«مذبحة أشجار أبوقير».. مشروع توسعة مرورية يُثير الغضب في الإسكندرية

أثير جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بعد تداول صور لقطع أشجار ضخمة في منطقة رشدي المطلة على شارع أبوقير شرق الإسكندرية. وانتقد مستخدمو المنصات هذه الخطوة، خاصة في ظل الأجواء الحارة غير المعتادة والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، متسائلين: كيف نقطع الأشجار بدلا من زيادة المساحات الخضراء؟
محافظة الإسكندرية: التوسعة هدفها السيولة المرورية
أوضحت المحافظة، في بيانات رسمية، أن قطع الأشجار يأتي ضمن مشروع توسعة طريق الحرية من منطقة سيدي جابر حتى محطة الوزارة، شرق المدينة. بهدف تحقيق سيولة مرورية.
قطع الأشجار بشارع أبوقير بين مؤيد ومعارض
انقسمت آراء السكندريين ومرتادي مواقع التواصل. فريق رأى أن التوسعة ضرورية لتخفيف الازدحام المروري. لكنهم تحفظوا على إزالة الأشجار الضخمة التي تمثل جزءا من هوية الشارع. معتبرين أن المحافظة بحاجة إلى مزيد من المساحات الخضراء لا العكس.
في المقابل، أكد آخرون أن التوسعة مطلوبة لكن ليس على حساب الأرصفة والمساحات الخضراء. خاصة أن الشارع يطل على ثلاث مدارس، ما يثير المخاوف بشأن سلامة الطلاب مع ضيق الرصيف الجديد.
أما فريق ثالث فاعترض على المشروع من الأساس، معتبرا أن المشكلة ليست في عرض الشارع بل في غياب الإشارات المرورية والتنظيم. وأن التوسعة لن تحل الأزمة ما دامت العشوائية في حركة السيارات مستمرة.

محافظة الإسكندرية مهدت لقطع الأشجار
رصد «باب مصر – بحري» آثار قطع الأشجار بطول الشارع، واتضح أيضا الفارق الكبير بين عرض الرصيف القديم. وما تقرر اعتماده بعد ضم جزء منه للشارع ليصبح 8 حارات (4 في كل اتجاه) كما أعلنت محافظة الإسكندرية.
وأكد أحد سكان المنطقة أن الفريق أحمد خالد حسن، محافظ الإسكندرية، ظهر في جولة ميدانية قبل بدء التنفيذ، وتلقى طلبا من أحد المواطنين بقطع شجرة آيلة للسقوط. لكن بعدها – حسب الأهالي- بدأت حملة وصفوها بـ”مذبحة الأشجار”، معتبرينها تمهيدا للمشروع، رغم أن كثيرا من الأشجار لم تكن تمثل خطرا.
أصحاب محال السيارات بالمنطقة أعربوا أيضا عن قلقهم من تقليص الرصيف. مشيرين إلى أن قرب السيارات من المتاجر وخطورة السرعات العالية ستجعل الشارع أقرب إلى طريق سريع إن لم توضع ضوابط صارمة.
بيانات توضيحية متتالية للمحافظة
أصدرت محافظة الإسكندرية عدة بيانات متتالية لتوضيح أسباب قطع هذه الأشجار، بعد الجدل الذي أثير جراء هذا العمل. وأكدت أنه يتم نقل الأشجار بعد إزالتها إلى مشتل الإدارة المركزية للحدائق بالمحافظة. ثم سيتم إعادة زراعتها لاحقًا في مواقع بديلة، مع التأكيد على دقة تنفيذ هذه الإجراءات.
كما أوضح المحافظ أنه سيتم تدعيم هذا المشروع بزراعة أشجار لا تعيق حركة المشاة ومنتظمة النمو. مثل أشجار البونسيانا والجكرندا والبلتفورم، والبرتشارديا، والسرو الإيطالي، والأروكاديا والنباتات العطرية مثل مسك الليل والمزهرات، والشجيرات مثل؛ التويا والسرو والليكوفليم والجهنمية القزمية.
ويهدف هذا المشروع- بحسب المحافظة- إلى تخفيف الكثافة المرورية بمنطقتي سيدي جابر وسموحة. وتبدأ المرحلة الأولى من شارع إبراهيم الشريف وحتى شارع سوريا. على أن تستغرق 45 يومًا، بواقع ثلاثة أسابيع لكل اتجاه.

عدم ثقة ومناشدة لأهالي إسكندرية
رغم التوضيحات، أبدى كثير من الأهالي عدم ثقة في وعود إعادة المساحات الخضراء والاهتمام بالتشجير بعد انتهاء المشروع. مؤكدين أن المساحة التي ستتبقى كرصيف للمشاة بحسب التخطيط الواضح صغيرة للغاية. وقد لا تكفي عدد كبير مثل خروج طلاب المدارس في توقيت واحد. فمن أين سيكون هناك مساحة لزراعة الأشجار؟!
فضلا عن أن زراعة أشجار جديدة ستستغرق وقت طويل حتى تقوم بدور الأشجار التي تم قطعها من توفير الظل أو تنقية الهواء من عوادم السيارات. كما جاءت بعض التعليقات بأن “الشجر القديم تم قطعه بالمنشار. فكيف سيتم إعادة زرعه في مناطق أخرى كما أعلنوا!”.
من جهة أخرى، طالب مواطنون بضرورة ضبط خط سير المركبات ووضع إشارات مرورية في أماكن واضحة للسائقين، توضح اتجاه السير والدوران. حتى لا تتكرر حوادث الاصطدام، وحالات الاختناق المروري التي تنتج غالبا من عدم الالتزام بضوابط السير.
اقرأ أيضا:
بلا فعاليات أو ندوات.. كيف أضاع معرض الإسكندرية العاشر للكتاب فرصته؟
هل تعود الحياة إلى صهريج «ابن النبيه» الأثري بالإسكندرية؟
مبنى السلطان حسين بالإسكندرية.. من مقر تاجر قطن إلى مركز للعرض الفني والمتحفي