مدد| « ضرار بن الأزور».. لقب بـ«قاتل الملوك» وحارب في معارك الردة

على بعد 16 كيلو متر من نجع حمادي، وبضعة كيلومترات أخرى من هو حتى جبل هو، منطقة جبلية تقع بها المقابر، يجاورها مقام هو الأشهر من بين المقامات المنتشرة هناك يدعى مقام الأمير ضرار.
هو ضرار بن الأزور بن مالك بن أوس بن خزيمة بن ربيعة بن ثعلبة بن دواران بن الأسدي، أحد أمهر المقاتلين من أبطال صدر الإسلام، عرف بكونه مقاتل قوي، برع في الفنون القتالية والتكتيك العسكري، وله ألقاب عدة من بينها “قاتل الملوك”، و”الفارس العاري الصدر” كناية عن شجاعته في المعارك، شارك في العديد من المعارك منها مواجهة الردة، ووقف هجوم بن الأسد، وفتح الشام، واليرموك، واليمامة، ومعركة أجنادين التي كانت تمهيدًا لفتح بيت المقدس، بحسب لوحة بالمقام مدون عليها تاريخه وحياته.

كما تقول اللوحة المعلقة بالمقام إن الآية الكريمة “يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(17)” سورة الحجرات آية “17”، نزلت عن “بني أسد” قبيلة الأمير ضرار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يعتقدون أنهم يمنون عليه، أنهم أسلموا دون قتال.
كان يحبه النبي ويعتمد عليه لمهارته في صد المرتدين منهم بني أسد، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غبنت صفقتك يا ضرار، بحسب رواية أبو وائل عن ضرار بن الأزور إنه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أمدد يديك أبايعك على الإسلام، ثم قال: تركت القدح وعزف القيان.. والخمر تعلله وانتهالا، وكري المحبر في غمرة.. وحملي على المشركين القتال، فيارب لأغبنن صفقتي.. فقد بعت مالي وأهلي ابتذالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غبنت صفقتك يا ضرار”.
وأهل القرية يقولون حول وجود مقامه بقرية هو إنه محارب قوي جاء لمصر تحديدًا قرية هو أثناء الحروب مع الروم تحت قيادة خالد بن الوليد، حيث معارك المقاتلين المسلمين مع الروم، في موقعة هور، برفقته أخته “خولة” و”محمد الناظر” ابن عمومتهم.
ويقال إن الأمير ضرار رغم بسالته آسر أثناء الحرب مع الروم في نفس المنطقة بعد قتاله بشجاعة، وأنقذته أخته الأميرة خولة، التي لقبت بالفارس الملثم، بعد إخفائها خبر أسره عن المقاتلين وارتدت زي الحروب مخبأة وجهها، وحاربت هي الأخرى بشجاعة مع المقاتلين.
مازال أهالي قرية هو ونجع حمادي والمراكز المحيطة يحتفلون بمولد الأمير ضرار في 15 شعبان من كل عام، بالإنشاد الديني والمديح، وإطعام الفقراء، فضلا عن زيارته كل جمعة، لما له من كرامات كما يعتقدون، ويسمي هذا اليوم هون عيد “البيات السنوي” للاحتفال بالأمير ضرار.
يتهافت على مقامه العديد من المريدين والمحبين، بعزبة الأمير كما أطلق عليها بمنطقة حاجر الجبل وسط مقابر “هو”، لم يخلوا الأمر لدى البعض من العشم في التبرك به ونيل كرامته وشقيقته كما يرى الأهالي بإنجاب سيدة عقيمة، أو الشفاء من بعض الأمراض.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر