معرض «الابتسامة الذهبية».. حين تصير الهشاشة فنًا والمقاومة ملامح

اعتمد شادي حبيبه في معرضه الأخير «الابتسامة الذهبية» على التكنولوجيا ليبتكر شيئا جديدا ومختلفا من الناحية الفنية، حيث مزج “شادي” بين الكولاچ الرقمي والطبيعي.

وفن الكولاچ من الفنون البصرية التي تعتمد على تجميع قطع متداخلة لتشكيل عمل فني جميل. وقد تكون هذه القطع أوراقا، أو أنسجة، أو أي مادة أخرى قابلة للتشكيل. ولكي يتكون الكولاچ، يجب قطع وقص هذه المواد بشكل معين وترتيبها مع بعضها البعض ولصقها على السطح المراد العمل عليه.

معرض «الابتسامة الذهبية»

يستقبل معرض «الابتسامة الذهبية» الجمهور مجانًا حتى 15 يوليو المقبل، في المساحة الفنية «شلتر» بشارع فؤاد وسط مدينة الإسكندرية.

شادي حبيبه «الابتسامة الذهبية»
شادي حبيبه «الابتسامة الذهبية»
من هو شادي حبيبه؟

شادي حبيبه هو فنان تشكيلي يهوى الفن. بالرغم من أنه تتلمذ على يد أساتذة فنانين كبار إلا إنه لم يدرس في كلية الفنون الجميلة. بل درس “الجرافيك ديزاين” في كلية الفنون التطبيقية، وكان ذلك له أثر كبير على مسيرته الفنية.

بدأ حياته الفنية كفنان تقليدي، يرسم بالألوان الزيتية لوحات للواقعية والطبيعة الصامتة. ثم تمرد وبدأ التفكير في ابتكار شيء جديد ومختلف، وكان خياره الأول هو الاتجاه للتكنولوجيا الحديثة التي يمكنها أن تكون وسيط جيد لتقديم شيء مختلف فنيًا.

ومن خلال دراسته للجرافيك، بدأ العمل على الكولاچ الديچيتال وطباعته، وفهم تفاصيله وأنواع الورق وطرق الطباعة. ويقول “شادي”: “من قبل كنت أعمل على الكولاچ الطبيعي العادي من المجلات، وهذا أتعبني جدا وأشعرني بالضيق والملل، لأنه كان يحجم أفكاري ويلزمني بالأفكار والصور الموجودة في المجلة، ولكني تمكنت من خلال الفوتوشوب التحكم في العمل بشكل كامل”.

وأبدى “شادي” سعادته في ثاني معارضه الفنية الفردية بمدينة الإسكندرية، معتبرا أن التكنولوجيا أتاحت له كفنان خامات ووسائط وأساليب جديدة ليبتكر بها فنًا جيدًا ومختلفًا.

الابتسامة رمز القوة

قال شادي حبيبه إن معرض «الابتسامة الذهبية» عبارة عن مجموعة من البورتريهات مصنوعة بتكنيك معين من ابتكاره، تم على مرحلتين؛ الأولى الديچيتال كولاچ على برنامج الفوتوشوب وهذه هي المرحلة الإلكترونية فيه، ثم المرحلة الثانية وهي الكولاچ الورقي، وهو تكنيك مبتكر يجمع بين الكولاچ الرقمي واليدوي.

يضم المعرض 30 صورة لنساء في حالة قوة صامته، تبتسم ولكن ليست ابتسامة السهولة أو الراحة، بل ابتسامة ذهبية ذلك النوع الذي نبتسمه عندما نكون متعبين أو قلقين متألمين ومع ذلك نبتسم، ليس كذبًا ولكن تعبير عن المرونة ووسيلة للصمود.

وأضاف شادي أنه اختار «الابتسامة الذهبية» كعنوان للمعرض، لتعبيره عن الاستمرار في الصمود برغم صعوبات الحياة، فالابتسامة لا تخفي الواقع ولكن تروضه بجمال، فهي رمز القوة المخبأة في اللين وفعل شجاعة يومي غالبًا ما نغفل عنه. وهذا يظهر في بعض البورتريهات بالمعرض، فنجد الوجه مبتسم لكن العيون حائرة أو حزينة أحياناً.

معرض «الابتسامة الذهبية»
معرض «الابتسامة الذهبية»
عمارة إفرينو ومساحة شلتر

عبر شادي حبيبه عن سعادته بإقامة المعرض في مكان تاريخي ومميز مثل «شلتر» فهي ترجمة لكلمة “مخبأ” بالإنجليزية، وتعود لطبيعة أصل المكان واستخدامه كمخبأ خلال أحداث الحرب العالمية الثانية. ولكنه تحول اليوم إلى مخبأ للفنون والأنشطة الثقافية والفنية.

تُعد “شلتر” مساحة للفنون أسفل “عمارة إفرينو” التي أنشئت عام 1928، وحافظ ملاك العقار الجدد على التصميم القديم للمكان وحاولوا ترميمه مع الحفاظ على هويته. وتم تحويل هذه المساحة إلى مكان ثقافي لتجميع الناس حول الفن والتراث والثقافة وعروض الأفلام والنقاشات الفنية والندوات. وتصميم المكان عبارة عن الحوائط الساندة، البدروم بالكامل مكون من الخرسانة الجيرية.

اقرأ أيضا:

14 عاما من الصمت.. متى يرى «متحف الموزاييك» بالإسكندرية النور؟

من تل بسطا إلى القراموص.. محافظة الشرقية تحتفي بتاريخها وتراثها من الإسكندرية

«دخلت مرة جنينة وما لقيتش الورود».. عندما تحكي الحشرات والشجر قصة الإنسان

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.