مصري مجهول يهاجم إدريس وهيكل.. والشرقاوي يطالبهما بالصمت

في منتصف إبريل 1983 بدأ الدكتور يوسف إدريس بنشر سلسلة مقالات “البحث عن السادات” في صحيفة القبس الكويتية وقبل ذلك كانت صحيفة الأهالي قد نشرت حلقة وحيدة من كتاب “خريف الغضب” لمحمد حسنين هيكل. وإذا بالمجلس الأعلى للصحافة برئاسة رئيس مجلس الشورى صبحي عبدالحكيم يعقد ولأول مرة جلسة لمناقشة حدود حرية الرأي والمنهج الصحيح لمناقشة التاريخ.

وقد حضر تلك الجلسة موسى صبري، صلاح منتصر، عبدالرحمن الشرقاوي، مكرم محمد أحمد، ثروت أباظة، حسين عبدالرازق، حسين مؤنس، صبري أبوالمجد، أمينة السعيد، عبدالمنعم النمر، سمير رجب، لويس جريس وآخرون، كانت هذه الجلسات أشبه بالمهزلة وتحولت الجلسات لمحاولة لسفك دماء كل من هيكل ويوسف إدريس، وعندما تحدث حسين عبدالرازق مدافعا عنهما تحولت الجلسة لجلد حسين عبدالرازق وقام عبدالرحمن الشرقاوي يخطب في ذلك المؤتمر قائلا: إن ما كتب يسقطنا ويسقط سمعة مصر ويسقط سمعة المصريين إنها موضة مع الأسف وهي الهجوم على السادات.

ولم يكتف الشرقاوي بذلك.. ولكنه كتب مقالا بعنوان “كفى” يهاجم فيه هيكل ويوسف إدريس.. ويتهمها بأنهما “كاتبان بلا وفاء” يحركهما الانتقام وتضطرب في أيديهما الموازين.. فبدلا من أن يصدرا الأحكام الموضوعية يسوقان المطاعن الشخصية. وأن ما كتبه هيكل ويوسف إدريس ليس تحليلا وإنما هو التشهير بعينه وهو الاعتداء على حرمة رئيس مات وعلى سمعة وطن بأسره.. ويطلب من هيكل طلبا غريبا، وهو أن يسحب كتابه ويؤلف كتابا أخر يعتذر فيه وينصف به السادات.. لأنه- أي هيكل- كان مهندس 15 مايو.

الصحف الحكومية

الصحف الحكومية وقتها لم تفتح المجال للكتاب وحدهم في الهجوم على هيكل وإدريس.. ولكنها أيضا بدأت بفتح المجال للقراء.. فنجد مثلا في بريد الأهرام رسالة ملحقة بصور ربما هي الأكبر في بريد الأهرام على مر تاريخه لم تفرد صورة بهذا الحجم.. فنجد المحرر قد كتب “في الأيام الأخيرة تلقى الأهرام سيلا من الرسائل التي بعث بها المصريون في الخارج.. يعبرون فيها عن الآلام الرهيبة التي يعانونها في مواجهة تلك الهجمة الشرسة من أقلام مصرية تكتب ضد مصر.

إن أصحاب هذه الرسائل لا يطلبون من حملة الأقلام المصرية غير أن يتقوا الله في مصر.. ويرحموا مصر واسم مصر وشعب مصر”. والمفارقة أنه في إطار الهجوم على الكتاب تم نشر بعض الصور الضوئية للدعاية لمقالات إدريس.

كما نشرت في الصحف العربية، وتضمنت هجوما على السادات، ربما بقصد أو بدون قصد.. من محرر صفحة البريد الذي نشر رسالة تحت عنوان “كارثة أخلاقية بكل المقاييس” وموقعة باسم “مصري”. مكتوب فيها: أرفق مع هذا إعلانا في إحدى صحف دولة الإمارات عن حلقات للدكتور يوسف إدريس. اكتب إليكم بعد أن فجعت في اثنين امتهنا مهنة الصحافة هما يوسف إدريس ومحمد حسنين هيكل.. وبرغم الإعجاب بهما إلا أنهما خيبا ظنون الكثيرين هنا.. ثم رسالة ثانية بعنوان” ويدعون أنهم يؤرخون” لا تقل عنفا عن سابقتها.

عندما جمع يوسف إدريس المقالات السبعة التي كتبهم في القبس في كتاب ذكر واقعة بريد الأهرام متهما إدارة الأهرام بكتابتها وتوقيعها باسم “مصري”.

اقرأ أيضا

ملف| يوسف إدريس: المعارك الكبيرة.. والمعارك الصغيرة

وقائع معركة غير أدبية بين يوسف إدريس وأصحاب البنطلونات القصيرة

خالد عبدالناصر: لهذا لم أسامح يوسف إدريس

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر