صور فوتوغرافية ومقتنيات نادرة: رحلة إمبراطور البرازيل إلى مصر في القرن التاسع عشر

افتتح أنطونيو دي أجيار باتريوتا، السفير البرازيلي في مصر، ود.خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، معرض «العودة إلى مصر» بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك. بحضور عدد من السفراء والفنانين المصريين والأجانب. يحتوي المعرض على مجموعة صور فوتوغرافية قديمة لمصر في القرن التاسع عشر، تم جمعها بواسطة الإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني.

كان من المقرر إحضار وعرض النسخ الأصلية، ولكن بسبب تداعيات جائحة كورونا، تم إعداد وعرض نسخ مطبوعة منها.

رحلة الإمبراطور

يأتي المعرض الفني للاحتفال بمرور 150 عاما على رحلة الإمبراطور البرازيلي “دوم بيدرو” الثاني إلى مصر. وقد حكم البرازيل في الفترة من (1831 – 1889) ويوثق المعرض رحلاته من خلال عرض مجموعة من الصور النادرة التي قام بالتقاطها في أماكن متفرقة.

يتضمن المعرض ثلاثة قاعات تجسد تفاصيل رحلاته. اثنتين لعرض توثيق رحلتيه إلى مصر من خلال الصور. والقاعة الثالثة “قاعة الحسين فوزي” لعرض 500 صورة ضوئية. وتوثق قاعة “راغب عيادة” رحلة عام 1876. فيما توثق قاعة “أحمد صبري” رحلة عام 1871.

صورة كوبري قثر النيل من معرض العودة إلى مصر بمركز الجزيرة للفنون
صورة كوبري قصر النيل من معرض العودة إلى مصر بمركز الجزيرة للفنون

السفير البرازيلي أنطونيو دي أجيار يتحدث عن المعرض قائلا: “أنا أشعر بالسعادة والرضا لافتتاح المعرض اليوم في المركز، لعرض عدة قضايا من خلال الصور التي توثق رحلة الإمبراطور البرازيلي الأولى عام 1871”.

مصر بعيون البرازيل

ويتابع السفير البرازيلي: “الإمبراطور دوم بيدرو هو أول ملك يأتي من أمريكا الجنوبية لزيارة مصر. وهذا في حد ذاته أمر شيق. وتعرف على الحضارة المصرية والعربية وتعلم اللغة العربية خلال إقامته. وتعرف على عاداتهم في مصر وزار الأماكن الأثرية في عدة أماكن في البلد”.

خرائط مصر والعالم من مذكرات إمبراطور البرازيل دوم بيدرو الثاني
خرائط مصر والعالم من مذكرات إمبراطور البرازيل دوم بيدرو الثاني

وأضاف: “إنه أمر ممتع لنا لإعادة عرض صوره الخاصة التي توضح مصر قبل وقت طويل، ومشاركتها مع الجمهور المصري والبرازيلي. وتتكون مجموعته الخاصة من 20 ألف صورة منها 500 صورة متنوعة لمصر فقط، ومذكراته الشخصية التي اعترفت بها اليونسكو وعرضنا منها أوراقا خاصة. وفي كل يوم كان يكتب تعليقه فيها على ما شاهده، المعابد، الأماكن، الطعام، مشاهد الغروب، زياراته، وكان يسجل فيها شعوره الذي يعد الانطباع الأول للبرازيليين عن مصر”.

أصل وتاريخ الصور

يوثق المعرض رحلة الإمبراطور في أنحاء البلاد من خلال اختيار 90 صورة توثق مشاهد وأماكن مختلفة من رحلته. ويوضح أيمن لطفي، الفنان التشكيلي والمصور الفوتوغرافي المسؤول عن تنظيم المعرض واختيار وطباعة الأعمال. ويقول: “يعد هذا المعرض كنز للمصريين”. وعلى حد وصف لطفي لـ«باب مصر» فإن هذه المجموعة النادرة تعد أقدم صور لمصر، وتتناول زيارته إلى الجيزة، الإسكندرية، الإسماعيلية، السويس. وتتناول هذه الصور أجزاء متنوعة من زيارته تمثل مصر في هذه الحقبة مثل الأماكن والعادات والزي المتنوع للشعب المصري.

تشكل زاويا التصوير جزءا هاما من جماليات الصور المعروضة. حيث يقول منظم المعرض أن الصور تتوافر فيها القواعد الفنية التي يتم تدريسها للطلبة حاليا كأساسيات التصوير. ويضيف: “كان المصورون  في ذلك الوقت يستخدمون الأفراد في صنع تكوين صحيح لكادر الصورة واستغلال المساحة التي بدت مختلفة ومتنوعة”.

كنز متحفي

يرى لطفي أن المجموعة بمثابة “كنز متحفي”، خاصة أن الصور التي احتفظ بها المتحف البرازيلي طوال هذه الفترة. ما زالت تحتفظ برونقها وفي حالة جيدة.

وكان قد تبرع دوم بيدرو الثاني بكل صوره الأصلية للمكتبة الوطنية وظلت على حالها لمدة قرن كامل. وبعد سنوات وتطور مهارات حفظ الصور القديمة. قدمتها المكتبة للجمهور لأول مرة في عام 2003، في معرض “العودة إلى الضوء”. ويعد هذا هو المعرض الثاني لخروج صور من المجموعة البرازيلية.

أوراق من مذكراته

لم تتح له فرصة إحضار مذكراته الخاصة إلى مصر. واكتفى المعرض بعرض نصوص منها، و3 خرائط قديمة لمصر والعالم. وتشمل الصور، الجناح الداخلي لقصر الجزيرة، وصورة أيقونية لمصر، وقصر الوالي إسماعيل باشا الجزيرة، وقصر الوالي إسماعيل باشا الجزيرة، وسيدة مسلمة فوق حمار، ورجل مغطي الرأس.

من معرض العودة إلى مصر - صور خاصة للإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني
من معرض العودة إلى مصر – صور خاصة للإمبراطور البرازيلي دوم بيدرو الثاني

يتضمن المعرض ورقة نادرة بخط يد الخديو إسماعيل تتضمن قائمة الطعام التي قدمت للإمبراطور البرازيلي بعدما دُعى الإمبراطور البرازيلي وزوجته إلى مأدبة عشاء في قصر الخديو إسماعيل في 6 نوفمبر 1871، وتضمنت:

(عشاء 6 نوفمبر 1871 – شوربة هاينز تُقدم بالطريقة الفلمنكية – فطائر صغيرة متنوعة – سمك جراتان مع صلصة جينيفواز – شرائح لحم بقري على الطريقة الإنجليزية – معدة دجاج على طريقة تولوز – ريش من الضأن على طريقة فيروا – شرائح من عصافير القناص بطريقة المنظر الجميل – حلقات البط بالزيتون – حبوب الفاصوليا على الطريقة الإنجليزية – عيدان الهليون بالصلصة الهولندية – طيور السمان والدراج مع السلطة الخضراء – كروكومبوش على سربيه).

رسالة إلى الكونتيسة

خلال إقامته في مصر. كتب الإمبراطور في رسالة إلى الكونتيسة “دي بارا” في يوم عيد الميلاد:

“الرحلة ممتازة حتى الآن. ما هذه الأطلال المهيبة لمعبد الكرنك! يا له من معبد مثير للفضول لدراسة ديانة المصريين. كذلك معبد دندرة الذي تم الحفاظ عليه جيدا!. كذلك آثار مدينة هابو وإدفو جميلة جدا. وهناك صعدت إلى قمة الصرح الذي يقلب بـ10 أمتار فقط عن عامود فاندوم. المنظر من فوق رائع للغاية. وغروب الشمس على النيل يكون أكثر سحرا يوما بعد يوم. الشروق أيضا ممتع لكنه لا يوحي بالحنين مثل الغروب.. المخلص أرسل لك عناق لحفلة عيد الميلاد، وداعا”.

وصفة شعر النوبيات

أوضح في مذكراته توثيق مجتمعي لعادات المصريين والمصريات. ومنها شكل المصريين في النوبة وطرق العناية بالشعر. وكتب في مذكراته بتاريخ 26 ديسمبر 1876:

“أحاط النوبيون بنا، والأولاد ضاحكين، هددونا بخناجرهم المنحنية التي كانوا يحملونها في غمدهم وهم يطلبون بقشيشا. أما الفتيات فقد صففن شعرهن بوضع ضفائر رفيعة مثل تلك التي رأيتها في صورة إيزيس. كان شعرهن لامعا. على الرغم من أنك لا تستطيعين شم رائحة زيت الخروع الذي فركوه به”.

اقرأ أيضا

البصّارة.. رحلة سالي لتوثيق شخصيات التاريخ المصري المنسية 

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر