ملك وكتابة 4| مسجد محمد علي.. « فئة الـ20 تؤذن»

ترصد “ولاد البلد” في الحلقة الرابعة من سلسلة “ملك وكتابة”، التي ترصد الآثار  المرسومة على العملات الرسمية والنقدية في مصر، مسجد محمد علي باشا، المطبوع على ورقة الـ20 جنيهًا.

يقع مسجد محمد علي داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، الشهيرة بقلعة الجبل في القاهرة، ويعد أحد أبرز المعالم الأثرية والمساجد الكبرى، الموجودة في القلعة، شرع محمد علي مؤسس مصر الحديثة، في إنشاؤه عام 1820، وبدأت أعمال الإنشاء في عام 1830.

مسجد محمد علي على طراز عثماني

صُمم مسجد محمد علي، على الطراز العثماني، لرغبة محمد علي، إذ تم بناؤه وتصميمه على غرار جامع السلطان في تركيا، وذلك بعدما حصل محمد علي الكبير رأس الأسرة العلوية.
بحسب محمود إمام، باحث في التراث الإسلامي، بدأ إنشاء المسجد علي يد المهندس الفرنسي باسكال كوست، وذلك بعد طلب من رأس الأسرة العلوية في عام 1820، وبدأ المعماري الفرنسي في وضع التصورات الأولية للمسجد، إلا إنه توقف بناء المسجد.
وتابع الباحث في التراث الإسلامي، أنه في عام 1830 ميلادية، استعان مؤسس مصر الحديثة، بالمهندس المعماري التركي يوسف بوشناق، وعرض عليه التصورات الأولية التي بدأها المهندس الفرنسي، وبدأ بالفعل العمل رسميا في الأعمال الإنشائية للمسجد.

18 عامًا من البناء

يضيف الباحث في التراث الإسلامي، أن العمل في إنشاءات المسجد بدأ في عام 1830 ميلادية، واستمر حتى عام 1848 ميلادية، لتصبح مدة إنشاءات المسجد قرابة 18 عامًا من البناء، وقبل أن يتم افتتاح المسجد رسميا، توفي محمد علي باشا، ودفن بداخل المسجد.
يشير إمام في حديثه لـ”ولاد البلد” إلى أن مؤسس مصر الحديثة، قرر إنشاء المسجد، بعد أن أعاد تشييد وإصلاح أسوار قلعة صلاح الدين، وإنشاء العديد من  القصور والمدارس ودواوين الحكومة بداخلها، لأنه لم يتخذها مقرا للحكم مثلما كان في الدولة الأيوبية ودولة المماليك ودولة العثمانيين وعهد الخديوي إسماعيل، إنما كان  قصر عابدين مقرا لحكم محمد علي، وقرر إنشاء المسجد العظيم ليختتم به إنشاءاته التي أنشاها خلال فترة حكمه.

وفاة محمد علي

نوه الباحث في التراث الإسلامي، بأن السلطان محمد علي، كان له سبب آخر أيضا في إنشاء المسجد الكبير.. حيث أنه كان يريد أن يدفن داخل مسجد يكون قد صممه على طراز فريد من نوعه.. وأنشأ بداخل المسجد مقبرة خاصة أعدها بنفسه وأشرف على تصميمها، ودفن بداخلها عقب وفاته.

مكونات المسجد

وأفاد الباحث، أن مسجد مؤسس مصر الحديثة، يتكون من صحن مكشوف ومكان بداخله يسمى بيت الصلاة أو حرم المسجد.. وللمسجد 4 أبواب، وفناء كبير مساحته تصل إلى 54 مترا، فضلًا عن 4 أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية.. تحمل قبابا صغيرة منقوشة من الداخل ومغشاة من الخارج بألواح من الرصاص.
وذكر الباحث أن المسجد أيضا به قبة للوضوء مزينة برسوم ملونة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية.. فضلا عن وجود برج من النحاس المخرم والزجاج الملون بداخله الساعة الدقاقة.. التي أهديت إلى محمد علي باشا من ملكة فرنسا لويس فيليب سنة 1845 ميلادية.. وبه مئذنتين، تم بنائهما على هيئة المآذن العثمانية ويبلغ ارتفاعهما حوالي 84 مترا.

 

ضريح محمد علي

بداخل المسجد العظيم، ضريح محمد علي، الذي تم إنشائه من تركيبة رخامية.. حولها مقصورة من النحاس المذهب.. تجمع بين الزخارف الإسلامية والزخارف التركية المتأثرة بالباروك والروكوكو.
كشف عاطف قناوي، مفتش بوزارة الآثار المصرية، أن خلفية الفئة النقدية الـ20 جنيها يظهر عليها العجلة الحربية.. وهي أحد الأسلحة التي طورها الفراعنة.
في النهاية يلمح إلى أن تلك العجلة الحربية، تعتبر أقدم سلاح مدرع يستخدم في الحروب.. وقد بدأ ظهوره في مصر عند هجوم الهكسوس على مصر، والذي كان سبب تفوق الهكسوس على المصريين.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر