مبادرة “الأثر لنا” تحيي تراث “حي الخليفة” بالتعاون مع “الآثار”

عام 2012 كان هو الحضور الأول لمبادرة “الأثر لنا” في حي الخليفة، بهدف دعم علاقة الناس بالتراث، وإيجاد طرق لإشراك المجتمع في الحفاظ على الآثار.

مبادرة “الأثر لنا” هي مبادرة تنظمها جمعية الفكر العمراني، تقول الدكتورة مي الإبراشي، مدير جمعية الفكر العمراني، إن المبادرة بالشراكة مع وزارة الاثار كشريك أساسي ومحافظة القاهرة.

المبادرة اختارت منطقة الخليفة، لأنها غنية بالتراث ذي الأهمية الدينية والتاريخية، تقول الدكتورة مي: مثلا يوجد مساجد ابن طولون والسيدة نفيسة والسيدة سكينة وغيرها، وتعتمد المبادرة على أسلوب التصميم التشاركي، بواسطة إشراك الأطراف المعنية بالموضوع (الأهالي- الحكومة- المجتمع المدني) ليكون لهم رأي وصوت في عملية اتخاذ القرار.

سميت المبادرة “الأثر لنا” في دلالة على أن الأثر ينتمي للناس المحيطين به، وهم أكثر من يستطيعون الحفاظ عليه، وتقول الإبراشي: لو شعر الناس أن الأثر ملك لهم ويستفيدون منه ماديًا ومعنويًا، حتمًا سيحافظون عليه وستختلف نظرتهم له.

وعلى مدار 6 أشهر من العمل في الورش التشاركية، توصلت المبادرة إلى مجموعة مقترحات تصب في ثلاثة اتجاهات:

1 – التركيز على منطقة خدمية، يمكن ترميمها وإعادة تأهيلها، وخلق نشاط يفيد المجتمع.

2 – ربط الناس بالتراث، والبدء بالأطفال.

3 – لا يجوز العمل على الترميم دون الربط بين الأثر والوضعين الاقتصادي والاجتماعىي للمنطقة المحيطة، وتوفير حياة جيدة للمقيمين حول المنطقة الأثرية، لتتحول إلى منطقة جاذبة للسياحة.

المبادرة رممت أربع قباب من العصر الفاطمى والأيوبي، وأعادت تأهيل إحدى القباب في منتصف شارع الأشراف بمنطقة السيدة نفيسة، بالإضافة إلى تأهيل مبنى من بداية القرن العشرين وهو مقر المبادرة وبه نشاطات مختلفة ثقافية واجتماعية.

الأنشطة الثقافية توجه للمعماريين والمهتمين بالعمران من خلال محاضرات وورش، والنشاطات الاجتماعية تكون موجهة للأطفال أو لأصحاب الحرف.

كما يوجد مدرسة يومية “مدرسة الخليفة للتراث” مجانية لأطفال المنطقة، لتدريسهم التراث المحيط، بجانب أساسيات القراءة والكتابة والحساب.

أما لأصحاب الحرف فهناك نشاط “علم واتعلم”، المبنى على تبادل المعرفة بين المصممين والحرفيين.

في العام الماضي رسمت خريطة للمنطقة وحصر كامل للمباني وتحديد الحدود بالتعاون مع محافظة القاهرة، بهدف حل المشكلات التي تواجه المنطقة، مثل مشكلة البنية التحتية والمخلفات والمياه الجوفية والرطوبة، التي تتسبب في تآكل جدران المباني التاريخية، ويمتد تأثيرها إلى المباني.

عن الدكتورة مّى الإبراشي

هي مهندسة معمارية، حاصلة على دكتوراة في الأثار، متخصصة في الحفاظ على التراث، افتتحت جمعية الفكر العمراني عام 2011، وتهتم الجمعية بتنظيم النشاطات الثقافية والمعمارية، بالإضافة إلى مبادرة “الأثر لنا” و”مجاورة”.

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر