ما بين "الورد كشح" و"زفة الحلاق".. طقوس الاحتفال بالعريس في الصعيد زمان

فرضت طقوس العرس في الصعيد منذ عشرات السنين، أن يحتفل كل من العروسين على حدة، أو بمعنى أدق أن يكون هناك عرس رجالي وآخر نسائي.

وعادة ما كان يسبق العرس بعض الطقوس، والتي كانت تتخذ شكل “قعدات” للعريس، مثل زيارته للحلاق أو يوم السابع، لكن معظم تلك الطقوس اندثرت تماما وأصبحت مجرد ذكريات.

الأمير

يروي عبد المنعم أبو الحسن، 81 سنة، بالمعاش، مظاهر الاحتفال بالعرس في دشنا حاليًا، مشيرًا إلى أنها فقدت الكثير من رونقها وبهجتها، حيث يتم اختصار الفرح حاليًا في ليلة واحدة على أنغام الدي جي.

ويشير إلى أن الاحتفالات بالعرس في دشنا قديمًا كانت أبسط، ولكنها كانت أطول وقتًا وأكثر بهجة وتأثيرًا، موضحًا أن أحد أهم طقوس الأفراح، التي اندثرت تمامًا في دشنا، هي قعدة العريس، حيث كان العريس قديما يضع بعض الدكك أمام منزله قبيل زواجه بأيام وكان يجلس معه أقاربه وأصدقائه ، وغالبا ما كانوا يقضون وقتهم في التحطيب فرحًا وابتهاجًا بزفاف “الأمير” وهو الاسم الشعبي للعريس.

وداع العزوبية

ويلمح زغلول عبد الدايم، 76 سنة، بالمعاش، إلى أن قعدة العريس كانت تستمر أحيانا لأسبوع وتختتم بحفلة تقام في ديوان العائلة، وتكون على شرف العريس ويحضرها أصدقائه وأقاربه ويجلسون على مائدة كبيرة، ويبدأ في توزيع الحلوى والفاكهة والسوداني، ويتطوع بعض الشباب بالغناء على قرع الطبلة ونقر الدفوف، لافتًا إلى أن أغلب الأغاني كانت تعبر عن وداع العزوبية واستقبال حياة الزواج.

زفة الحلاق

ويشير علي عبد المعين، 55 سنة، موظف، إلى أن يوم الزفاف كان يشهد ذهاب العريس في صحبة أصدقائه إلى الحلاق، في شبه موكب يتوسطه الأمير و”عم العريس” (وهو أحد أقارب أو أصدقاء العريس بشرط أن يكون متزوجًا، يكون دوره إرشاد العريس في خطوات إتمام الزفاف”، وعند جلوسه إلى الحلاق، تنطلق الأغاني والنكات، وثم بعدها يبدأ جمع نقوط الحلاق في طبق، ويلقي كل الحضور نقوطه، والذي كان يتراوح ما بين ال5 وال10 قروش، وكانت تذهب إلى الحلاق.

الورد كشح

ويلفت عبد الحميد قاسم، 53 سنة، موظف، إلى أن أحد المظاهر الجميلة والتي اختفت حاليًا من أفراح دشنا، تحية العريس وهي عبارة عن بعض الجمل الشعرية، والتي تقال للعريس عند خروجه في كامل هيئته، وغالبًا ما كان يقوم بها أصدقاؤه المقربون وكانوا يكونون دائرة حوله ويصيحون في نفس واحد: “الورد كشّح، من عرق النبي فتح، ما شا الله بالصلاة على النبي، عريس، عريس، عريس”.

السابع

ويضحك صلاح عويس، 75 سنة بالمعاش، حين يتذكر أنه لم يكن مسموحًا للعريس بالخروج من منزل الزوجية إلا بعد مرور أسبوع، والذي كان يكلل بقعدة السابع، حيث يتجمع أبناء العائلة والجيران والأصدقاء في المندرة، وينزل العريس إليهم ليتلقى التهاني والنقوط، ثم يجلسون جميعًا لتناول طعام الغداء وشرب الشاي والتسامر وتمني حياة سعيدة للأسرة الجديدة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر