مدرسة قنا الثانوية.. طراز إيطالي وقبة مغطاة بالزجاج الملون

تداول مجموعة من أهالي محافظة قنا وصفحاتها المهتمة بالصور النادرة صورة يرجع تاريخها لعام 1962م، لاحتفال مدرسة قنا الثانوية العام، ولاقت الصورة احتفاء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لما تعيده لهم العديد من ذكريات الزمن القديم.
يقول الباحث التاريخي، الشاذلي عباس، إن الصورة تضم رائدات التعليم بمحافظة قنا الحاجة دولت إسماعيل، وكيل وزارة التربية والتعليم، والسيدة عطيات لبيب، نائبة سابقة في البرلمان، والسيدة إحسان إسماعيل، مديرة التعليم الابتدائي، والسيدة حميدة إسماعيل، مديرة التعليم الابتدائي الخاص، وعن الزي الرسمي لأصحاب الصور أشار إلى أن تلك الفترة كانت متميزة بنفس الزي، وأغلب الموظفين يمتازون بذلك، وفي ستينيات القرن الماضي تناولت المجلات صورة لموظفات لمصنع الغزل والنسيج يرتدين نفس الزي، ويقدن الدراجات في الشوارع العامة.
مدرسة قنا الثانويةويوضح الباحث التاريخي أن المدرسة الثانوية كان يطلق عليها مدرسة فؤاد الثانوية، إذ قام الملك فؤاد بعدة رحلات لأقاليم جنوب الصعيد، وبالطبع من بينها مدينة قنا عام 1924م، ووضع حجر الأساس للمدرسة الثانوية، وافتتحها في عام (1927م)، وهذه المدرسة لها توأمين آخرين أحدهما في مدينة المنيا بنفس الطراز والتصميم المعماري، وبنيت 1907م، والأخرى في دمنهور، وعلى نفس الطراز أيضًا، وبعد الثورة تم تغيير الاسم إلى مدرسة قنا الثانوية بنين، وفي عام 1969 بعد استشهاد اللواء عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، تم إطلاق اسم الشهيد عبدالمنعم رياض على الكثير من المدارس الثانوية، والتي أصبحت تدرس مادة التربية العسكرية، لخلق جيل ثاني من الشباب للدفاع عن الوطن إذا احتاجهم الوطن.
ويتابع الشاذلي: أنه في عام 1971م تم افتتاح فرع جامعة أسيوط لكليات التربية والآداب والعلوم بقنا في المبنى ذاته، وكانت المحاضرات فترة مسائية، بعد بناء فرع جامعة أسيوط بقنا في مقره الحالي بالشؤون، ونقل طلاب كلية التربية والآداب والعلوم للفرع الجديد ظل المبنى لعدة سنوات مقرا لإدارة الجامعة، وبعد التوسع في إنشاء الكليات وإطلاق اسم جامعة جنوب الوادي بقنا تم تحويل الفرع القديم إلى مبنى كلية الهندسة، ومازالت شاغرة للمبنى حتى الآن، لبناء مبنى جديد لكلية الهندسة داخل الحرم الجامعي.
والمبنى على الطراز الإيطالي، استخدمت به أساليب إنشائية سادت في أوروبا في النصف الأول من القرن العشرين، يوجد به 3 أدوار بخلاف البدروم؛ وهو مطبخ لإعداد الوجبات الساخنة للطلاب قديمًا، وبها سلم أمامي وسلم خلفي وبهو في الداخل بالدور الأول دائري الشكل، وفي الطابق الثاني والثالث تجد بلكونة دائرية تطل على بهو القصر، يغطي سقفها قبة مغطاة بالزجاج الملون عند الوقوف تحتها، خاصة في الدور الثالث، والمبنى يسجل مرحلة مهمة من مراحل تخطيط المدارس في مصر في النصف الأول من القرن العشرين.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر