«مزرعة الملك فاروق» بطفنيس.. إرث زراعي يتحول إلى كنز إنتاجي في الصعيد

تُعد «مزرعة الملك فاروق» بقرية طفنيس المطاعنة، جنوب مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، من أقدم وأشهر المزارع في صعيد مصر، إذ تمتد على مساحة 65 فدانًا، وتتنوع محاصيلها بين الموالح والبلح والمانجو. فيما تعتبر المانجو من أبرز المحاصيل التي تشتهر بها المزرعة، حيث تزرع على مساحة تقارب 25 فدانًا وتُنتج أنواعًا متعددة ذات جودة عالية.
أنشئت المزرعة في عام 1932 في عهد الملك فاروق. وكانت آنذاك مملوكة للعائلة المالكة، إلى أن آلت ملكيتها إلى وزارة الزراعة عقب ثورة يوليو 1952، لتصبح تابعة لمركز البحوث الزراعية. ومنذ ذلك الحين، تدار المزرعة وفق آليات علمية دقيقة؟ ويتم بيع محصولها سنويًا في مزادات علنية تقام للتجار الراغبين في شراء المحصول بالجملة.
جودة عالية رغم التغيرات المناخية
يقول المهندس الحسيني يوسف، مهندس مزرعة بساتين المطاعنة، إن المزرعة تضم نحو 45 فدانًا من الموالح، و5 أفدنة مزروعة بالنخيل. إلى جانب 25 فدانًا مزروعة بالمانجو. ويبدأ حصاد المانجو عادة في 20 يونيو من كل عام، حيث تقطف الأصناف المبكرة مثل الهندي، والفونس، والأورمانس. ثم تليها الأصناف الأخرى تباعًا.
ويؤكد يوسف أن المانجو التي تنتجها المزرعة تتميز بجودتها العالية وطعمها السكري المميز. وذلك بسبب الري بالمياه النيلية العذبة، التي تقلل من نسبة الملوحة في التربة. مقارنةً بالمزارع الصحراوية التي تعتمد على المياه الجوفية ذات الملوحة المرتفعة.
وتنفذ بالمزرعة أعمال مكافحة دورية للحشرات والآفات، إلى جانب برامج تسميد منظمة. ورغم هذه الجهود، فقد أثّرت التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ على الإنتاج. حيث أدت التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة خلال موسم النمو إلى انخفاض الإنتاج بنسبة وصلت إلى الربع. ما جعل الكمية الإجمالية تتراوح ما بين 120 و150 طنًا سنويًا، حسب الظروف المناخية.
سمعة تاريخية ومكانة في الأسواق المحلية والعالمية
من جانبه، أشار المهندس عزت محمد أبو المجد، وكيل المزرعة، إلى وجود أشجار مانجو داخل المزرعة يزيد عمرها على 90 عامًا، ما زالت تثمر حتى اليوم، وهي من الأصناف البلدية القديمة التي زرعت وقت إنشاء المزرعة. كما تم إدخال أصناف أجنبية حديثة وزراعتها عام 2012، لزيادة التنوع وتحسين الإنتاجية.
وأشار إلى أن فريق المهندسين المتخصصين في المكافحة والجودة يسهم في الحفاظ على جودة المحصول ورفع قيمته السوقية، وقد بلغت قيمة محصول المانجو هذا العام نحو 5 ملايين و600 ألف جنيه خلال المزاد.
ويؤكد صاحب محصول هذا العام أن مانجو مزرعة الملك فاروق تعد من أجود أنواع المانجو في السوق، نظرًا لطعمها المميز وعمر أشجارها الطويل الذي يمنحها نكهة لا تضاهى. وتصدر الأصناف الجيدة منها إلى الخارج، مستفيدين من سمعتها التاريخية المعروفة وجودة إنتاجها.
ويضيف: “المانجو اللي بنشتريها من مزرعة طفنيس مطلوبة في السوق المحلي بشكل كبير، وبنلاقي عليها إقبال من كبار تجار القاهرة والإسكندرية، لأنها بتتميز بالحجم الكبير والطعم السكري الطبيعي اللي مش موجود في مانجو المناطق الصحراوية. وبعض الشحنات بنصدرها لدول الخليج خصوصًا السعودية والإمارات، وبيكون مكتوب في أوراق الشحن إنها جاية من مزرعة الملك فاروق، وده في حد ذاته بيزود من قيمتها”.
اقرأ أيضا:
«نخطو سويًا».. عندما يرقص الأطفال والجدّات معًا في الأقصر
قضية آثار الأقصر تعيد الجدل: مّن يملك الكلمة الفصل في التمييز بين الأصيل والمزوَّر؟
أمفورة وشواهد أثرية.. تفاصيل جديدة في واقعة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر