم في درجات حرارة منخفضة لا تتجاوز 28 درجة مئوية حفاظًا على نضارة العنب. ويبدأ الحصاد بصنف “برايم” – الأسرع نضجًا- ثم “فليم”، ثم”سبيريور”.
ويقول: “بعد الجني، ينقل العنب إلى وحدات التبريد في درجات لا تتجاوز 20 مئوية. ثم يشحن إلى محطة الفرز والتعبئة في مدينة طيبة شمال الأقصر، ومن هناك إلى موانئ التصدير. تستغرق رحلة العنب من الأقصر إلى أسواق بريطانيا وألمانيا وهولندا من 8 أيام إلى شهر”.
أيدٍ ناعمة تقطف الذهب الأخضر
ما يميز هذا الموسم ليس فقط جودة العنب، بل المشاركة النسائية الواسعة فيه. توضح جنات أبوالحسن، إحدى العاملات في المزرعة، أن العمل يتطلب دقة وصبرًا ومهارة في اختيار العناقيد الناضجة. وتقول: “تلقينا تدريبًا خاصًا لاختيار العناقيد التي تحمل خيطًا بلون مميز يدل على تمام النضج، ونعمل باستخدام كشافات ضوئية في الظلام حتى تشرق الشمس”.
اقرأ أيضا:
«أحمد عبود».. رائد البالون الطائر يروي حكايات التحليق فوق معابد الأقصر